الدوحة "المسلة"… جاء احتفال الخطوط القطرية باستلام طائراتها رقم مائة من طراز بوينج 777 طويلة المدى ليعكس للمتابعين من خبراء قطاع الطيران أو المسافرين مدى حرص شركة الطيران الوطنية لدولة قطر في الحفاظ على موقعها كأسرع شركات الطيران نموا على مستوى العالم، والاحتفال باكتمال عقد المائة في أسطول القطرية كانت له العديد من الدلالات الاقتصادية والسياحية، فالقطرية دخلت منذ فترة في مصاف شركات الطيران العالمية، وهو ليس بغريب حصولها على لقب شركة طيران العام ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية، وقد حققت القطرية خلال هذا العام العديد من النجاحات وحصلت على اعتراف دولي من صناعة الطيران والمسافرين على حد سواء بنيلها لقب "طيران العام 2011" خلال حفل جوائز سكاي تراكس السنوي إضافة إلى تدشينها الوجهة رقم 100، الشرق استطلعت رأي العاملين في قطاع السفر المحلي ورصدت معهم أهم التأثيرات الاقتصادية والسياحية التي تترتب على التوسعات المدروسة للخطوط الجوية القطرية، وأكد الجميع أن الإنجازات المتلاحقة للخطوط القطرية جعلت منها رقما صعبا في عالم الطيران الدولي، حيث وضعت منافسيها دائما في موقع الذي يريد اللحاق بها وهي لا تتوقف أبدا عن التوسع في الوجهات أو ضم الطائرات الجديدة، وشدد الجميع على أهمية الميزة التنافسية التي يوفرها الأسطول الجديد لشركة الطيران.
وتمتع القطرية وفقا لأحدث الإحصاءات بأصغر عمر لأسطول طائراتها الذي يضم أحدث الطائرات ويعلق عادل الهيل على هذه الميزة التنافسية قائلا: المسافر في العصر الحديث أصبح مثقفا وأكثر دراية ومعرفة بنوعية الطائرات، فعندما نذكر القطرية لابد أن يذكر معها أسطول جديد من أحدث الطائرات، وهو ما يعني حصول المسافر على خدمات نوعية أثناء الرحلة وعلى أحدث خدمة توفرها شركات الطيران، واستلام الطائرة رقم مائة له العديد من الدلالات أو رقم مائة يعني التوسع الناجح للخطوط الجوية القطرية التي أصبحت تصل إلى المدن الرئيسية في قارات العالم الست، أما البعد الثاني فيتعلق بنوع الطائرة وهو من طراز بوينج 777 بعيدة المدى، وهذه الطائرة معروفة بتطورها وتوفريها للرحابة والخدمة المتميز للمسافرين بالإضافة إلى تمتعها بأقصى درجات الأمان والثقة على الخطوط بعيدة المدى.
ويضف الهيل: أصبحت القطرية الخيار الأول للمسافرين لمسافات بعيدة أكثر من عشر ساعات، والسبب يعود إلى أسطولها الحديث، فالمسافر لمسافات بعيدة دائما يبحث عن الراحة والأمان أثناء الرحلة وهو ما يوفره الأسطول الحديث للخطوط الجوية القطرية، وأكد الهيل أن توسعات القطرية على مستوى حجم الأسطول أو الوجهات قابلتها توسعات عززت من حجم ونوعية خدماتها الأرضية على مستوى خدمة المسافرين الأرضية وكذلك خدمة الطائرات، خاصة عمليات الصيانة موضحا أن توسعات القطرية المدروسة خير استعداد لاستقبال المطار الجديد الذي سيتضاعف معه حجم الخدمات والتسهيلات في عالم الطيران بالدوحة.
توسع مثير للدهشة
جاء تصريح جيم ألبو رئيس العمليات التجارية والرئيس التنفيذي لشركة بوينج ليؤكد على المكانة التي أصبحت تتمتع بها الخطوط القطرية عالميا حيث قال: خلال عقد من الزمن تقريباً، تمكنت القطرية من التوسع والنمو لتصبح شركة طيران من الطراز الأول حائزة على جوائز عدة وتتمتع بشبكة خطوط متسارعة النمو تغطي ست قارات في العالم. إنه إنجاز هام جداً ويسعدنا أن تكون طائرة 777 جزءًا من هذا الإنجاز".
ويعلق السيد محمد الملا مدير عام سفريات الملا قائلا: ما تشهده الخطوط القطرية من تطور أصبح يثير دهشة الخبراء والعاملين في قطاع الطيران الدولي، فقد أصبحت القطرية محط اهتمام ومتابعة من شركائها الدوليين وأصبحت تمثل منافسا قويا لأكبر وأعرق شركات الطيران الدولية.
وأضاف انضمام مزيد من طائرات بوينج لأسطول القطرية خاصة الطرازات بعيدة المدى يدعم توجهات الناقلة القطرية في الوصول إلى أقصى بقاع الأرض، فعلى الرغم من وصول القطرية إلى قارات العالم الست إلا أنها لم تكتف بل لديها خطه طموحة للوصول للمزيد من الوجهات وعن طريق رحلات مباشرة، وهو ما يوفر رحلات أسهل وأسرع لربط الدوحة بباقية أنحاء العالم.
إنجاز نوعي
الحديث عن الإنجازات ارتبط دائما باسم الخطوط القطرية سواء من الأصدقاء أو المنافسين وهو ما دفع طارق عبداللطيف الرئيس التنفيذ لريجنسي للسفر والسياحة إلى وصف استلام الخطوط القطرية لطائراتها المائة ومن طراز بوينج بالإنجاز النوعي ويوضح قائلا: الإنجاز الجديد للخطوط القطرية يضيف إلى سجلها إنجازا نوعيا آخر فالطائرة الجديدة والتي تحمل رقم مائة في أسطول القطرية الحديث تعني مزيدا من تجويد خدمات الطيران التي توفرها الناقلة الوطنية لدولة قطر، وإلى جانب الارتقاء بالخدمة المعهودة عن القطرية والتي تصنف بخمس نجوم فإن انضمام المزيد من هذه النوعية من الطائرات يعني المزيد من الثقة والرحابة وتوفير أعلى مستويات الأمان للمسافرين، وطبقا لتصريحات المسؤولين بالقطرية فإن طائرة البوينج 777 أثبتت أنها استثنائية إذ إنها أتاحت للناقلة الوصول إلى وجهات بعيدة المدى نظراً لإمكانية طيرانها لمدة 16 ساعة من دون توقف انطلاقاً من مقر عمليات الناقلة في الدوحة، ويؤكد انضمام المزيد من تلك الطائرات العملاقة عزم القطرية على المضي قدما في تنفيذ توسعاتها الدولية لتصل إلى معظم بقاع المعمورة عن طريق الرحلات المباشرة.
تنوع الأسطول
يتميز أسطول الخطوط الجوية القطرية بالتنوع مما يتيح لها المناورة بإحجام الطائرات لتلبية أي احتياجات للسوق وفي زمن قياسي، وتسيّر القطرية اليوم 27 طائرة بوينج ذات الجسم العريض إضافة إلى طرازات مختلفة من طائرات الإيرباص من عائلة A320 وA330 وA340. وحول هذا التنوع في الأسطول يقول سعيد الهاجري: يمنح التنوع المتميز في أسطول القطرية مزيدا من الحرية في إدارة العمليات والوصول إلى معظم محطاتها عن طريق الرحلات المباشرة من خلال توظيف مختلف الطرازات بحسب احتياجات كل وجهة، فالقطرية الآن تصل إلى أمريكا وكندا وأستراليا في رحلات من دون توقف وهو ما يعني مزيدا من الخدمات وزيادة في أعداد المسافرين الذين يبحثون عن الراحة والخدمة المتميزة خاصة خلال الرحلات طويلة المدى.
ويؤكد الهاجري أن التوسعات الطموحة للخطوط القطرية تعد الداعم الرئيسي لتطور ونمو القطاع السياحي خاصة سياحة الترانزيت التي نتوقع لها أن تنمو بشكل كبير بعد افتتاح مطار الدوحة الدولي الجديد وتحوله إلى نقطة توزيع دولية لحركة الطيران بين قارات العالم، أضف إلى ذلك أن التوسعات تعني مزيدا من التعاون والتبادل الاقتصادي بين الدوحة ومختلف عواصم العالم.
بصمة دولية
أما زهير حبراق مدير شؤون الطيران بوكالة عبر الشرق للسفر والسياحة فيؤكد أن القطرية أصبح لها بصمة وأصبح لها طابعا دوليا مؤثرا في حركة اقتصاد الطيران حول العالم، واستلام الطائرة مائة ما هو دليل على محافظة الخطوط القطرية على لقبها المفضل كأسرع شركات الطيران نموا منذ أكثر من عقد مضي، والتحول النوعي في خدمات القطرية بدخول الطائرات الكبيرة الخدمة أمثال طراز بيونج 777 يؤكد عالمية الشركة، خاصة أن استلامها لهذه الطائرة يتزامن مع استلام شركة كارجولوكس الأوروبية التي تمتلك فيها القطرية 35 % لأحدث طائراتها من طراز بوينج 777 المخصصة لقطاع الشحن، فالنمو الذي تشهده القطرية يسير وفق منظومة متكاملة وخلال عام على الأكثر ستصبح الخطوط القطرية من أكبر شركات الطيران في العالم سواء على مستوى نقل المسافرين أو البضائع.
وأوضح حبراق أن القطرية أصبحت السفير الرسمي عن السياحة والاقتصاد القطري في قارات العالم فإلى جانب توسعات الطرية ووصولها إلى أكثر من مائة وجهة حول العالم فإن عمليات القطرية تتميز بكثافة التشغيل على مختلف الخطوط فأقل وجهة تسير لها القطرية لا تقل عن خمس مرات أسبوعيا وهو ما يجعل القطرية هي الخيار الأول للسفر إلى معظم أنحاء العالم.
ويؤكد محمد جبر الكواري المدير التنفيذ لسفريات السفير أن مع افتتاح الخطوط الجوية القطرية لآي وجهة جديدة تفتتح معها تلقائيا فرصا جديدة للتبادل السياحي والاقتصادي، فالقطرية لاعب رئيس الآن فيما يشهده الاقتصاد الوطني من تطورات ونمو، واستلام الطائرة الجديدة من طراز بيونج 777 طويلة المدى يعني استعداد القطرية لإضافة المزيد من الوجهات البعيدة التي قائمة خدماتها فقد أصبحت تلك الوجهات البعيدة في أمريكا والبرازيل قريبة بفضل بانضمام مثل هذه النوعية من الطائرات إلى أسطول القطرية، فتطور قطاع الطيران الذي تقوده القطرية جزء لا يتجزء من العملية الاقتصادية الشاملة التي تشهدها البلاد وأشاد بها العالم.
يذكر أن طائرات القطرية البوينج 777 توفر خدمات مميزة من بينها نظام الترفيه المتطور والشخصي الموجود خلف جميع المقاعد والذي يقدم للركاب أكثر من 1000 برنامج سمعي وبصري. وتضم درجة رجال الأعمال على متن هذه الطائرة 42 مقعداً موزعة حسب ترتيب 2-2-2. وتبلغ المساحة بين المقعد والآخر 78 بوصة وتمتاز بإمكانية تحويلها إلى أسرّة مسطحة بزاوية 180 درجة. وتفوق المساحات على متن هذه الطائرة غيرها من المساحات المتوفرة في الدرجة الأولى على متن طائرات شركات الطيران الأخرى. وفي الدرجة السياحة، يبلغ عدد المقاعد 217 مقعداً موزعة حسب ترتيب 3-3-3 وبمساحة تصل إلى 34 بوصة بين المقعد والآخر.
وتمتاز كلتا الدرجتين بوجود مقعد واحد أقل في كل صف من المقاعد، مما يوفر للمسافرين مساحات أكبر مقارنة بأي شركة طيران أخرى.
المصدر: الشرق القطرية