الشارقة "المسلة" خاص … عقدت إدارة متاحف الشارقة اجتماعا لاستعراض نتائج مشاريع برنامج الدورة الإقليمية المتخصصة حول حماية المواد العضوية في المواقع التراثية والمقتنيات التي تقام في إمارة الشارقة كجزء من "برنامج آثار" التابع للمركز الدولي لدراسة حماية الآثار والتراث "إيكروم"، وبإشراف "إيكروم" (المركز الإقليمي للتدريب والتنمية في مجال حفظ التراث وإدارته – مركز آثار) الذي تم افتتاحه في الشارقة مؤخرا. وتأتي الدورة في أعقاب الدورات الإقليمية التي أقامتها "إيكروم" خلال السنوات الماضية، وفي إطار برنامج آثار حول حفظ التراث الثقافي في المنطقة العربية. وبدأت الفعالية في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يوم أمس الموافق 31 اكتوبر 2011 وتستمر لمدة أسبوع.
والاجتماع هو المرحلة الثالثة من دورة تُعقد على مدار ستة أشهر، تم تصميمها لبناء القدرات وتطوير المؤهلات المهنية للمتخصصين في الحفظ في العالم العربي، بتركيز خاص على المواد العضوية بما في ذلك الموادالخشبية، والورق، والمخطوطات، والمنسوجات الموجودة في التراث المعماري ومقتنيات المتاحف. وتأتي الدورة استكمالا للمرحلة الثانية من الدورة، والتي قام المشاركون خلالها بتطبيق المعارف والخبرات التي اكتسبوها خلال المرحلة الأولى، على مواقعهم عبر تصميم وتقديم مشروع تنفيذي لمدة خمسة أشهر. وخلال هذه المرحلة، عمل المدرسون في الدورات كإستشاريين، يقدمون الرأي والدعم للمشاركين حول كيفية تصميم وتنفيذ مشروعاتهم. وكانت المرحلة الثانية من الدورة قد تضمنت ورشة عمل تدريبية على مدار 3 أسابيع، عُقدت في الشارقة ما بين 27 ابريل و16 مايو، 2011.
وشهد الاجتماع حضور 20 مشاركا من الإمارات العربية المتحدة (الشارقة، دبي، أبوظبي والفجيرة)، الكويت، اليمن، سوريا، لبنان، مصر، الأردن، والسودان. وسيقوم إثنان من خبراء إيكروم من المملكة المتحدة وفنلندا والبرازيل، بالإضافة إلى فريق "إيكروم" القائم على هذه الدورة، بتقييم ومناقشة نتائج المشاريع المطبقة من قبل المشاركين، ونجاحها وبرامجها المستقبلية.
ويتمحور الاجتماع حول الندوات الموضوعية القائمة على مشاريع المشاركين، بما في ذلك العناية بالمقتنيات، والمباني التاريخية، والهياكل الخشبية، وتقييم المخاطر، ومعالجات الحفظ، والتقييم الواعي للحفظ، وبناء القدرات على المستوى الوطني.. كما تم إدراج برنامج زيارات على المواقع في الشارقة ودبي في الفعاليات التي امتدت على مدار اسبوع. ومن المتوقع اختتام الاجتماع الاستعراضي في الثالث من نوفمبر 2011.
ومن الجدير بالذكر أن مراحل الدورة تعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. كما تأتي هذه الدورة في إطار مذكرة تفاهم تم إبرامها في العام 2008 بين إمارة الشارقة والمركز الدولي لدراسة حماية الآثار والتراث "إيكروم"، تقضي بدراسة سبل المحافظة على الملكية الثقافية وإحيائها في المنطقة العربية.
وقالت منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة، في تصريح لها بهذه المناسبة: "يسرنا أن نكون جزءا من برنامج "آثار"، وأن نظهر دعمنا لهذا البرنامج. ونأمل خلال اجتماع المراجعة المقرر لهذا الاسبوع بأن نسلط الضوء على مدى تحقيقنا لأهدافنا. ونتطلع إلى تنظيم العديد من الفعاليات الدراسية من هذا القبيل، كجزء من إيماننا بمدى أهمية هذه البرامج لمستقبل الحفظ، والتي نعتبرها إحدى المجالات الرئيسية التي نقوم بالتركيزعليها. ونأمل، من خلال دعم مبادرات كهذه، في ضمان تجديد تاريخنا وتراثنا، واتاحته لأجيال المستقبل".
وقال بيتر جاكسون، المستشار الهندسي في مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن إضافة الخبرة العملية إلى المتطلبات التدريبية يعتبر خطوة هامة إلى الأمام، وأضاف: "يقدم تطبيق الخبرات المحلية للمشاركين في مشاريعهم الميدانية كجزء من البرنامج التدريبي خبرات تعليمية أكثر عمقا وغنى".
وقال الدكتور زكي أصلان، مدير برنامج آثار في منظمة ايكروم ومدير المركز الإقليمي في الشارقة. "نود التعبير عن عظيم الامتنان للدعم الذي قدمه لنا صاحب السمو حاكم الشارقة، فنحن بفضل هذا الدعم تمكننا من عقد هذه الدورات الدراسية التي شكلت تبادلا للتجارب والخبرات المطبقة في مختلف أرجاء المنطقة، بما يُسهم في تعزيز الموارد والحلول الرامية إلى حماية التراث الثقافي في العالم العربي".
