حلب " المسلة " … يعتبر متحف حلب الوطني من أهم متاحف العالم لاحتوائه على قطع أثرية تؤرخ لحضارات اسلامية ويونانية ورومانية وبيزنطية وكنعانية وآرامية وغيرها. ويتميز المتحف باحتوائه على لقى مستخرجة من أرض حلب وليس كما هو الحال في متاحف أخرى من العالم بعض قطعها مأخوذة من بلدان أخرى كما يقول المغترب السوري عدنان كيال.
ويضيف.. يعتبر هذا المتحف معجزة فهو يحتوي على معظم الفنون اليدوية التي اشتهر بها الحلبي المبدع وكذلك يحتوي على آثار من مختلف الأزمنة الغابرة ومهما كثر الكلام عن هذا المتحف لا يزال هناك حلقات مفقودة لا يمكن التطرق إليها من دون زيارته.
ويرى عدنان أن من يريد أن يعيش أقدم الأزمنة للحظات فسيجد ضالته في متحف حلب الذي يحتوي خمسة أجنحة منها جناح ما قبل التاريخ الذي يحتوي على معظم الأدوات والوسائل الذي كان يستخدمها الإنساني البدائي سواء في العمل أو البناء ويوجد أيضا جناح الآثار القديمة التي تضم قطعا تعود إلى الألفية الثانية والثالثة ما قبل الميلاد.
ولا بد من التطرق إلى جناح الأثار من العهود الشرقية حيث يضم أجمل اللقى في المنطقة ولم ينس متحف حلب الحضارة الإسلامية والفنون الحديثة وقد خصص لها أجنحة بحيث تعرض أعمال لفنانين لهما بصمة في تاريخ الفنون التشكيلية كما يقول مجد أزهري وهو من الفنانين التشكيلين الذي يطمح لضم أعماله إلى المتحف.
ويضيف.. مهما وصف المتحف لا يمكن تغطية الأقسام الموجودة به بصفحات فالمشاهدة الحية فقط تقدر على إعطاء هذا المتحف حقه من العظمة والروعة والتميز العالمي والإقليمي. ويعتبر هذا المتحف دليل وبرهان على استقبال حلب لمعظم حضارات العالم يضاف إلى ذلك أن قطع المتحف عثر عليها في أرض حلب.
وعدا عن أهمية المتحف في احتوائه على معظم حضارات العالم المتمثلة في اللقى والقطع الأثرية والأعمال الخالدة لأعظم فناني حلب إلا أنه يعتبر معلم ثقافي تأتي إليه معظم شرائح المجتمع كما تقول ألين الشهابي طالبة في معهد الآثار.
وتضيف.. يعتبر قبلة الباحثين والمثقفين لمعرفة حضارات الأجداد من مختلف دول العالم ولا يمكن لأي موءرخ أو عالم آثار أن يصل إلى درجة متقدمة من العلم ما لم يزر هذا المتحف الذي يعتبر من أهم المؤسسات التعليمية في مجال الآثار.
ولعل متحف الآثار الإسلامية وقاعة ماري التي تعتبر أحد أقسام المتحف الوطني بحلب من أكثر الأجنحة زيارة من قبل السياح والوفود الشعبية فالقسم الإسلامي يضم نفائس مميزة من أوان فخارية وزجاجية من معظم الفترات الإسلامية.
وفي هذا السياق يقول الحرفي عمر شامي.. معظم الحرفيين يزورون هذا الجناح الذي يذكرنا بأدق تفاصيل قطعه بفنون العمل الفخاري الذي كان سائدا في الفترات الإسلامية عدا عن احتوائه لقطع من رائحة الأجداد مثل المخطوطات والرنوك المملوكية والمسكوكات العربية الإسلامية.
وبالنسبة لقاعة ماري فتتميز باحتوائها مكتشفات مملكة ماري المعروفة على مستوى العالم وتتمثل روعة القاعة في كونها شاهد على روعة السوريين وإبداعهم في المجالات الفنية والدينية كما يقول عاصم مريش مدرس التاريخ في ثانويات حلب.
المصدر : سانا