Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة الوطنية تستغيث فهل من مغيث .بقلم عبدالناصر الحموري

السياحة الوطنية تستغيث أمام نقص الخبرات والكفاءات وتعاقب الوزارات

 

 

بقلم الباحث
عبدالناصر عبدالحليم الحموري

بالرغم من أنني متفائل و أتوسم الخير الكثير في عطاء هذه الوزارة الجديدة التي يقودها رجل ذا خبرة وخلفية لاباس بها في القطاع السياحي الوطني هذا القطاع الذي يتسم بحساسيتة و يفتقر الى ادارة متخصصة وخبيرة ومرجعيات خاصة في ظل كثرة تعاقب الوزارات وتبدلها اضافة الى نقص الخبرات و الكفاءات لدى البعض.

إلا أن هذا كله لا يمنعني من القول أن الغيبوبة و غياب الدور الذي عاشته و ما زالت تعيشه وزارة السياحة أو حالة السبات العميق و نسيان الذات ناهيك عن تنوع الميول و الرغبات و المعتقدات و الأهواء و القناعات و الأمزجة و ضعف الخبرات و انعدامها لدى الكثير ممن يديرون هذا القطاع السياحي المتجدد الواسع الذي يحتاج إلى أياد فنية ماهرة كفؤة لإدارته في ظل عدم وجود الخبرة الكافية و التخصصية المطلوبة لدى هؤلاء لإتقان فن التخطيط لهذه الصناعة المتجددة الواسعة ذات المتطلبات العالية المستوى للمحافظة على استمراريتها و ديمومتها خاصة في ظل التغييرات و المفاجآت الطارئة و القدرة على الوقوف أمام التحديات ناهيك عن عدم الرغبة في استلام هذه الحقيبة السياحة لدى البعض لأنها تعتبر بالنسبة لمن يجهلون بأهمية السياحة حقيبة ترضية غير مرغوب بها لدى الكثير من أصحاب المعالي مما يجعل نسبة الرضا لإدارة هذا القطاع السياحي ضعيفا و غير مرغوب به .

و هذا كله أدى إلى مخرجات غير سليمة و تخطيط غير واع و دقيق و تخبط في اتخاذ القرارات التي لا تصب في مصلحة الوطن و المواطن و ليست في مكانها المناسب و تخبط في العمل مما أدى إلى مخرجات غير سليمة و غير دقيقة في الأرقام و النتائج التي لا تحمد عقباها و الغير مرضية على الإطلاق مما زاد الأمر سوءا فوق سوء و زاد الطين بلل و الحمل ثقلا فوق الحمل الموجود على المديونية و الموازنة و المواطن و تحمل ما لا طاقة لنا به و هذا كله بسبب الغيبوبة و تغيب الدور الاستراتيجي و المهم الذي يجب أن تقوم به وزارة السياحة .

و في ظل غياب المختصين و المرجعيات التي تضع الخطط لهذه الصناعة العظيمة و غياب أصحاب الخبرات و المهارات الفنية من الأيدي العاملة الماهرة التي تستطيع المساهمة في التخطيط و التسويق و الترويج و العرض المناسب للمنتج السياحي الوطني .

هذا كله نزع من هيبة وزارة السياحة و اذهب ريحها و جعل السياحة الوطنية في غرفة تأن في اغرفة الانعاش و في غيبوبة دائمة و بالرغم مما نسمع و نشاهد يوميا في وسائل الإعلام و الفضائيات من أرقام و إحصاءات جديدة و مؤشرات ايجابية تشير لتحسن مستوى القطاع السياحي وهذا مما اعتدنا على سماعه دائما إلا أن هذا لا يفي بالمستوى اللائق و المطلوب لهذه الصناعة الوطنية العظيمة .

و أقول مرارا و تكرارا لقد تعاقب على وزارة السياحة في سنة واحدة خمسة وزارات و هذا يدل على وجود خلل أو ضعف أو حالة من التخبط و الفوضى و سوء التخطيط في العمل و كل وزير له قناعته الخاصة و له ميوله و أهوائه وبعضهم غير متخصص في هذه الصناعة و لا يعرف عنها شيئا مما فتح الباب على مصراعيه لدخول أيدي عاملة غير ماهرة أو مدربة وأضاع الفرصة الذهبية للنهوض بمستوى هذا القطاع السياحي و شتت الشمل و الجهود المتواصلة و اضعف دور القطاع السياحي في الإنتاج و العمل و زاد من نسبة إهدار المال العام و تبذيرة ليذهب هباءا منثورا وادراج الرياح و هذا كله فتح الباب لدخول سماسرة جدد يغتصبون السياحة و تجار غير مرغوب بهم للعبث بالاقتصاد الوطني و برزت أيد خفية متنكرة بزي وطني يلبس الحطة الأردنية الحمراء و لا ينتمي إليها مطلقا و فتح الأبواب لهذه الوجوه المتنكرة بزي وطني أن تنفرد لوحدها و تدير هذا القطاع من وراء حجاب و في الظلمات حسب أهوائها و أمزجتها و حسب ما تقتضيه مصالحها الخاصة و الشخصية و ملفاتها الفاسدة من عمل و لا تدير الأمور بعقلانية أو انتماء لهذا الوطن مما جعل هذا القطاع مكبلا بالقيود و السلاسل الحديدية أسيرا هشا ضعيفا سقيما غير معافى يميل حيث تميل الرياح بين يدي هؤلاء السماسرة .

و في ظل غياب الرقابة و عدم تحديث القوانين وفلترتها التي أصبحت قديمة لا تتناسب مع المعطيات و الواقع العصري لهذة الصناعة و لوزارة السياحة التي تمثل رأس الهرم في صناعة السياحة الوطنية و باعتبارها الجهة المسئولة و المشرفة و المخولة لإدارة هذا القطاع السياحي من خلال دورها الاداري و الرقابي و الإشرافي على القطاع الخاص و العام إلا أن غيابها عن الدور جعل القطاع السياحي هشا مهمشا متخبطا يلقي بأخطائه و حملة الثقيل على الآخرين و على الأحداث العالمية الغير مستقرة كلما انتكس و تراجع و تباطأ مما جعله لقمة سائغة لذة للمحتكرين و السماسرة في القطاع الخاص و العام و جعله لقمة بين فكي خنزير ليعتصره و يأكله و يشرب من دمه و يطحن عظامه الهشة ليكون اللقمة السائغة التي تطيب للكثيرين من أصحاب المصالح و الملفات الخاصة و مصاصي الدماء الذين لا يهمهم إلا أنفسهم لا مصلحة الوطن و لا المواطن مما فتح الباب على مصراعيه لهؤلاء التجار ليصطادوا في الماء العكر و لا يخرجوا إلا في الظلمات أو من وراء حجاب .

و هذا الأمر ينطبق كذلك على الكثير الكثير من القطاعات المتعددة في هذا الوطن و ليس على القطاع السياحي لوحدة فحسب

و الحقيقة التي يتجاهلها أو يتنكرها الكثير من أصحاب القرار و المتنفذين التي تدمي القلب و تحرك الوجدان و الضمير هي تجاهل الكثير و خاصة ممن يعملون في هذا القطاع تجاهلهم لقطاع السياحة و إدراك أهميتها و بعدها التاريخي على مر العصور و قدرتها على ربط الماضي بالحاضر والقدرة على توصيل وربط الأمم ببعضها و بين أبناء الامة و تعريفهم بجذورنا التاريخية و الثقافية و الأثرية و الدينية ، إلا أن عدم الرغبة بهذا المفهوم أو التنكر خلفه اضعف علينا الفرص في أن تأخذ السياحة دورها القيادي و الاستراتيجي لتكمل ايصال رسالتها العظيمة للعالم كله من اجل النهوض بالوطن و المواطن و الاقتصاد الوطني و إنعاشه و ديمومته بشكل يليق بمستواه أمام العالم.

هذا الوطن الذي ينفرد لوحدة في العالم بالقدرة على تقديم منتج سياحي مميز و يمتلك كم هائل من المكنوزات والموروثات العظيمة ذات البعد التاريخي منها أثرية و ثقافية و تاريخية و دينية و علاجية غير موجود في العالم أليس الأحرى به أن يأخذ دورة و مكانته العظيمة أمام العالم اجمع…
وليعلم الجميع ان من لا يعرف الأبعاد التاريخية و الحضارية للسياحة الوطنية كمن لا يعرف هويته الشخصية أو من يضيع تاريخ الوطن و تراثه و ارثه و ثقافته و من لا يحافظ على هذا كله إنسان خائن لامته ولوطنه.

و مما يزيد الهم هما و يندى له الجبين أن الكثير ممن يديرون هذا القطاع و يعملون به يغيب عن أذهانهم وتعمى ابصارهم عن إدراك مدى الأهمية الاقتصادية و البعد الاستراتيجي و التاريخي الذي تسهم به هذه الصناعة العظيمة في الدخل القومي و القضاء على البطالة فهي تسهم بما يقارب من (14%) من الناتج المحلي القومي و توفر ( 42الف فرصة عمل مباشرة ) ناهيك عن ابعاد اخرى وفوائد لا تعد ولا تحصى مما يقودنا إلى نتيجة ندرك من خلالها أهمية هذه الصناعة العظيمة للوقوف بجانبها مطولا بتأني و تمهل و اهتمام .

وتستطيع هذه الصناعة الواسعة المتجددة المشرقة و المضيئة للعالم كله من خلال قدرتها على التعبير بصمت عن حضارة و تاريخ الأمم أن تكون الأجدر و الأحق من غيرها في الاهتمام لأنها هي البوصلة و الدليل الذي يوصل العالم ببعض و يوجه الباحثين و العلماء و السياح لمعرفة التاريخ و الدين و الثقافة و الآثار للأمم السابقة و منذ آلاف السنين و البتراء و أم قيس و العقبة و مادبا و بيت راس و جرش و جبل نبو و المغطس و البحر الميت و مؤتة و اليرموك و المدرج الروماني و جبل القلعة و مغارة أهل الكهف و المساجد و المقامات و الكنائس القديمة و غيرها من آلاف الأماكن السياحية و الأثرية هي اكبر شاهد على ذلك .

اسأل الله العظيم ان يبعث الى ادرة قطاع السياحة الوطنية انسان يهمه مصلحة هذا الوطن اولا ومتفهم لمتطلبات هذا القطاع وحاجاته قدير على ادارته متخصص للعمل فيه.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله