جدة "المسلة" … دفعت الاضطرابات الحاصلة في عدد من الدول العربية إضافة لاعتدال الأجواء الداخلية وقصر فترة الإجازة لتفضيل السعوديين قضاء إجازة منتصف العام داخليا، بيد أن توجهاتهم اختلفت فمنهم من فضل أن تكون وجهته مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقسم ثان اتجه للمناطق الساحلية كجدة أو الدمام أو الجبلية المرتفعة كالباحة والطائف وأبها، وقسم ثالث فضل المكوث في البيوت نظرا لارتفاع أسعار السياحة الداخلية. لكن الوجهات العربية والدولية لم تغب عن خارطة السعوديين وإن كانت بمعدلات أقل حيث فضل البعض الذهاب لدول الخليج المجاورة كالكويت والإمارات وقطر لقضاء الإجازة بينما كانت بيروت أكثر العواصم العربية إقبالا، وكانت الحلقة الأضعف العواصم الأوروبية نظرا لبرودة الأجواء وقصر فترة الإجازات التي لاتتجاوز عشرة أيام كأقصى حد. «عكـاظ» التقت بعدد من المواطنين في مكاتب السفر والسياحة والمطارات وسألتهم عن وجهتهم والسبب الذي دفعهم إليها. وفي المقابل ناقشت الهيئة العامة للسياحة والآثار استعداداتها الداخلية لاستقبال المصطافين وتنشيط حركة السياحة الداخلية أثناء الإجازة.
بداية بين المواطن محمد النجمي أن إجازته ستكون هذا العام داخلية مابين الطائف وجازان ومكة المكرمة، مشيرا إلى أن قصر فترة الإجازة تدفعه لتكون وجهته داخلية.
وأشار إلى أن المملكة تمتلك مقومات سياحية جيدة، لكنها بحاجة لاهتمام أكبر وإقبال من المستثمرين لتنشيطها، مطالبا بضرورة تسعير الفنادق والشقق المفروشة بأسعار تكون في متناول الجميع.
وأيده الرأي المواطن عويض بن زايد الحازمي الذي أكد أنه اختار قضاء الإجازة في مدينته مكة المكرمة نظرا لاعتدال الأجواء وعدم قدرته المادية على السفر خارج المملكة، داعيا إلى إعادة النظر في تنظيم السياحة الداخلية بحيث تكون جاذبة للسائح السعودي.
الأمن والأمان
واتفق عدد من المواطنين على أن السياحة الداخلية توفر لهم نعمة الأمن والأمان والتي لا تتوفر عند غيرها من الدول وخاصة المنطقة العربية، حيث فضل علي القحطاني قضاء إجازة منتصف العام في المملكة؛ بسبب الأمان الذي يشعر به لأنه يتوفر فيها دون غيرها من البلدان في الوطن العربي.
وأضاف «الأحداث الأخيرة التي طغت على العالم العربي، جعلتني أفكر كثيرا قبل اختيار وجهتي السياحية المقبلة، ولم أجد أفضل من بلادي في الأمن والأمان».
ولم يبال القحطاني كثيرا بارتفاع الأسعار، مؤكدا أن معظم أصدقائه سيقضون الإجازة نصف السنوية داخل المملكة.
بدوره، فضل أبو بكر المحضار السفر إلى إحدى مدن المملكة لقضاء إجازة نصف السنة؛ بسبب قصر المدة، والإمكانيات المادية.
ورأى أن السياحة الداخلية أفضل ولكنها تتفاوت من منطقة لأخرى، مشيرا إلى أنه يفكر كثيرا قبل تحديد الوجهة السياحية التي ينوي زيارتها قبل أن يقرر مع أسرته، ورأى هاني الكثيري أن نعمة الأمن والأمان ستكون العامل الأول الذي سيفكر فيه المواطنون قبل الإقدام على اختيار الوجهة السياحية.
ارتفاع الأسعار
وأكد توفيق المالكي أن اختياره لقضاء إجازته داخل المملكة؛ يعود للأجواء الربيعية التي تتمتع بها المملكة خلال هذه الفترة، وللأمن والأمان الذي تنفرد به المملكة عن غيرها من الدول.
وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار طبيعي سواء داخل أو خارج المملكة، واعتبر أن وسائل الترفيه موجودة كافة داخل المملكة، ولكنه رأى أن البعض يبحث عن وسائل ترفيه مختلفة قد لا تتوافر في المملكة.
وتمنى من هيئة السياحة الاهتمام بالاستراحات المتواجدة بشكل كبير على الطرق وهي أماكن مهمة جدا، وأن يكون هناك اهتمام بالبنية التحتية للسياحة كونها تشكل رافدا اقتصاديا مهما.
أما أبو فيصل فأبان أن وجهته لن تخرج عن المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشيرا إلى أنها فرصة ذهبية لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي وهي فرصة لتغيير الأجواء.
وشاركه الوجهة عبدالعزيز النصافي الذي شدد على أن مكة المكرمة خياره وخيار عائلته الأول، مبينا أن الأجواء هذه الأيام في مكة المكرمة ملائمة ومناسبة لأداء العمرة وزيارة مدينتي الطائف وجدة.
وهنا يؤكد رئيس لجنة الحج والعمرة السابق في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة سعد جميل القرشي أن نسبة إشغال الفنادق في مكة المكرمة سيصل إلى 80 في المائة، مؤكدا إقبالا يفوق التوقعات بسبب رغبة الكثير من السعوديين في قضاء إجازة منتصف العام في مكة المكرمة وأداء العمرة، إضافة لقربها من مدينتي جدة والطائف اللتين تعتبران متنفسا آخر للراغبين في الاصطياف من أهالي المناطق الأخرى.
السياحة الخارجية
لكن هناك فئة أخرى من المجتمع فضلت قضاء الإجازة في الخارج وهو ما أشارت إليه أم ياسر التي اختارت القاهرة وجهة لها، مرجعة سبب الاختيار لوجود منزل ملك لزوجها هناك وعدم قدرتهم على الذهاب إلى مصر في إجازة نهاية العام بسبب الاضطرابات التي حصلت في مصر، مؤكدة أن هذه الإجازة تعد فرصة لتفقد أحوال منزلها وتغيير الأجواء.
أما هدى عبدالله فتشير إلى أن بيروت هي مكانها المفضل لقضاء الإجازات سواء في منتصف السنة أو نهاية العام، مشيرة إلى أن بيروت مدينة مختلفة يشعر فيها السائح بالمتعة لما فيها من أجواء ساحرة وبرامج مختلفة تلبي رغبات وخيارات الأسرة.
ويؤكد الموظفون العاملون في مكاتب الخطوط أن الإقبال على السياحة الخارجية ضعف بسبب ما تمر به المنطقة العربية من اضطرابات، وأشار الموظف في أحد مكاتب السفر والسياحة ويدعى سالم العمودي إلى أن أكثر الوجهات السياحية التي يقصدها المواطنون خارجيا هي بيروت، مصر، وماليزيا، والبندقية.
مشيرا إلى أن السياح السعوديين يفضلون هذه الوجهات السياحية على غيرها لما تشكل فيه من معالم تاريخية، وأجواء مختلفة عن بقية البلدان، واعتبر أن السياحة الداخلية استفادت كثيرا من الأحداث التي طغت على المنطقة العربية خلال الفترة الماضية، وزاد هذا في الدخل السياحي للمناطق السياحية داخل المملكة.
واعتبر موظف الحجز في مكاتب السفر والسياحة عبدالله الزهراني أن السياحة الخارجية للدول العربية تأثرت بالأحداث الجارية فيها، مشيرا إلى أن السياحة للدول الأوروبية والشرق الآسيوية لم تتأثر بتلك الأحداث، مؤكدا على أن الأحداث العربية شكلت حافزا للسياحة الداخلية.
وأرجع زميله سعيد الشهري إلى أن العديد من المواطنين يبحثون عن الوجهة السياحية الآمنة لهم وللأبنائهم ولا يهتمون بغير ذلك، مما اضطرهم لاستبدال العربية بالداخلية والاستغناء عن وسائل ترفيه تعودوا عليها خلال السنوات السابقة، بأقل منها للحصول على الأمن والأمان.
هيئة السياحة
بدورها، أعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار جدولا مليئا بالمهرجانات وغطت فيها جميع مناطق المملكة، حيث بين مدير الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد الشدي أن الهيئة أعدت جدولا حافلا بالمهرجانات المتنوعة التي تحوي مختلف الأنشطة والفعاليات، مراعية في ذلك كل فئات المجتمع، مبينا أن المهرجانات تغطي ثلاث عشرة منطقة.
وأبان أن المهرجانات هي كالتالي: في منطقة القصيم هناك خمسة مهرجانات، اثنان في عنيزة هما مهرجان الغضا، ومهرجان الغضا للفعاليات الشبابية والنسائية، وثلاثة في بريدة هي مهرجان ربيع بريدة ثلاث فعاليات، ومهرجان ربيع بريدة الفعاليات الاستعراضية، مهرجان ربيع بريدة الفعاليات الساحية والبيئية. وأشار إلى أن الرياض ستشهد مهرجانا واحدا هو مهرجان الرياض للمأكولات، بينما تشهد الحدود الشمالية مهرجان الصقور في طريف.
وأفاد أن المنطقة الشرقية ستستضيف مهرجانين هما فعاليات السياحة البيئية في حفر الباطن، ومهرجان ربيع النعيرية في النعيرية.
وذكر الشدي أن حائل ستحتضن ثلاثة مهرجانات هي مهرجان الصحراء 33 فعاليات الفلكلور الشعبي، مهرجان الصحراء 33 فعالية شباب الصحراء، مهرجان الصحراء 33 فعاليات تراث الصحراء.
ولفت إلى أن جازان ستشهد مهرجان كرنفال جازان، بينما سيكون في منطقة الجوف معرض الأسر المنتجة بمهرجان الزيتون الخامس.
وأوضح الشدي أن جميع المهرجانات السابقة ستكون برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وذكر مدير الإعلام في الهيئة أن الشركات والقطاع الخاص ستدعم تسعة مهرجانات هي مهرجان الربيع بالمخواة في منطقة الباحة، بينما ستشهد منطقة مكة المكرمة مهرجانين كلاهما في جدة هما عيد مع عيال حارتنا، ومهرجان التسوق «هيا جدة».
وذكر الشدي أن منطقة جازان ستحتضن مهرجانا ثانيا سيكون برعاية خاصة هو مهرجان جازان الشتوي، بينما سيكون في المنطقة الشرقية مهرجانان إضافيان هما مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل في حفر الباطن، ومهرجان معرض وملتقى أجيال المعرفة «جزيرة المرجان» في الدمام..
وأبان الشدي أن الرياض ستحتضن مهرجانين هما مهرجان الخالدية الخامس للجواد العربي، ومسرح الأسرة، مشيرا إلى أن المهرجان الأخير سيكون في منطقة نجران ويحمل اسم
«فعاليات حديقة اسي ميلان»..
وشدد الشدي في ختام حديثه على أن الهيئة حريصة على تنويع الفعاليات المقدمة، مشيرا إلى أن جدول الفعاليات ربما يشهد دخول مهرجانات إضافية وذلك لتلبية جميع الرغبات.
المصدر: عكظ – نعيم تميم الحكيم، شريف بن أحمد