أبوظبى " المسلة " … تجاوزت قيمة جوائز مهرجان الظفرة بكافة مسابقاته 42 مليون درهم إماراتي (حوالي 12 مليون دولار أمريكي) وفاق عدد الزوار أكثر من 60 ألف شخص .وأكدت دراسة اقتصادية بهذا الشأن أن المردود الإيجابي على المنطقة الغربية من جراء المهرجان قد تجاوز أضعاف ميزانية الحدث وذلك مقارنة بين ما تم إنفاقه وما تحقق من عائد ترويجي واقتصادي للمنطقة الغربية.
وقد ساهم مهرجان الظفرة في إنعاش الحياة الاقتصادية في المنطقة الغربية بشكل واضح وكبير حيث تشهد مدينة زايد والمناطق القريبة منها رواجا اقتصاديا غير مسبوق قبل وأثناء المهرجان والتعريف بالمنطقة الغربية على نطاق عالمي واسع مع انطلاق الدورة الأولى في عام 2008 واليوم حققت مدينة زايد شهرة دولية كبيرة خاصة مع الاهتمام الكبير من قبل المئات من المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية المعروفة والتي أشادت بدور المهرجان في تطبيق الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي وبجهود صون التراث ووصفته بأنه أكبر مهرجان لحياة البداوة في العالم حيث تتحول منطقة الظفرة عند أبواب الربع الخالي إلى مقصد لقوافل الإبل والمشاركين من دول الخليج العربي.
وأكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة أن اهتمام ودعم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لمهرجان الظفرة كان له أبلغ الأثر في إنجاح فعاليات هذا الحدث الإقليمي الدولي الهام وتعزيز جهود إحياء تراث الآباء والأجداد وصونه وإيصاله للعالمية وقال أن هذا النجاح وهذه الإنجازات تأتي في إطار سعي القيادة الرشيدة لأن تجعل من المنطقة الغربية مقصدا ثقافيا وسياحيا على المستوى العالمي وإلى تثبيت مكانتها على الخارطة الاقتصادية المحلية والإقليمية بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتطوير الإمكانيات البشرية بها .
وأكد أن اهتمام القيادة الرشيدة بمهرجان الظفرة يعتبر أحد أهم ركائز المحافظة على الهوية الوطنية وذلك تمشيا مع توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وأضاف بمناسبة اختتام فعاليات المهرجان في دورته الخامسة اليوم والتي أقيمت تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مدينة زايد بالمنطقة الغربية ابتداء من 17 ديسمبر الجاري أن مهرجان الظفرة يثبت نجاحه وتفوقه من عام إلى عام خاصة وأنه يقام برعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبدعم واهتمام الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية كما أن المهرجان يأتي تطبيقاً لاستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والدور المنوط بها للحفاظ على تراث الآباء والأجداد وترسيخه في نفوس الأجيال.
وقال أن مهرجان الظفرة نجح في تطوير فعالياته وتحقيق الأهداف التي وضعها للمسابقات التراثية التي استحدثت مؤخرا كسباق السلوقي والهجن وسباق الصيد بالصقور الذي أقيم للمرة الأولى هذا العام وهو ما حقق الإقبال المتزايد من المشاركين والجمهور من أهالي المنطقة الغربية وكافة أنحاء الإمارات والسياح على حد سواء.
وأشار إلى أن اللجنة العليا المنظمة وجهت بتذليل كافة العقبات التي يمكن أن تصادف عشاق الرياضات التراثية والسعي لأن تستقطب جميع هواتها والحريصين على صون تراثنا.
وأشاد بنجاح مسابقة الصقور التي أقيمت ضمن المهرجان والتي عززت من مفهوم الصيد المستدام والحفاظ على البيئة عبر استخدام الصقور المكاثرة في الأسر كبديل عن صقور البرية وبالتالي ضمان استمرار هذا النوع النادر وبقائه في الطبيعة.
وأكد محمد خلف المزروعي أن اللجنة العليا حرصت على الاستفادة من تجربة الدورات الماضية ودراسة إيجابياتها وتعزيزها إضافة إلى الأخذ ببعض الاقتراحات التي أسهمت بخروج المهرجان بالمظهر الذي يليق بما حققه من نجاحات وشهرة عالمية انتشر صداها في مختلف الدول.. مشيدا بدور الإعلام في نقل فعاليات المهرجان والتغطية المميزة التي سلطت الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ على التراث العريق لدولة لإمارات.
فقد حظيت فعاليات المهرجان بتغطية إعلامية واسعة ومميزة حيث شارك في التغطية أكثر من 500 جهة إعلامية محلية وإقليمية وعالمية وحرصت اللجنة العليا المنظمة على استقطاب الوفود الإعلامية من داخل وخارج دولة الإمارات وأعدت لهم مركزا إعلاميا وفر جميع التسهيلات لتغطية هذا الحدث التراثي والسياحي المميز.
وقد أقيمت فعاليات المهرجان على مساحة تقدر بعشرات الكيلومترات المربعة من صحراء المنطقة الغربية واستقطبت مسابقة مزاينة الإبل ضمن فعاليات المهرجان أكثر من 1300 من ملاك الإبل والذين توافدوا مبكرا لبوابة الربع الخالي للمشاركة في فئات وأشواط المسابقة بما يزيد عن 20 ألف ناقة.
وحظي سوق الصناعات اليدوية الإماراتية الذي ضم 160 من المحلات التي تم تأثيثها من الطين والخشب وسعف النخيل بإقبال واسع من الجمهور وخاصة من الأسر المواطنة والأجانب.
وأضفت فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التي أسستها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث طابعا جماليا على الدورة الخامسة من المهرجان من خلال لوحاتها الفنية المميزة التي أثبتت تمتعها بإمكانيات استطاعت استيعاب مفردات الفن الشعبي واستقائه من ينابيعه ومواطنه التي نشأ فيها.
من جهة أخرى طالب المشاركون بمسابقات مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة الخامس بعقد ملتقى لملاك الإبل المشاركين بالمهرجان يتبادلون فيه الأفكار والآراء حول أبرز ما يمكن القيام به لتعزيز هذه الفعالية التراثية والحفاظ على رونقها وزيادة تفاعل جميع ملاك الإبل بها مما يسهم بالارتقاء بها وتمثيلها أفضل تمثيل للتراث الإماراتي.
وشهدت منافسات المزاينة هذا العام تحديا كبيرا أفرز مفاجآت عديدة أبرزها غياب بعض الأسماء اللامعة لإبل معروفة عن منصات تتويج المركز الأول فيما أكدت أخرى تفوقها وجدارتها في الحصول على المراكز الأولى.
وحملت الدورة الخامسة الكثير من التجديد في مسابقتها الرئيسية منها زيادة عدد أشواط مزاينة الظفرة لأكثر من 50 شوطا وكذلك إضافة أشواط الظفرة التي تقتضي المشاركة بعدد 6 نوق لكل مشارك فضلا عن شوطي البيرق للمحليات الأصايل وللمجاهيم وهو الهدف الكبير الذي يسعى له المشاركون (حيث يتوجب المشاركة بـ 50 ناقة من سن الجذاع فما فوق) وجائزة المركز الأول لكل من هذين الشوطين مليون درهم إماراتي.
وقد حرصت اللجنة العليا المنظمة بالتنسيق مع الجهات المعنية على التيسير والتسهيل على ملاك الإبل المشاركين في المهرجان من خارج الدولة من خلال توفير منح الشهادات الصحية للإبل المغادرة من المنافذ الحدودية عقب مزاينة الظفرة للإبل خاصة وأن شهادات الخلو من الأمراض تعتبر أساسية وضرورية في المنافذ لخروج ودخول الإبل.
وتوجه محمد خلف المزروعي بالشكر للرعاة الرسميين للمهرجان وهم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة أدنوك لدورهما الكبير في دعم وإنجاح هذا الحدث وأشاد كذلك بالرعاية المقدمة من قبل شركة بن حمودة ولداعمي الحدث وهم مجلس تنمية المنطقة الغربية وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومركز إدارة النفايات "فزعة" للعمل التطوعي واتحاد سباقات الهجن وديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وبلدية المنطقة الغربية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي ووزارة الأوقاف ووزارة البيئة والمياه وشركة أبوظبي للتوزيع.
المصدر : وام