حلب "المسلة"…كشفت البعثات الأثرية الوطنية والأجنبية العاملة في محافظة حلب خلال موسمها التنقيبي الذي بدأ مطلع العام الحالي عن لقى ومدافن ومكتشفات أثرية أسهمت في إلقاء الضوء على الجانب الحضاري للمحافظة في التاريخ الإنساني.
وبين نديم فقش مدير آثار ومتاحف حلب أن البعثة السورية اليابانية المشتركة العاملة في موقع كهف الديريدية بمنطقة عفرين عملت خلال شباط الماضي على دراسة اللقى الأثرية المكتشفة في الكهف خلال المواسم الماضية بينما تابعت البعثة السورية اللبنانية المشتركة أعمالها في موقع النبي هوري شمال حلب والذي يعود تاريخه إلى الفترتين الكلاسيكية والإسلامية .
وأوضح فقش أن البعثة السورية اللبنانية ركزت على دراسة الموقع جيوفيزيائيا بهدف التعرف على مخطط المدينة قبل القيام بأعمال التنقيب استكمالا للجهود التي بدأتها البعثة في المدينة الأثرية قبل عدة سنوات لتأهيل وترميم الموقع واستثماره سياحيا لافتا إلى أن البعثة بدأت مطلع الشهر الحالي عمليات الحفر والتنقيب للكشف عن الطريق الرئيسي للمدينة الأثرية.
ولفت فقش إلى أن البعثة الأثرية الاسبانية العاملة في موقع تل حالولة منذ ما يزيد على عشرين عاما استكملت عمليات الكشف عن فترات الاستيطان البشري التي يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد كما أنهت البعثة السورية البولونية المشتركة أعمالها في تل القرامل شمال حلب بنحو 25 كم على الضفة اليمنى لنهر قويق وتركزت أعمالها لهذا الموسم في 3 قطاعات استكمالا للأعمال التي أنجزتها في المواسم السابقة.
بدوره أشار الدكتور يوسف كنجو رئيس شعبة التنقيب الأثري في مديرية آثار ومتاحف حلب إلى أن الشعبة قامت بأسبار أثرية في موقع تل برنة الأثري جنوب مدينة حلب وأثبتت أن تاريخ التل يعود إلى عصور ما قبل التاريخ العصري الحجري النحاسي كما عثر على عدة لقى أثرية تنوعت بين كسر صوانية وعظمية وفخارية كما قامت الشعبة بأعمال التنقيب الأثري الطارئة في قرية المربع وفي ناحية صرين وانجزت توثيق العديد من المدافن الأثرية الهامة التي يعود تاريخها للعصور الكلاسيكية.
ولفت كنجو إلى انه تم أيضا العثور على تمثال جنائزي من الحجر الحواري الأبيض ارتفاعه 185سم يجسد امرأة جالسة على كرسي ترتدي ثوبا طويلا وتضع على رأسها غطاء يعود تاريخه إلى العصر الروماني وهو شديد الشبه بالتماثيل الجنائزية التدمرية.
وأشار كنجو إلى أن الشعبة أنهت خلال آذار الماضي الكشف عن لوحة فسيفساء في قرية زملكا الواقعة شمال مدينة الباب تضمنت أشكالا حيوانية ونباتية متناظرة تمثل أسدا يقابله ثور بينهما أربعة براعم نباتية وفي المستوى الآخر طائران متقابلان والمشهد بكامله محاط بإطارين الأول داخلي وهو عبارة عن دوائر متقاطعة تشكل زهرة بأربع بتلات أما الإطار الخارجي فعبارة عن أشكال هندسية متقاطعة.
ولفت إلى اكتشاف الشعبة لكنيسة أثرية جديدة في قرية تل باجر الواقعة جنوب حلب نحو 35 كم وهي كنيسة هامة من طراز البازليك أبعادها 15ضرب 25 مترا تقريبا ويعود تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي.
من جانبه أوضح بسام السيد خليل معاون مدير آثار ومتاحف حلب أن عدد زوار الأماكن الأثرية في حلب خلال الربع الثالث من العام الجاري بلغ 337 الفا و 669 زائرا حيث كان لقلعة حلب النصيب الأكبر بمعدل 262 الفا و335 زائرا تبعتها قلعة سمعان 42 ألف زائر ثم متحف قلعة حلب 16 ألفا و 441 زائرا فالمتحف الوطني بحلب 13 ألفا و 947 زائرا وموقع عين دارة 1790 زائرا ومتحف التقاليد الشعبية 1100 زائر.