بقلم. وليد عبد الرحمن
مع إنتهاء اليوم الاول من إنتخابات المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية ل " برلمان الثورة " شعر كل مصرى بسعادة غامرة ليس بعدها سعادة نتيجة للمشاركة الواسعة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم مع التأكيد من الجميع على أن هذا اليوم هو عرس لمصر ويوم عيد للمصريين جميعا.
ورغم التجاوزات التى حدثت فى اليوم الاول فى الانتخابات وبخاصة من حزبى الحرية والعدالة والنور السلفى الا إن اليوم الانتخابى الاول جاء على أفضل ما يكون ولم يكن هناك من يتوقع الاقبال الذى حدث وشهدته اللجان الانتخابية ، فكان هناك قناعة من الناخبين بأهمية أصواتهم وإن لها قيمة فى الحياة السياسية .
وكان إصرار الشباب والشيوخ والنساء على المشاركة بل وغضب من هم ليس لهم حق التصويت لصغر سنهم من عدم المشاركة ليؤكد إن مصر أنتقلت إلى حياة جديدة وإن الثورة المصرية نجحت رغم أنف الفلول وغيرهم ممن هم ضد الثورة المصرية .
ولم أكن أعلم قبل اليوم إن هناك تزويرا أو تلاعبا حلالا وأخر حراما ، أو إن هناك مبرر الضرورات تبيح المحظورات فى أى وقت وأى مكان وفى الانتخابات البرلمانية وخاصة لان التيار الاسلامى هو ممن عانوا فى الماضى من تزوير الانتخابات من الحزب الوطنى المنحل وكان يصف عمليات التزوير والتلاعب تلك ب "الحرام " .
ولكن فى اليوم الاول من الانتخابات فوجىء عدد كبير من الناخبين بتجاوزات ما أدى إلى إرتفاع حدة الشكاوى من التجاوزات التى قام بها حزبا الحرية والعدالة والنور السلفى اللذان وقعت منهما الكثير من المخالفات الانتخابية وسط إيجابيات متعددة فى العرس الانتخابى .
وشهدت التجاوزات الانتخابية فى العديد من المناطق تجول العديد من السيارات التابعة للحزبين فى الشوارع للترويج لمرشحيهم وقائمتيهما عبر مكبرات صوت وهو ما يخالف شروط الدعاية فى العملية الانتخابية حسب شروط اللجنة العليا للانتخابات ، كما قام الحزبان ببناء أكشاك للدعاية الانتخابية أمام بعض اللجان الانتخابية بالمخالفة ايضا لقواعد الدعاية الانتخابية المقررة من اللجنة العليا للانتخابات .
وجاء توزيع السلع الغذائية من سكر وزيت وأرز مختومة بشعار حزب الحرية والعدالة بالاضافة إلى توزيع الوجبات على الناخبين وتوفير وسائل الانتقال للناخبين حيث وفر حزب الحرية والعدالة العديد من سيارات الميكروباص مكتوب عليها " اركب معانا وصوت معانا " وعليها شعار حزب الحرية والعدالة لنقل الناخبين إلى اللجان الانتخابية وإقناعهم بالتصويت لصالح حزب الحرية والعدالة والناخبين الفرديين التابعين لهم .
ووقعت بعض الشكاوى من الناخبين من تعطيل بعض الناخبين التابعين لحزب الحرية والعدالة والنور السلفى لطوابير التصويت بعد أن وصلوا إلى اللجان فى السادسة صباحا ووصلت وقت التصويت لحوالى ربع الساعة لكل ناخب مما أدى إلى تعطل طوابير التصويت وتأخر الناخبين فى التصويت.
بل وكان هناك جريمة بكل المقاييس باكتشاف التلاعب فى اوراق التصويت بعد العثور على كميات منها مساء الاحد أى ليلة الانتخابات وجميعها مسودة لصالح حزب الحرية والعدالة وجاء هذا ايضا فى يوم الانتخاب وأكثر المحافظات التى أنتشرت بها تلك الظاهرة هى البحر الاحمر وأسيوط ، بالاضافة إلى التذكرة الدوارة التى أستخدموها ايضا فى اسيوط ، وهى من الطرق المعروفة للنظام السابق فى الانتخابات المختلفة من أجل إنجاح مرشحيه بالتزوير .
ولم يكن هذا مستغربا بعد أن أستهل الاخوان العملية الانتخابية بالتحالف مع حزبى الكرامة والناصرى رغم الاختلافات السياسية التامة والعداء التاريخى بينهم والذى يحاول كل منهم إستغلال شعبية الاخر وهرب حزب الوفد من هذا التحالف بعد إن وجد الامر كمين فى النهاية لصالح حزب الحرية والعدالة .
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هل يمكن أن يكون التزوير حلال للاخوان والتيارات الاسلامية وحرام لاى من الاحزاب الاخرى أم اننا سنركن إلى فكرة من يستطيع أن يفعل مثلنا فليفعل ، ياسادة الحرام بين والحلال بين ، فالاصل البعد عن كل ما يمكن أن يكون حراما والتزوير والتلاعب من المحرمات فلنبتعد عنها إذا كنا نريد لهذا البلد أن يستعيد قوته وأن ينتفض بعد 30 عاما من القمع .
علينا أن نسعى إلى مواصلة العمل على إنجاح المراحل الثلاث من الانتخابات البرلمانية خاصة مع الاقبال الكبير الذى تراوح ما بين 50 إلى 70 فى المائة فى اليوم الاول وهى نسبة لو أستمرت فى باقى المراحل سيكون لدينا برلمان معبر عن الشعب المصرى وممثل لكافة طوائفه السياسية مهما كانت نسب التمثيل لتلك التيارات فى البرلمان القادم .
يا سادة فلتبقى مصر فى عيوننا وقلوبنا ولننجح تلك الانتخابات التى أثارت اندهاش وإعجاب العالم فى يومها الاول ومصدر إشادة من القاصى والدانى لان الشعب أقبل على الانتخابات بعد أسبوع دامى وأمن غائب عن الشارع ولكن الرهان على الشعب المصرى دائما رابح.