ريف دمشق " المسلة " … تحتضن مدينة الضمير الواقعة شرق دمشق على بعد حوالي 45 كيلومترا الكثير من الاوابد الأثرية مثل خربة الماطرون وسد أرينبة والبرج والمعبد الروماني القائم في وسط المدينة القديمة والذي يعد أحد أهم المعالم الأثرية ويصنف كأفضل بناء كامل يعود إلى الحقبة الرومانية على مستوى محافظة ريف دمشق.
وما زال المعبد الذي بني بأحجار كلسية كبيرة يحافظ على كل أجزائه عدا السقف رغم تاريخ بنائه الذي يعود حسب تقديرات الباحثين إلى العام 245 ميلادي كبناء مكرس للإله زيوس كبير الآلهة عند الرومان.
وبينت دراسات أثرية أجريت على الموقع عام 1985 من قبل بعثة ألمانية أن المعبد بني في فترة تراوحت بين 10 إلى 20 سنة بينما تنفي الحفريات هذه الرواية وتؤكد أن بناء المعبد استغرق مئة سنة على الأقل. وقال الباحث الأثري محمود حمود ان معبد الضمير بقي مجهول المعالم لغاية مطلع القرن الماضي وظل مختبئاً طوال العصور الماضية وراء جدران بيوت الفلاحين حيث لم يكن ظاهرا منه إلا الأقسام العليا إلى أن جاء في العام 1904 الباحث الأثري الأمريكي بوتلر ليصف المعبد ويرسم مخططا له.
واعتبر حمود أن عنصر التميز في معبد الضمير بالنسبة لفن العمارة الرومانية يظهر في شكل بوابات المعبد ذات المدخلين المتوازيين والتي تعتبر فريدة النوع في العمارة الرومانية حيث يوجد على مدخل المعبد مدخلان موازيان يعلوهما قوسان كبيران يؤديان إلى ردهة لها مداخل كبيرة تقود إلى الحيز الداخلي المربع الشكل تقريبا.
وأضاف ان بناء المعبد كان بالأصل بوابة للمرور ويبدو أنه تحول إلى معبد في فترة لاحقة ويستدل على ذلك من الكتابات اللاتينية المنقوشة على الجدران موضحاً أن الدراسات أشارت إلى احتمالين حول هذا البناء بانه اما بوابة لمعبد بني خلفه او استخدم كمعبد ولكنه بني أساسا لاستعمالات أخرى.
ورأى حمود أن اللقى التي عثر عليها في الموقع من أعمدة كبيرة وتيجان تنتمي لبناء أكبر من هذا البناء والتي من الممكن أن تكون هي المعبد غير الظاهر حاليا ما يؤكد الراي بان هذا البناء هو بوابة لمعبد اندثر في فترات لاحقة ولكن هذه الاحتمالات لاتحل إلا من خلال متابعة الحفريات.
وتابع حمود ان طول المعبد 20 متراً وعرضه 16 متراً وارتفاعه 8 أمتار وتبرز على زواياه الخارجية أربعة أبراج مؤلفة من عدة أدراج ومقسمة في الداخل إلى عدد من الغرف باستثناء البرج الجنوبي الشرقي الذي يحوي درجاً يقود إلى الطوابق العليا وإلى سطح البناء.
ويزين الجدران الخارجية للبناء عضادات ملتصقة تحمل تيجانا مركبة على الطرازين الدوري والكورنثي وهي بدورها تحمل كورنيشا ضخما وهناك كتابة رومانية أخرى عبارة عن محضر دعوى رفعت في إنطاكية أمام الإمبراطور الروماني كراكلا بشأن قضية تتعلق بهذا الهيكل.
ونظراً لأهمية الموقع الأثرية والتاريخية توالت عليه بعثات التنقيب الوطنية والأجنبية وحملات الترميم والتي كان آخرها العام الماضي والتي بلغت كلفتها 5ر1 مليون ليرة وتضمنت اكمال الواجهات وتنفيذ بعض أعمال الصيانة والترميم إضافة إلى إعداد اضبارة استملاك للعقارات المحيطة بالموقع لكشف المبنى وتنقيب محيطه الذي يعد باكتشافات مهمة.