الشارقة "المسلة" خاص… افتتح الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب الحاكم بالأمس معرض "رحلة إلى بلاد فارس" في متحف الشارقة للفنون والذي يقام برعاية كريمة من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله، والذي يضم مجموعة نادرة من مقتنيات حضرة حاكم الشارقة، وتنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة وتمتد فعالياته حتى يوم 31 ديسمبر من العام الحالي.
واستهلت فعاليات الافتتاح باستقبال الشيخ عصام بن صقر القاسمي حيث قام والسادة الحضور بجولة في أروقة المعرض الذي يضم 62 عملاً نادراً من مقتنيات الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة حفظه االله، حيث أشاد القاسمي بالمعرض وعبر قائلاً: تحمل هذه الأعمال صبغة من التميز في الفرادة والإبداع وعبر عن بالغ إعجابه بفكرة المعرض واعتبر ما شاهده من لوحات وأعمال فنية متنوعة إنما تدل على قيمة الأعمال الفنية في التاريخ البصري والتوثيق المرئي لحقب تاريخية وأماكن ومشاهد إنسانية لم تكن لتوجد إلا من خلال الإبداع الفني الذي يعطي صورة تقارب الواقع وتسعى لمحاكاته إبداعياً. وفي ختام جولته شكر المنظمين والقائمين على تنظيم هذا المعرض الذي يمثل إضافة متميزة لإمارة الشارقة.
وفي تصريح لعبدالله محمد العويس على هامش حفل الافتتاح قال: "بفضل رعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله وتوجيهاته السديدة الرامية لتعزيز الثقافات الأصيلة المنفتحة على كافة أرجاء وبلدان العالم من شرقه إلى غربه، نعمل في دائرة الثقافة والإعلام دوماً على تنظيم الفعاليات وإطلاق المبادرات التي من شأنها تعزيز الفرص التي تمكن الشارقة من مواصلة مسيرتها الرائدة في الإشعاع الثقافي الباهر والبناء المعرفي الخلاق على المستويين العربي والعالمي."
ومن جانبه عبر هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عن فخره بافتتاح المعرض وقال: " يأتي معرض (رحلة إلى بلاد فارس) تأكيداً على الدور السامي والرؤية الحكيمة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في نشر الفنون الأصيلة، والتعريف بثقافات الشعوب والمجتمعات الإنسانية، في الشرق والغرب، بما يعمل على تعزيز أواصر اللقاء بين الحضارات، وفقاً لتعدد مشاربها وتنوع نتاجها، الذي يضم مجموعة نادرة من مقتنيات حضرة حاكم الشارقة."
وأضاف المظلوم: " يضم المعرض 62 عملاً طباعياً، تتضمن مجموعة آسرة من المشاهد والآثار التاريخية التي تزخر بها بلاد فارس على مر العصور، وأبرزها لوحات المدن، القرى، الميادين، الأبراج، القبور، الجسور، المعابد الإغريقية، الأزياء، وغيرها من الموضوعات الجديرة بالتوثيق المرئي المطبوع، وبخاصة المشاهد المعمارية بما تتضمنه من تفاصيل وعناصر متنوعة تُعد مرجعاً أساسياً للمؤرخين والمشتغلين بالفنون الحضارية."
كما قدم المظلوم شرحاً وافياً للشيخ عصام بن صقر القاسمي والحضور عن اللوحات وقال: " تم تنفيذ هذه الأعمال بتقنيات طباعية عديدة من بينها الطباعة الحجرية والحفر على النحاس والفولاذ، وهي أعمال تؤكد على ثقافة الاقتناء الفني وأهميته في حفظ التاريخ الإنساني، خاصة وأن الأعمال التي يتضمنها المعرض قد طبعت خلال الفترة من (1672- 1851م) وقام بإنجازها مجموعة من الفنانين وعلماء الآثار ممن زار معظمهم بلاد فارس ليخرجوا بمجموعة من الأعمال التي ترصد معالم ومشاهد ثرية تزخر بها بلاد فارس على مر العصور".
وبهذه المناسبة قالت منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة: " نحن نحرص دوماً على تعزيز التعاون مع دائرة الثقافة والإعلام إيماناً منا بأن تكاثف الجهود يثمر تحقيق الأهداف المرجوة اتجاه الشارقة كعاصمة للثقافة العربية، وإن التنويع في المعارض والحضارات المستضافة الذي نحرص على جلبه للشعب الإماراتي مع إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام يستهدف تعريف الشعب الاماراتي بثقافات الدول الأخرى. ولقد أولينا هذا المعرض اهتماماً خاصاً كونه من الموضوعات الجديرة بالتوثيق المرئي المطبوع، وبخاصة المشاهد المعمارية بما تتضمنه من تفاصيل وعناصر متنوعة تُعد مرجعاً أساسياً للمؤرخين والمشتغلين بالفنون الحضارية.
كما تقدمت عطايا بتقديم التهاني لإدارة الفنون على مجهوداتهم الرائعة في هذا المعرض وأكدت أن متحف الشارقة للفنون سيعمل على تقديم كل الدعم المطلوب لتنظيم سلسلة الندوات المقررة والرحلات العلمية والبرامج المجتمعية والزيارات الرسمية للوفود الثقافية التي تزور الشارقة خلال فترة المعرض.
ومن الجدير بالذكر أن اللوحات المعروضة هي من اللوحات الواردة في كتاب: وصف لبلاد فارس، للهولندي د.أولفيرت دابير )1672(، نقوش من كتاب عن الجغرافيا من تأليف ألين مانيسون ماليت )1683(، لوحات تخص بلاد فارس من كتاب صادر عن الناشر الهولندي هنري شاتلين )1705- 1720(، وكذلك رسوم نشرها بيتر فان دير آيا )1729(، إضافة إلى أعمال من منشور فرنسي في عدة أجزاء من التاريخ الشامل )1780(، مطبوعات من السلسلة الفرنسية للصور الشاملة الصادرة عن الناشر فيرمين ديدوت والمأخوذة جميعاً عن بلاد فارس من قبل لويس دوبوكس )1841( ولوحات أبدعها عالم الآثار والرسام الفرنسي يوجين فلاندين في رحلته إلى بلاد فارس )1851).
شهد الحفل اهتماماً كبيراً من الساحة الفنية والاعلامية .