الخبير السياحى د. عاطف عبداللطيف:
– اطالب بتدريس الثقافة السياحية فى المدارس والجامعات ونشر الوعى السياحى بين الجمهور.
– السياحة مظومة متكاملة يعمل بها أكثر من 25 مليون فرد وهى قاطرة التنمية ومحرك النمو.
– لا يمكن اختزال نشاط السياحة فى مايوه وزجاجة خمر ومصر دولة عظيمة لا يمكن أن يفرض عليها رأى واحد.
– لابد من إعادة جدولة قروض المشروعات السياحية وضرورة مساهمة البنوك فى المعارض و المؤتمرات السياحية.
لم تمر السياحة المصرية على مدار تاريخها بتلك الأزمة الطاحنة ولم تشهد مثل هذه التحديات التى تباينت ما بين اعتصامات ومظاهرات وانفلات أمنى وعدم استقرار وتصريحات مضادة من جانب بعض التيارات أثرت تأثيرا سلبيا عليها.
حول هذا الوضع الشائك و ما يعكسه من انحسار لنشاط مهم وحيوى ولصناعة تقود حركة النمو كان اللقاء والخبير السياحى الدكتور عاطف عبد اللطيف سفير النوايا الحسنة للسياحة الدينية والحضارية ورئيس شركات ترافلرز إيجيبت، وكان هذا الحوار.
بداية يقول د. عاطف عبداللطيف : إن السياحة هى قاطرة النمو ومحرك التنمية، وهى النشاط الذى يعمل به بشكل مباشر وغير مباشر ما يربو على 25 مليون فرد سواء فى الفنادق – القرى السياحية – المزارات- المطاعم- البازارات- المتاحف وغيرها وكذا الصناعات المكملة لها هذا فضلا عن انها وثيقة الصلة بجمبع الصناعات من أقمشة وجلود – اثاث – سيراميك- صناعات يديوة- أجهزة منزلية- صناعات إلكترونية وكذلك فهى مرتبطة بالزراعة والانتاج الحيوانى والداجنى ناهيك عن توائمها ومنظومة النقل من مطارات وطائرات وقطارات وحافلات ومراكب وسفن، ومن ثم فهى ليست نشاطا قائما بذاته أو قطاعا منفردا، وانما هى منظومة متكاملة ومتواصلة يعمل بها المصريون ويستفيد منها الاقتصاد وتحقق بها التمنية وهى النشاط الاجدر والأقدر على اجتذاب العوائد والعملات الحرة، حيث تجلب لمصر أكثر من 12 مليار دولار سنويا بما يمثل 11.5% من الناتج القومى وإضافة الى ذلك فالسياحة هى التواصل مع العالم الخارجى والتقارب مع الثقافات والتعايش بين البشر ، وهى علم وصناعة واستثمار لمقوماتنا الطبيعية والتاريخية ولموروثنا الثقافى والحضارى.
البعد عن النظرة الضيقة
ويؤكد عبداللطيف أنه لا يمكن اختزال هذا النشاط المهم فى مايوه وزجاجة خمر، فالسائحون لا ينتظرون حتى يأتوا إلى مصر ليشربوا الخمر ويرتدوا المايوهات، بل يفدون لبلادنا للتعرف على التاريخ والثقافة والحضارة والآثار والتمتع بالطبيعة والجو والشمس والدفء والبحر والنيل والصحراء والسفارى….
ومصر دولة محورية كبيرة وعظيمة ولا يمكن أن يفرض عليها رأى واحد، ولا يجوز ان نمنع ونحاسب ونضرب بعصا ونسمع أشياء غريبة فى مصر مهد الحضارة والتاريخ، كما أننا لا يمكن ان نعيش بمعزل عن العالم فى عصر السماوات المفتوحة والنت وشبكات التواصل الاجتماعى ويشير الى ان هناك دولا كثيرة منعت الخمر ورغم ذلك فهو موجود ويباع بأعلى الأسعار وينتشر فى الخفاء ، بل يصنع فى المنازل ومن ثم لا يوجد من يستطيع أن يمنع أى سلوك فى العالم ،فأى شىء يمنع سيتواجد من الابواب الخلفية، وبالتالى فالمنع والقمع لن يحقق نتيجة أو جدوى.
ولكن الحل أن نثقف ونوعى بأهمية السياحة ونهتم بالشباب وبكيفية العبور بمصر للمستقبل ،وبأن نوفر فرص عمل ونسعى لايجاد وظائف جديدة لأنه كلما كانت لديك ثقافة ووعى وإيمان فقدرتك على الاختيار ستكون أصح وأفضل ،وفى النهاية فضمير الانسان هو رقيبه ومدى قوة إرادة الانسان فى حرية اختياره للاشياء.
الدولة.. والدور الواجب
ومن هذا المنطلق لابد أن تقوم الدولة بالاشتراك مع البنوك فى دعم ومساندة المشروعات والقرى السياحية والفنادق من خلال التمويل الميسر وإعادة جدولة القروض مع ضرورة مساهمة البنوك فى جميع المعارض والمحافل والمؤتمرات السياحية الدولية والعالمية التى تشارك فيها شركات السياحة والفنادق والخبراء السياحيين لان دول العالم الكبيرة تتصارع على كعكة السياحة.. وعلى التوازى من ذلك يجب ان تساهم البنوك بفاعلية فى تنظيم المؤتمرات والمعارض لانعاش هذا النشاط والترويج له لان العائد سيعود على الدولة والبنوك وحركة النمو، وإضافة الى هذا يجب الاهتمام بتعميق وترسيخ الوعى والثقافة السياحية فى المدارس والجامعات لأن حسن الضيافة والترحيب بالسائح تمثل أحد عناصر الجذب السياحى.
مصر.. مقصد سياحى مهم
وأخيرا يقول عبداللطيف : إن مصر تعتبر واحدة من أهم المقاصد السياحية فى العالم، وهى وجهة وقبلة جميع سائحى العالم، وعلينا فقط أن ندعم هذا النشاط بالامن والامان والاستقرار والبعد عن التصريحات التى تحدث البلبة.
