فى ظل ركود سياحى عربى ادئ الى فقد 7 مليارات دولار فى 8 شهور
العقبة " المسلة" بترا — تحت شعار "نحو الابداع والادارة في الاستثمار السياحي" بمشاركة عدد من وزراء السياحة العرب ورؤساء المنظمات العربية والاقليمية والدولية ورجال الاعمال.. ومندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني افتتح رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في مدينة العقبة صباح اليوم مؤتمر العقبة الاقتصادي الثاني الذي تنظمه وزارة السياحة والاثار بالتعاون مع غرفة تجارة الاردن.
ونقل رئيس الوزراء تحيات جلالة الملك الى المشاركين في هذا المؤتمر المهم الذي تستضيفه العقبة، متمنيا لاعمال المؤتمر التوفيق والنجاح في تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية والسياحية بين دول المنطقة.
واكد البخيت ان الاردن وبالرغم من الاحداث التي تعصف بالمنطقة الا انه استطاع بجهود جلالة الملك ان يجسد للعالم اجمع بانه واحة امن واستقرار حيث تمكن من استقطاب اكثر من ثلاثة ملايين سائح خلال الثمانية اشهر الاولى من العام الحالي حسب البيانات الاحصائية التي صدرت اخيرا" كما بلغ الدخل السياحي حوالي مليار وثلاثمائة مليون دينار, ما يعزز من موقع هذا القطاع ضمن القطاعات الاقتصادية واهمية دوره بدعم اقتصاديات الدولة.
وعلى الصعيد العربي شدد البخيت على ان جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم العمل العربي المشترك وتعزيز دور الاردن على الساحة العربية والدولية أثمرت دورا مؤثرا وفاعلا ً اسهم بشكل كبير في زيادة عدد زوار المملكة من أشقائنا رعايا دول مجلس التعاون الخليجي بما يزيد عن ستة وعشرين بالمائة مقارنة بالعام الماضي, مما يعطي مؤشرا ايجابيا حول قدرة السياحة العربية البينية على مجابهة التحديات.
واكد البخيت ان تعزيز موقف الاردن لدى اجندة السياحة العالمية لم يأت من فراغ, حيث أولت الحكومة جل إهتمامها بهذا القطاع الإقتصادي المهم, من خلال توفير البنية التحتية الضرورية من فنادق, ومنتجعات, ومدن ترفيهية, انطلاقا من الدور الكبير لهذا القطاع في التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل، لافتا الى ان القطاع يوفر فرصاً كبيرة ومتعددة، كما يعتبر القطاع جاذباً رئيسياً للاستثمار الوطني والأجنبي فضلا عن اسهامه في إيجاد فرص عمل والحد من الفقر والبطالة.
وقال رئيس الوزراء ان السياحة الأردنية شهدت تطوراً كبيراً على مستوى الاستقطاب السياحي, وتوفير الخدمات, ونموا في الاستثمارات السياحية وتطويرا للمنتج السياحي, وإبرازاً للصورة الحضارية للأردن بالإضافة الى تسهيلات العبور في المراكز الحدودية والمطارات0
واشار البخيت الى ان الاستثمار يعتبر احد اهم الادوات التي يتم من خلالها ترجمة الرؤى الاستراتيجية وتحقيق الاهداف النوعية والكمية المتعلقة بالتطوير السياحي المستدام والمتمركز حول تنمية وتفعيل دور المجتمعات المحلية، موضحا انه ومن اجل ذلك تعمل الحكومة على توفير المعايير اللازمة لإدامة الاستثمار كدمج المجتمعات المحلية في العملية الاستثمارية مما يساهم في التنمية المحلية، وكذلك الاستجابة لحاجات ومتطلبات القطاع المتغيرة والتي يجب ان تنعكس من خلال نوع الاستثمار, وتصميم مختلف مكوناته.
واضاف ان الحكومة تعمل ايضا على تعزيز القدرة على ترجمة تنوع المنتج السياحي بحيث تعكس الاستثمارات مختلف انماط المنتج السياحي، بالإضافة الى تعزيز الابداع والقدرة على تقديم خبرة حسية وتجربة وليس خدمة سياحية مجردة.
واكد رئيس الوزراء ان التنوع في حجم الاستثمارات ضروري لتتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمواقع السياحية والطاقة الاستيعابية لمنظومة البنية التحتية المتوفرة في الموقع المستهدف، بالإضافة الى تنوع الشرائح المستهدفة بحيث يتم توفير المرافق والخدمات بطريقة تحترم ثقافة ونمط حياة الفئات السياحية المستهدفة.
وشدد البخيت على ان الحكومة تولي اهمية كبيرة للمحافظة على البيئة, اذ تعتبرمن اهم المعايير الواجب توفرها في الاستثمارات, وخصوصا في المناطق ذات التصنيف البيئي العالي (المناطق الحساسة) من حيث خطوط الخدمات واستخدام الطاقة البديلة وغيرها0
واعرب عن ثقته بان استكمال حلقات سياحية قائمة، ضروري للتركيز على المناطق التي يتم فيها تطوير المنتج السياحي وتتوفر فيها اهم مقومات استمرارية هذا المنتج ونموه0
واكد البخيت انه كان لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة كبيرالاثر لتطوير التجربة الاردنية في مجال تشجيع الاستثمار من حيث مأسسة هذه العملية, عبر التنسيق العالي مع الجهات المختصة في مختلف المجالات الاستثمارية والمنظومة التشريعية المميزة، والتي تم تطويرها لتسهم بشكل كبير في تخفيض كلفة الاستثمار وحماية المستثمر أيضا.
وقال رئيس الوزراء "نحن نرى في تشجيع الاستثمارات المشتركة على المستويين الاقليمي والعربي هدفا استراتيجيا، لتعزيز ودعم المنتج السياحي العربي المشترك المبني على المقومات السياحية المتكاملة لدى الدول العربية مما يساعد على تحفيز سوق الاستثمار التبادلي بين الدول العربية".
واشار البخيت الى ان اختيار العقبة عاصمة السياحة العربية للعام2011 جاء, بمناسبة الاحتفال بيوم السياحة العالمي تحت عنوان"السياحة تربط بين الثقافات" حيث أكدت منظمة السياحة العالمية أن اختيار شعار "الربط بين الثقافات" يأتي لتسليط الضوء على دور السياحة والسفر في تفاعل ومد جسورالتعاون والتآلف بين ثقافات العالم مع بعضها البعض مما يشكل فرصة هائلة لتعزيز السلام العالمي.
من جهتها اكدت وزيرة السياحة والاثار الدكتورة هيفاء ابو غزالة اهمية المؤتمر في تباد الخبرات والحديث في مجال الاستثمار السياحي الذي اضحى احد اهم اعمدة الاقتصاد على جميع الصعد العالمية والاقليمية والمحلية.
واشارت الى ان السياحة اتخذت موقعا متميزا ضمن المنظومة الاقتصادية بحيث اصبحت تعد صناعة تصديرية لها منتجاتها واسواقها ذات المساس بحياة المجتمعات وتنميتها الاقتصادية.
وبينت وزيرة السياحة والاثار ان حجم الاستثمارات السياحية في الاردن وصل الى ما يقارب مليارا ونصف المليار دولار في العام2010 مما يؤكد الاهمية المتنامية للقطاع السياحي وبرامجه الاستثمارية المتنوعة من حيث لوظيفة والحجم المالي.
واشارت الى ضرورة دعم وتطوير سياسات واليات وبرامج الاستثمار السياحي.
واوضحت وزيرة السياحة والاثار ان الوزارة قامت بانتاج خارطة استثمارية تعكس غنى وتنوع المنتج السياحي الاردني مع التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في ادخال المجتمعات المحلية كشريك اساسي في العملية الاستثمارية مع مراعاة البعد الجغرافي بحيث غطت الخارطة مساحة المملكة.
وقال الامين العام لمنظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي ان الاردن يمثل قصة نجاح في قطاع السياحة نظرا للدعم الكبير الذي يلاقيه من القيادة الهاشمية.
واكد أن صناعة السياحة والسفر ظاهرة مركزية مهمة وفريدة في عصر العولمة، مشيرا الى أنها تشكل2ر5 بالمائة من الناتج القومي العالمي وقيمتها الاقتصادية.
واضاف أن سياسات التنمية السياحية في الاردن تقوم على أسس وطنية وتشكل قصة نجاح يعتز بها الاردنيون، مشيرا الى أن ايمان القيادة السياسية بأهمية هذا القطاع هو الذي دفعها خطوات عديدة الى الامام.
واشار الى ان السياحة تقف الان على مفترق طرق نتيجة التحولات التى يشهدها العالم منذ الازمة المالية العالمية.
وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهد آل فهيد أن حجم الخسارة التى تكبدتها السياحة العربية جراء التطورات التى شهدتها المنطقة اخيرا بلغت7 مليارات دولار، مؤكدا ان مؤتمر العقبة الاقتصادى الثاني يكتسب أهمية كبرى كونه يأتي متزامنا مع انعقاد أعمال الدورة الرابعة عشرة لمجلس وزراء السياحة العرب.
وأضاف آل فهيد أن مؤتمر وزراء السياحة سيناقش حزمة الاجراءات والتوصيات التي خرج بها اجتماع شرم الشيخ السياحي العربي الاخير والتي تتضمن طرح خطة استراتيجية للسياحة العربية يتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.
وكشف رئيس المنظمة العربية للسياحة عن أن منظمة السياحة العربية وقعت مع البنك الاسلامى اتفاقية تتعلق بالاستثمار السياحي والمخاطر السياسية، معربا عن أمله في أن يخرج وزراء السياحة العرب خلال مؤتمرهم بقرارات تخدم صناعة السياحة وتحقق الكثير مما نتطلع اليه فى هذا المجال.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس عيسى أيوب أن المدينة تكتسب أهميتها كونها الموقع التجاري المهم والميناء البحري الوحيد الذى يربط الاردن بدول العالم.
وعرض ايوب اهم المشروعات العقارية والسياحية التي اقيمت في المنطقة الخاصة والتي من شانها ان تعزز من تنافسية العقبة في المجال السياحي وسط تنامي حقيقي للمنافسة في هذا المجال اقليميا.
من جهته قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي ان المؤتمر سيسلط الضوء على المزايا والتحديات التى تواجه الاستثمار السياحي مع استعراض مشروعات الاستثمار السياحي فى مدينة العقبة والنجاحات التى حققتها العقبة فى هذا المجال، معتبرا أن مدينة العقبة هى نتاج جهود خلاقة قامت بها القيادة الهاشمية وأن اختيارها عاصمة للسياحة العربية للعام 2011 يأتي نظرا لموقعها الاستراتيجي وتنوع مقاصدها السياحية اضافة الى النهضة العمرانية التي تشهدها.
وعرض الكباريتى الانجازات التى حققتها العقبة على الصعيد الاقتصادي والسياحي وقال "انها أصبحت من بين أهم المناطق الجاذبة للاستثمار فى المنطقة.
ووقعت بحضور رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت اتفاقيتا تعاون بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وكل من حكومتي مملكة البحرين ودولة الكويت.
ونصت اتفاقية التعاون في الميدان السياحي بين الأردن والبحرين التي وقعتها وزيرة السياحة الدكتورة هيفاء ابو غزالة ووزيرة الثقافة البحرينية الشيخه مي بنت محمد آل ثاني على تبادل المعلومات والنشرات والإحصاءات والدراسات السياحية بين البلدين ودعوة الهيئات والجهات الرسمية المسؤولة عن الترويج السياحي للقاء متخصص لبحث آليات تسويق سياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية في الأردن.
كما نصت الاتفاقية على تشجيع المستثمرين في البلدين على إقامة مشروعات سياحية مشتركة وتبادل البرامج التدريبية والمناهج الدراسية المطبقة في المعاهد ومراكز التدريب السياحي والفندقي إضافة الى تبادل التشريعات والأنظمة المتعلقة بالأنشطة السياحية بمختلف مكوناتها.
أما اتفاقية التعاون مع دولة الكويت التي وقعتها وزيرة السياحة الدكتورة هيفاء ابو غزالة ووزيرة التجارة والصناعة الكويتية الدكتورة اماني بورسلي فقد نصت على تبادل الخبرات في مجال الحد من الآثار السلبية للازمات والأوضاع الطارئة وسبل استعادة الثقة بالمنتج السياحي في الأسواق المصدرة للسياحة وتشجيع وكالات السفر والسياحة لإيجاد آلية لتنظيم برامج سياحية لكلا البلدين.
كما نصت الاتفاقية على تبادل الزيارات للمثلي وسائل الأعلام المختصين بالجانب السياحي على الفعاليات السياحية وعلى التطور السياحي والمجالات السياحية الجديدة.