Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سلطان يدشن حملة استعادة الاثار الوطنية ووقف العبث بها والتعدى على مواقعها

 الرياض " المسلة" – دشن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار امس الاحد  حملة استعادة الآثار الوطنية، وهي توجيهات محددة بالمحافظة على مواقع التراث الوطني اصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .

 

تأتي هذه الحملة بعد أن أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا  برعايته الشخصية لـ(معرض الآثار الوطنية المستعادة) وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" 1433هـ، ووجه  – بأن يكون المعرض برعايته  وأن يكون متزامنا مع مهرجان الجنادرية ليحضره أكبر عدد من العلماء والخبراء والشخصيات الثقافية من جميع أنحاء العالم.

وقد قام  الأمير سلطان بن سلمان أثناء المناسبة باستلام عدد من القطع الأثرية التي قدمها عدد من المواطنين للهيئة, وهم:  عبدالعزيز بن خالد بن أحمد السديري, والدكتور صلاح بن خالد البخيت (نائب الرئيس للاستثمار بالهيئة العامة للسياحة والآثار, و محمد بن سعود الحمود, و عبد الله بن قاسم المغربي, و محمد بن أحمد بن معتق (وتسلمها نيابة عنه ابنه أحمد).

وأكد  الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اعتزازه بما يوليه خادم الحرمين الشريفين – من اهتمام وعناية بالتراث الوطني, مشيرا إلى دعمه وتوجيهه  للهيئة لتبني حملة استعادة الآثار الوطنية ضمن جهود الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري التي وجه بها ليشكل بعدا رابعا يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد إسلامية واقتصادية وسياسية.

وقال سلطان  خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الهيئة بمناسبة إطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية: الهيئة تقوم بجهود متعددة لحفظ التراث الوطني انطلاقا توجيهات  خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وهي توجيهات محددة بالمحافظة على مواقع التراث الوطني،  وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" 1433هـ. وهذا اهتمام كبير نعتز به، فهو -حفظه الله- يعرف أن جزءا من قيمة هذه البلاد تشكل من كونها بلد الحضارات، ووجه" خادم الحرمين "   بأن يكون المعرض برعايته  وأن يكون متزامنا مع مهرجان الجنادرية ليحضره أكبر عدد من العلماء والخبراء والشخصيات الثقافية من جميع أنحاء العالم، وأيضا المواطنون. كما أنه – حفظه الله- وفي عرضنا لمقامه الكريم الآثار المستكشفة في موقع المقر في رمضان الماضي في مكة المكرمة، ، -وهو اكتشاف تاريخي بكل المقاييس على مستوى العالم-، قال – : "اعرضوا هذه على دول العالم كلها حتى يروا أن المملكة العربية السعودية هي بلد الحضارات"، ونحن اليوم نسير تحت هذه المنهجية.

الامير سلطان بن سلمان يدشن حملة استعادة الاثار الوطنية ووقف العبث بها  والتعدى على مواقعها ودعا الامير سلطان من لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها وتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في هذا المعرض وهذا بلا شك عمل وطني يسهم في خدمة تراث المملكة وحضارتها. مؤكدا على أن الآثار باتت قضية وطنية أصيلة تهم كل مسئول ومواطن, يستشعر المواطن أهميتها وقيمتها التاريخية والوطنية ويكون الحارس الأول لها, ويستشعر أهمية أن تكون الآثار لدى الجهة الحكومية المعنية بحمايتها والاستفادة العلمية والبحثية منها.

وقال : نحن لا نشجع المواطنين بل نؤكد على المواطنين ألا يحركوا الآثار من مواقعها، وأن يبلغوا الهيئة و لدينا موقع الهيئة على الإنترنت للإبلاغ عن الآثار, إضافة إلى الخط الساخن 8007550000، لأن قيمة الأثر حقيقة في الموقع، الذي يستدل به على البيئة التي تكوّن فيها هذا الأثر، وقد يكون هناك طبقات من الآثار حوله، ونحن نطلب من المواطنين عدم تحريك هذه الآثار.

وأكد  رئيس الهيئة إن ما صدر من قرارات قوية وحازمة من قبل الدولة  تتعلق بقضية سرقة الآثار أو تهريبها خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على أهمية الحفاظ والتوعية بالآثار والتراث الوطني مشيرا إلى أن القطع الأثرية تعتبر اليوم مصانة بحكم النظام، وهناك عقوبات قوية لمهربي الآثار التي تعد ملكا للدولة.

وقال: بالنسبة للقطع التي خرجت من المملكة، فنحن نعمل بشكل وثيق جدا مع وزارة الداخلية بتوجيه مباشر من  الأمير نايف وبالتعاون مع الأمير محمد بن نايف لمتابعة ما يخرج من قطع وما يدخل منها، والمملكة في العام الماضي والذي قبله تسلمت قطعا دخلت عن طريق التهريب إلى المملكة من العراق ومصر وأعادت تسليمها وتواصل جهودها في هذا الأمر، وأيضا للأسف موضوع تهريب الآثار هو من مواطنين وغير مواطنين فيها وبعضها عن جهل، وهذه القطع تعتبر اليوم مصانة بحكم النظام وهو ما نريد أن نركز عليه، وهناك عقوبات قوية جدا في قضية التهريب، ويعتبر هذه الأشياء المهربة ملك للدولة، وأنا أنصح المواطنين بعدم الانزلاق وراء المغريات المالية.

وأكد الأمير سلطان أن الهيئة تهدف إلى إخراج تاريخنا الوطني من كتب التاريخ ليكون تاريخا معاشا يستوعب المواطنون من خلاله ملحمة توحيد المملكة، وقال: "تراثنا بشكل عام خاصة تاريخ الوحدة الوطنية حقيقة يُدرس فيها كتب الآن وهي كتب التاريخ، ولم يخرج هذا التراث بشكل واسع ليكون جزء من حياة المواطن، ومعيشته. اليوم نُريد إخراج تاريخنا الوطني من كتب التاريخ حتى يكون تاريخا معاشا، يذهب الإنسان وأبنائه وأسرته ويعيشون في موقع أو عدة مواقع ويستوعبون هذه الملحمة التاريخية لتوحيد المملكة العربية السعودية، وهذه عناصر بالنسبة لنا ليست فقط سياحة، لكنها أيضا مساهمة كبيرة جدا تقوم بها الهيئة وشركائها ".

وأشار  إلى أن هذه الحملة تأتي انطلاقا من أهمية استعادة القطع والمجموعات الأثرية الوطنية التي نقلت إلى خارج المملكة عبر السنين بطرق مختلفة باعتبارها جزءا مهما من التراث الوطني الأصيل, مبينا أن حملة استعادة الآثار الوطنية مرتبطة ارتباطا كاملا بمشروع العناية بالبعد الحضاري الذي دشنته الهيئة مؤخرا.

وقال بأن الهيئة بذلت في الفترة الأخيرة جهودا كبيرة لاستعادة قطع أثرية إلى المملكة, أثمرت عن استعادة نحو 14 ألف قطعة أثرية من خارج المملكة، من بينها قطع خرجت خلال الاستكشافات وقدوم الخبراء إلى المملكة، وأخرى مضى على اختفائها 50 عاماً. كما أن هناك مؤسسات أخرى ومنها مؤسسة التراث الخيرية والتي قامت بأحد أهم برامج استعادة القطع، واستعادت المؤسسة قطع مهمة جدا من مجموعة (بارقر) في أمريكا، وبعمل دؤوب استمر أكثر من سنتين.

وأضاف: نحن الآن بصدد توقيع اتفاق مع أرامكو للانطلاق في استعادة الآثار على مستوى منسوبي أرامكو خارج المملكة، والهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على عدة اتجاهات متوازية، ومن ضمنها العمل مع الجهات الدولية التي تتابع الآثار والمتاحف الدولية وأصحابها وجميع المسارات التي تؤدي إلى التعرف على القطع الموجودة خارج المملكة، سواء عن طريق الناس الذين أخذوا قطعا أثرية ولم يكن هناك نظام يمنعهم، أو الناس الذين أخذوا آثار دون أن يعلموا أن هذه الآثار تملكها الدولة ويملكها المواطن.

وفي إجابة لسلطان  عن اهتمام الهيئة بالآثار والتراث والمتاحف ومدى تأثيره على المسارات الأخرى المتعلقة بالسياحة قال الامير .. بأن المملكة العربية السعودية وإن كانت لازالت في بدايتها، لكنها على مستوى العالم فإن منظمة السياحة العالمية تعتبر المملكة من أكبر الدول التي فيها ثقافة وتراث، وهناك دول تقوم اقتصاداتها على المكنوز الأثري والتراثي،

 وهذا لا يعني أن الهيئة أهملت ما يتعلق بالمجال السياحي. نحن أيضا لا ننظر لقضية الآثار والتراث العُمراني على أنها فقط قضية سياحة، يعني هناك ربط بين هذه الأمور وبلا شك هذه موجودات سياحية وثقافية من باب السياحة الثقافية، ونحتاج إلى تعزيز الثقافة المتحفية وثقافة التراث لدى المواطن، وتعرفون أننا نضخ برامج كبيرة الآن، وهناك تحول كبير فعلا يحدث في المملكة تجاه هذا الجانب، وهذه النشاطات لها عامل اقتصادي ضخم جدا، يؤدي إلى فرص عمل كبيرة جدا في المناطق، ويؤدي إلى نشاطات اقتصادية غير موجودة أساسا في المناطق اليوم، كثير من محافظات وقرى المملكة تعتمد في الأساس على الزراعة وعلى نشاطات أخرى، نحن نريد أن نُعيد تشكيل اقتصاديات هذه المواقع من خلال وجود نشاطات جديدة مرتبطة بالقرى التراثية والمواقع التراثية والأثرية، ومرتبطة بخدمات يقدمها المواطنين لزوّار المناطق.

وأضاف : نحن لازلنا في بداية الطريق بالنسبة لسياحة الثقافة والتراث، لكننا نسير في طريق سريع، وحقيقة أن الضخ الذي تقوم به الهيئة وشركائها في المشاريع أو في الإعلام أو المدارس ومع أجهزة التعليم، هو ضخ كبير جدا سواء في المناهج أو البرامج التدريبية مثل (ابتسم) و برنامج السياحة تثري وغيرها، وهذا سوف يؤدي نتائجه إن شاء الله خلال أقل من السنوات الثلاث المقبلة، إلى ثقافة جديدة بلا شك، إضافة إلى ما نقوم به في المتاحف، نقوم الآن بتوجيه أعداد كبيرة من طلاب المدارس حسب الاتفاقية مع وزارة التربية والتعليم إلى المتاحف، من خلال الحديث عن جزء من الحصة التعليمية لمعرفة الإنسان بحضارة بلاده وتراث بلاده، هذا جزء لا يتجزأ من اعتزاز المواطن بالبعد الحضاري.

وأوضح  أن الهيئة كثفت استعداداتها لإقامة (معرض الآثار الوطنية المستعادة) في المتحف الوطني بالرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ،وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" مشيرا إلى أن المعرض سيشمل عددا من الفعاليات منها: إقامة ندوة عالمية عن استعادة الآثار يشارك فيها عدد من الخبراء بهدف إبراز دور المملكة واهتمامها بهذا الجانب وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع والتوعية بأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية, إضافة إلى إقامة فعاليات توعوية مصاحبة في المناطق والمدارس والجامعات, وتكريم الأفراد والجهات المشاركة في إعادة قطع أثرية للهيئة.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله