Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قناة العاشق في سلمية بسوريا موقع أثري يرتبط بقصة حب أسطورية

حماة – عبد الله الشيخ -سالم الحسين … تعد قناة العاشق المائية من أجمل الأقنية الرومانية الموجودة في مدينة سلمية وسط سوريا والتي يعود بناؤها إلى القرن الأول الميلادي ويعتقد بأنها سميت الأمورية باعتبار أنها عرفت أيام الأموريين غير أن الرومان اجروا عليها بعض الترميمات والتحسينات الإنشائية فاشتهرت باسمهم.

وهذه القناة هي واحدة من أصل 350 قناة منتشرة في أنحاء مختلفة من المنطقة والتي تم إنشاوءها تحت سطح الأرض حيث كانت تستعمل لأغراض نقل المياه وأشهرها قناة العاشق وهي الأطول في المنطقة حيث تمتد لمسافة 150 كم بقطر يتراوح ما بين 1و3 أمتار وبعمق متر واحد بحسب طبيعة وواقع الأرض التي تمر بها.

وتسير القناة من عين الزرقاء غربا مرورا بالأراضي الشمالية لقرية تلدرة و تتابع سيرها حتى تعبر سفوح جبل علي كاسون في أم طويقية ثم تدور القناة حول جبل زين العابدين قرب حماة لتصل إلى أفاميا وحماماتها.

ويحدد بناء قناة العاشق في القرن العاشر الميلادي ويبدو أنها خربت بفعل زلزال عام 1157 حيث جرى تحويلها بعد ذلك من قبل سلاطين بني أيوب الأيوبيين لإرواء مدينة حماة وسقاية مناطق الجروف الواقعة شمال المدينة.

وقال المهندس مرهف ارحيم مدير سياحة حماة إن لهذه القناة قصة تعد من أغرب وأعجب قصص التاريخ التي يمتزج فيها الخيال بالحقيقة و الواقع بالأسطورة وهي تحكي قصة أمير وقع في حب ابنة ملك أفاميا التي أصابها الجفاف والعطش حيث جفت ينابيعها وتشققت أراضيها فكان صداقها مهرها الذي طلبه والدها من الأمير مقابل الظفر بزواجها هو إرواء افاميا وإنقاذ شعبها من العطش والموت الأمر الذي دفع هذا الأمير إلى استحضار مياه عين الزرقا بالقرب من مدينة السلمية.

وأشار إلى القيمة الهندسية والإنشائية العالية جدا التي روعيت في تصميم هذه القناة الفريدة من نوعها والتي تدل على مدى التقدم العلمي الكبير في استخدام قانون الأواني المستطرقة في ذلك الزمن المبكر وقدرة البنائين الطبوغرافية الفائقة في إيصال مياه عين الزرقا العذبة إلى افاميا على امتداد قناة يزيد طولها على 150 كم دون استخدام أي عملية ضخ أو رفع للمياه .

ويروي الأديب الراحل الدكتور سامي الجندي وهو من أبناء مدينة سلمية حكاية هذه القناة قائلا في أواخر العصر الهلنستي عشق أمير سلمية أميرة افاميا وزين له الوجد أن يبعث لها برسالة حب تظل اغرب وربما أخلد رسائل العشق في التاريخ فقد كانت السلمية آنذاك تسقى ريا بالمياه وافاميا ظمأى فأمر بحفر قناة تمتد من أراضي سلمية إلى ديار الاميرة على امتداد هذه المسافة الطويلة جدا وعبرت القناة الوديان والهضاب بئرا تلو بئر كأن خلدا هائلا قد حفرها بمهارة و دقة فائقتين بدءا من كل بئر.. بعض من ينبوع يضاف إلى الذي يليه وهكذا تغدو نهرا صغيرا يسيل ضمن مجرى يتراوح عمقه بين متر وثلاثة أمتار وكانت تلك أشجع طرق الري في السهول التي يندر فيها الماء.

ويضيف الدكتور الجندي لكن يبدو أن رسالة العاشق تأخرت كثيرا في الوصول إلى الأميرة حسب الوثائق التاريخية التي أشارت إلى أن افاميا لم تشرب من ماء سلمية إلا في عهد الإمبراطور تراجان الروماني سنة 116 ميلادية.

من جهته أوضح أمين ميرزا مدير إعلام حماة وهو من أهالي مدينة السلمية إن النظام المائي الذي وزعت من خلاله المياه المستجرة اعتمد على مجموعة أقنية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة أفاميا خارج الشارع المستقيم وضمن الأسوار جاء بشكل هندسي رائع عبر فيه أمير سلمية عن هيامه الكبير بابنة ملك أفاميا فأراد أن تكون هذه القناة عربون حبه وتضحيته إلا أنه وفقا للأسطورة لم يحظ بالزواج منها لظروف مجهولة.

ولفت إلى أن القناة التي تبدأ سيرها من منطقة عرفت باسم عين الزرقاء غربي سلمية مبنية من الأحجار البازلتية كما تم طلي مجرى القناة بمادة القصرمل غير النفوذة للماء وهي عبارة عن خلطة من الغضار والكلس المطفأ ومخلفات الأفران مبينا أنه تم حفر القناة على شكل سراديب ضيقة العرض عبر ما يعرف بنظام الفجارات وهي عبارة عن آبار قريبة من بعضها يتم الوصل بينها بأقنية وقد تم سقفها في بعض المناطق بحجارة بازلتية أيضا حتى لا تختلط بمياه السيول و تصل المياه نقية إلى مصبها كما أقيمت لها عدة جسور مختلفة وصل عددها إلى 12 جسرا عبر سيرها في الوديان.

المصدر : سانا
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله