دمشق " المسلة " … رأى مستثمرون وأصحاب أموال محليون أن سوريا تتميز ببيئة استثمارية عظيمة جداً وأن الفرصة مواتية حاليا للاستثمار السياحي في سوريا أكثر من أي وقت مضى لأن المشاريع المطروحة للاستثمار أكثر واقعية من تلك المطروحة سابقا ولاسيما المتوسطة ومتناهية الصغر موءكدين على قدرة رأس المال الوطني على الاستثمار وأهميته في إنجاح المشاريع.
واعتبر مشاركون في ملتقى الاستثمار السابع الذي عقد مؤخراً في دمشق أن سوريا تتميز بتناغم البيئة المناطقية السياحية وتوفر العديد من مستلزمات السياحة داعين إلى حل مشكلات المستثمرين العالقة وتطوير قوانين الاستثمار السياحي وتأمين البنى التحتية للمشاريع والتركيز على جذب السائح الداخلي.
وقال الباحث في الاقتصاد العقاري الدكتور عمار يوسف إن سوريا تعد من البلدان المتميزة في العالم من حيث تناغم البيئة المناطقية السياحية فيها فمن خلال كيلومترات صغيرة تستطيع التنقل إلى عدة اماكن من الساحل الى الجبل الى البحر والصحراء فضلاً عن وجود الآثار والمحميات الطبيعية والغابات وغيرها.
ودعا يوسف للاستفادة من هذه المناطق بالشكل الأمثل مقارنة بالبلدان المجاورة كتركيا التي تعتبر مواردها قليلة مقارنة بموارد سوريا مدللا على كلامه بتوجه السائح السوري إلى هذا البلد الذي يركز على صناعة السياحة التي تتوافر أغلب مقوماتها في سوريا مبينا اهمية الاعتماد على الاستثمار الوطني بشكل عام في جميع المجالات والاستثمار السياحي خاصة لافتا إلى أن مشكلة الاستثمار الحالية في سوريا لا تكمن في التشريعات إنما في بعض الاشخاص القائمين على تفعيل وتطبيق هذه القوانين.
كما دعا يوسف إلى أخذ مصلحة المواطن بعين الاعتبار حين صدور القوانين وتطبيقها وايجاد آلية مناسبة لتفعيل المواد الأولية السياحية وتنويع المنتجات مشيرا إلى أهمية الاعتماد على السياحة الداخلية التي لاتتأثر بالظروف السياسية أو الاشاعات.
عالم الأعمال مستمر في سوريا دون توقف :
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الهيثم للمعارض والمؤتمرات باهر عبد الحق أن عالم الأعمال مستمر في سوريا دون توقف خلافا لما يصور في الخارج لافتاً إلى التركيز على مشاريع أكثر واقعية من تلك المطروحة سابقا ولاسيما المتوسطة ومتناهية الصغر داعياً إلى تسريع عملية التحديث ومواكبة التطورات الحاصلة في المجال السياحي في البلدان المتميزة مفسرا الصعوبات التي تواجه بعض المستثمرين حالياً بأنها نتيجة طبيعية للانفتاح الاقتصادي الذي تشهده سوريا كونها تنتقل من مستوى أعمال إلى آخر.
من جانبه قال المستشار المالي عبد القادر حصرية إن البيئة الاستثمارية في سوريا كمقومات وقوانين بحاجة إلى تطوير والأهم من ذلك هو كيفية تعاطي الادارة الحكومية مع المستثمر مبيناً أن الاستثمار بيئة متكاملة وأن نجاح المستثمر متعلق بمجموعة عوامل تبدأ من لحظة وصوله إلى مطار البلد الذي يود الاستثمار فيه.
وكشف مدير شركة الدليل السياحي السوري اللبناني المشترك محمد صفوان حباب أنه سيستثمر مشروعا في محافظة السويداء يمتد على مساحة 100 كم مربع يتضمن انشاء مدينة تزلج ومنتجع سياحي متكامل صيفاً وشتاء بتكلفة 100 مليون ليرة سورية مع فندق يتسع لـ 100 غرفة.
الأزمات هي التي تخلق الفرص الواعدة :
فيما رأى نذير الحفار من مجموعة برج آلاء للفنادق والسياحة أن الأزمات هي التي تخلق الفرص الواعدة لذلك فمجموعته بصدد دراسة المشاريع المطروحة في الملتقى الأخير مبيناً أنهم يقومون حاليا باعادة تأهيل بناء حكومي وتحويله الى فندق سياحي سوية خمس نجوم في شارع الثورة بدمشق.
ولفت رئيس مجلس إدارة الغاردن سيتي محمد حسان اسطواني إلى ضرورة توجيه الاستثمارات للمغتربين ودعوة رجال الأعمال السوريين في الخارج للاستثمار داخل البلاد وعرض المشاريع عليهم من خلال وزارة الخارجية والمغتربين والسفارات مؤكداً أهمية العمل في الظروف الصعبة لتبديد قلق المستثمرين من إنشاء مشاريع داخل سوريا وقدرة رأس المال السوري على الاستثمار ودوره وأهميته في نجاح المشاريع الاستثمارية عموما والسياحية خصوصاً.
وأشار المستثمر هشام الشريف مدير مكتب سياحي في شارح الحمراء في دمشق الى أن هذه الفترة تحمل فرصة ذهبية للمستثمر المحلي محدود الامكانيات والذي يتاح المجال واسعا أمامه مقارنة بالملتقيات السياحية السابقة التي كانت تشهد طروحات عالية القيمة بسبب وجود مستثمرين أجانب كبار والذين ابتعدوا حاليا عن الساحة ما فتح المجال أوسع أمام المستثمرين المحليين والمغتربين.
المستقبل القريب واعد ولاسيما بالنسبة للمستثمر المثابر على استثماره :
واعتبر الشريف أن المستقبل القريب واعد ولاسيما بالنسبة للمستثمر المثابر على استثماره والذي يتحمل الصعاب ويستفيد من الفرص الاستثمارية معتبرا أن المشاريع المطروحة في الملتقى السابع تستحق أن يفكر بها رجل الأعمال وأن قيم استدراج العروض التي يطرحها الملتقى ستكون أقل لعدم وجود مستثمرين كبار فضلاً أن بعض المشاريع غير التقليدية والتي لم يطرح مثلها سابقاً كالمشاريع البيئية والطبية مثل مشروعي المدينتين الطبيتين في اللاذقية والزبداني واللذين وفرت نقابة الأطباء المخططات اللازمة.
وأوضح أن الفرصة مواتية حاليا للاستثمار في سوريا رغم الحذر الذي يواكب عمل المستثمرين في هذه الفترة متوقعاً قيام العديد من المستثمرين بالاستفادة من الفرصة والإنفاق على تأسيس المشاريع والبنية التحتية ليحققوا ربحا جيدا بعد فترة بسيطة معتبراً أن الوضع الاستثماري في سوريا أفضل كثيرا من فترات سابقة.
ولفت المدير التنفيذي لسوريا القابضة مروان ميداني إلى أهمية الوقوف على واقع الاستثمار السياحي في سوريا وتعريف المستثمرين بالإمكانيات المتاحة ومنح الفرصة لرؤوس الأموال السورية للاستثمار في الداخل.
إحداث آلية جديدة لتمويل المشاريع السياحية عبر إحداث صندوق دعم التمويل وضمان التمويل :
ودعا ميداني الذي تقوم شركته بالاستثمار في مشروع أبراج سوريا في منطقة البرامكة بدمشق ومشروع احداث محطة باصات ونقل قطرية ودولية في حلب إلى إحداث آلية جديدة لتمويل المشاريع السياحية عبر احداث صندوق دعم التمويل وضمان التمويل مع الجهات المالكة ما يسهم في تحقيق قفزات نوعية في المشاريع المنفذة وفق صيغة البناء والتشغيل والاعادة بي أو تي.
وأشار إلى أن الروتين الموجود في بعض الوزارات يشكل عائقاً أمام استكمال مراحل تنفيذ المشروع ما يتطلب المزيد من الوقت لحصول الموظفين على الخبرة الكافية للتعامل مع عقود بي أو تي سيما في المشاريع السياحية التي تتطلب وقتا حتى يتمكن مستثمرها من البدء بتحصيل ايرادات المشروع اضافة لتأثرها بالظروف المحلية والعالمية.
المصدر : سانا
