اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

البحرين تطلق النسخة الثانية لمعرض الطيران الدولى يناير المقبل

 المنامة "المسلة"… في إطار سياسة البحرين لتكون قاعدة لصناعة المعارض الدولية، وأملا منها في نيل حصتها من العائدات التي تدرها هذه الصناعة والتي تتجاوز نحو 300 مليار دولار، وبالنظر إلى السمعة والمكانة التي اكتسبتها المملكة بعد استضافة جملة من كبريات المعارض العالمية، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، وكان على رأسها هندسة العمليات ومعرض الجواهر العربية وغيرها، التقى رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مؤخرا الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي للملك المفدى رئيس اللجنة العليا لمعرض البحرين الدولي للطيران، وذلك للاطلاع على الاستعدادات التي تجري على قدم وساق الآن لاستضافة النسخة الثانية من معرض البحرين الدولي للطيران في يناير 2012 المقبل.

وكان الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، قد وقّع قبل فترة مذكرة تفاهم مع إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم معارض الطيران بحيث تتولى الإعداد والتجهيز لتنظيم سبعة معارض متتالية في البحرين خلال السنوات المقبلة، وقد جاء ذلك خلال زيارة سموه للجناح الوطني في معرض دبي الجوي، الذي افتتحت دورته الثانية عشرة قبل أيام، وأجرى سموه خلالها العديد من اللقاءات والمباحثات مع الشركات الكبرى المتخصصة في صناعة الطائرات، وتبادل مع ممثليها ومديريها التنفيذيين الأفكار والخطط حول سبل دعم معرض البحرين للطيران الدولي ومشاركتهم المنتظرة فيه خلال الفترة من 19-21 يناير 2012.
 

يذكر أن النسخة الأولى من معرض البحرين للطيران عام 2010، كانت قد حققت نجاحا منقطع النظير، ودفع هذا النجاح المملكة للمضي قدما في برامجها لتطوير هذه الفعالية وتعزيز موقعها في هذا الشأن، حيث يُشار إلى أن أكثر من 40 عارضا من كبريات الشركات العالمية ونحو 74 طائرة شاركت في المعرض الأول، كما أنه استقطب وقتها نحو أكثر من 40 ألف زائر من الجمهور، بل إن فرقا جوية منها سلاح الجو الملكي البحريني وشركة طيران الخليج وسوخوي الروسية ورفال الفرنسية وسلاح الجو الأميركي شاركت في عروض جوية، إضافة إلى العروض الاستعراضية التي أدتها بعض الفرق الجوية الأخرى.

وقد بلغت عائدات المعرض المذكور وحسب بعض التقديرات نحو 20 في المئة من كلفة المبالغ المنفقة عليه، رغم أن كلفة إنشاء البنية التحتية لاستضافته لم تتجاوز أكثر من 11 مليون دينار شملت ست سنوات صيانة اتجهت غالبيتها إلى كل الشركات الوطنية في الداخل البحريني، الأمر الذي يعكس الجدوى الاقتصادية للمعرض من ناحية، ويضخ دماء جديدة في شرايين الاقتصاد الوطني والقطاعات الإنتاجية والخدمية المرتبطة به من ناحية أخرى، وهو ما يُعرف بالعائدات المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد من فنادق ونقل وخدمات مالية وغير ذلك.

ويبدو أن هذا النجاح، إضافة إلى عوامل أخرى، كان سببا في بذل المزيد من الجهد للتحضير والاستعداد جيدا لاستضافة الدورة الثانية من المعرض في يناير 2012 المقبل، ومن بين هذه العوامل: قدرة المعرض على استقطاب الشركات الدولية الكبرى المصنعة للطائرات والخدمات والصناعات المرتبطة بها، وهو ما يمثل شهادة ثقة في الاقتصاد الوطني، ودليلا على اجتياز البلاد للأزمة التي تعرضت لها قبل فترة، كما أن المعرض يمثل فرصة جيدة لمجتمع الأعمال البحريني ولإبرام الصفقات بين المشترين والبائعين، سيما على صُعد عقد الاتفاقيات التجارية وتوطين التكنولوجيا ورفع القيمة المضافة للمؤسسات الوطنية العاملة في المجال من قبيل شركة طيران الخليج وأكاديمية الخليج للطيران وغيرها.

والمدقق، خاصة على صعيد النجاحات التي تحققها معارض الطيران الشبيهة في المنطقة والعالم، يمكن أن يستخلص أن المعرض المنتظر سيحقق العديد من الأهداف التي تصب في خدمة ليس فقط الاقتصاد البحريني، وإنما جميع القطاعات الوطنية الأخرى، فهو سيكمل إحدى الحلقات المفقودة في سلسلة معارض الطيران الأخرى التي تستضيفها بعض دول المنطقة سواء من ناحية إشغال فترة زمنية غير مستخدمة في جدول تنظيم واستضافة المعارض بالمنطقة، أو من ناحية التخصص الذي يتسم به المعرض البحريني بالمقارنة بغيره، أو من ناحية المميزات التي يقدمها المعرض، سيما للجمهور العادي، حيث يمثل معرض الطيران البحريني واحدا من بين أكثر معارض الطيران العالمية ترحيبا بزواره من الجمهور العادي، وليس البائعين والمشترين فحسب، وذلك بالنظر إلى القيمة المخفضة لتذكرة الدخول، كما أنه من المتوقع أن يقدم العديد من الفعاليات الترويجية والتسويقية والترفيهية للجمهور، وستشمل كما حدث في الدورة الأولى، ألعابا ومهرجانات وعروضا وحفلات موسيقية وألعابا نارية إلى جانب عروض قفز بالمظلات.

وهنا تبدو أهمية التأكيد على أن كافة مقومات النجاح تتوفر لإقامة دورة أكثر ازدهارا للمعرض العام المقبل، ولا أدل على ذلك من طبيعة وحجم المشاركين المحتملين، والتعاون الذي تبديه كافة الجهات المعنية للتحضير جيدا للمعرض، ناهيك عن التسهيلات والحوافز التي تقدمها المملكة والجهات المنظمة للمعرض لإقامة معرض طيران جيد يضارع نظرائه في دول المنطقة والعالم.

فمن جهة، وبناء على اللقاءات التي أجراها الممثل الشخصي للعاهل المفدى رئيس اللجنة المنظمة للمعرض خلال معرض دبي، يُتوقع أن يكون لكبريات الشركات العالمية المتخصصة دورها وإسهامها في إنجاح فعاليات المعرض القادم من قبيل: شركة بوينج لصناعة الطائرات وشركة بومباردير الكندية لصناعة الطائرات وشركة أمبرير البرازيلية لصناعة الطائرات التجارية وشركة غلف ستريم الأمريكية لصناعة الطائرات الخاصة وطائرات رجال الأعمال وشركة الوعلان السعودية وكيل شركة سسنا الأمريكية لصناعة الطائرات الخفيفة والمتوسطة وشركة لوك هيد مارتن الأمريكية العملاقة في صناعة الطائرات المدنية والعسكرية وشركة داسولت الفرنسية لصناعة طائرات رجال الأعمال وشركة تاغ البريطانية لخدمات رجال الأعمال وشركة إيرباص الأوروبية وعدد من الشركات المصنعة للطائرات العمودية ومزودي الخدمات مثل جنرال إلكتريك وغيرها.

ومن جهة ثانية، فإن البحرين عملت ولا تزال تعمل بالتعاون والتنسيق بين كافة الأجهزة المعنية من أجل توفير كافة المقومات اللازمة لإنجاح المعرض، وذلك انطلاقا من العديد من الاعتبارات يأتي في مقدمتها: الرعاية الشخصية من لدن كبار المسؤولين للمعرض، وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء.

وللاستدلال على ذلك يُشار إلى أن الممثل الشخصي للعاهل المفدى يرأس اللجنة المنظمة للمعرض، كما أن سموه التقى بدوره مؤخرا سمو رئيس الوزراء لاطلاعه على آخر الاستعدادات الخاصة به، سيما أن المعرض سيعكس ما تموج به المملكة من معارض في المجالات المختلفة، ويُظهر مدى الثقة الدولية في قدرات المملكة على احتضان مثل هذه الفعاليات، وما يتوافر فيها من أجواء ومقومات لإنجاحها.

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن البحرين إحدى الدول الرائدات في مجال تنظيم وصناعة المعارض، حيث تعد هيئة البحرين للمؤتمرات والمعارض عضوا فاعلا منذ عام 1995 في الاتحاد العالمي للمعارض، وتشارك بفعالية في العديد من مؤتمراته السنوية، كما حقق هذا القطاع قفزة كبيرة ونقلة نوعية متميزة على مستوى الأداء، إذ إنه خلال عامي 2008-2010 استضاف 378 فعالية متنوعة استقطبت أكثر من 1,2 مليون زائر وعارض من داخل البحرين ومن مختلف دول العالم مثلوا أكثر من112 دولة، وهو ما مكّن الهيئة من الحصول على جائزة وجهة الأعمال لعام 2011 في قطاع الاجتماعات والمعارض، الذي تنظمه سنوياً مؤسسة بزنس ديستينيشن التي تتخذ من لندن مقرا لها، كما زاد عدد العارضين عام 2010 ليبلغ 3,234 عارضاً مقابل 2,699 عارضاً عام 2009 بزيادة قدرها 20%، وحافظت الهيئة خلال عام 2010 على نسبة حجوزات عالية وصلت إلى 83 فعالية تشمل معارض ومؤتمرات واجتماعات، بالإضافة إلى 30 فعالية متنوعة أخرى، وارتفع العائد الاقتصادي للدولة من سياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض من 33 مليون دينار عام 2008 إلى نحو 58 مليون دينار عام 2010 بزيادة كبيرة تقدر بنحو 49 %، ويُتوقع أن يرتفع إلى نحو 86 مليون دينار بحلول عام 2012، سيما بالنظر إلى مشروع إقامة مدينة متكاملة للمعارض والمؤتمرات والفعاليات الترفيهية العائلية المصاحبة وخدمات البيع بالتجزئة والفنادق بالقرب من حلبة البحرين الدولية في مدينة الصخير، حيث يُنتظر أن تستضيف الحلبة بعض فعاليات معرض الطيران الثاني باعتبارها قرب قاعدة الصخير الجوية، وهو ما يدل على مكانة القطاع والفرص الهائلة المتاحة لتطويره وتعزيز دوره كقاطرة للنمو.
 

ومن جهة ثالثة وأخيرة، فإن التسهيلات والحوافز التي تقدمها المملكة تعطي دليلا على الرغبة في إنجاح المعرض والرقي بخدماته والتميز فيها، سيما لجهة الموقع الاستراتيجي للبلاد الذي يربط الغرب بالشرق والذي ساهم على مر السنين في تطوير حركة النقل الجوي في المنطقة، ولجهة الاهتمام المتزايد بتوسيع وبناء المنافذ المختلفة كي تتحول المملكة إلى مركز إقليمي لحركة الطيران العالمية بين الغرب وآسيا وأستراليا، كما أن التعاقد مع شريك ذي خبرة واسعة في مجال تنظيم معارض الطيران، وهي إحدى أكبر الشركات البريطانية العالمية المتخصصة، ساعد في تحقيق جهود تسويقية كبيرة في فترة بسيطة، ناهيك عما ذُكر سلفا من تعاون الجهات المختلفة لإنجاح المعرض.

لقد شارك في معرض دبي الأخير للطيران نحو1000 جهة عارضة من 50 دولة، إضافة إلى 55 ألف زائر تجاري، وسجل المعرض صفقات بلغت قيمتها أكثر من 50 مليار دولار شملت التعاقد لشراء طائرات جديدة وخدمات الصيانة وبرامج تدريب أطقم الرحلات، وهو طموح لا ينبغي أن تتنازل عنه المملكة ومعرض طيرانها الذي يأمل منظموه الوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة في هذا الإطار، خاصة بالنظر إلى الترتيبات الجارية للتحضير لدورته الثانية.
 

المصدر: بنا – كتب ـ محمد شحات عبد الغني

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله