اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الإعلام والجريمة الكاملة

 بقلم / وليد عبدالرحمن

لم يكن هناك من يرضى عن زواج السلطة والمال فى النظام السابق الا من كان مستفيدا من هذا الزواج الباطل ، غير أن الثورة البيضاء العظيمة للشعب المصرى والتى فجرت كل عناصر المقاومة لكل ما هو خطأ فى المجتمع يبدو إنها لم تصل إلى الاعلام الذى يقاومها بكل السبل بل وأحيانا تعتقد إن لم تكن على قناعة بأن هناك من يستخدم الاعلام ليوأد الثورة فى مهدها ووجدنا زواجا جديدا للمال والاعلام !!.

ويعتقد عدد ممن يريدون إستغلال الاعلام أنهم يمكنهم تنفيذ الجريمة الكاملة فى حق الثورة المصرية بحيث يحققون كل اهدافهم دون أن يتركوا أى أثر ولكنهم نسوا أو تناسو إن الشعب المصرى قام بالثورة وحطم كافة حواجز الخوف وأصبح يعى كل ما يدور حوله ويمكنه كشف كل محاولات تزييف الواقع ومحاولات التربح من الثورة أو وأدها .

وعندما تجلس أمام أى من برامج التوك شو فى الفضائيات المختلفة تجد انتشارا واسعا لمباريات من الصراخ التى يتبارى فيها المذيعون استجداء للشعب المصرى وانصار الثورة ، فيما تتأكد بما لا يدع مجالا للشك انه فى ذات اللحظة فأن الثورة تبكى على من يريد العودة إلى العهد البائد من خلال خطة محكمة تبدأ بكسب تعاطف الجماهير ثم الاجهاز على الثورة وعلى مقدراتها وإبراز اطواق النجاة التى تبعد تماما عن مطالب الثورة ومكتسباتها عن طريق الاعلام.

ورغم عدم امكانية تعميم الاتهام على الجزء الاكبر من المذيعين الا أنك تجد الانواع التى ظهرت بعد الثورة فى الفضائيات المختلفة ، منهم من يريد أن يغسل يديه من جرائمه الاعلامية التى ارتكبها مع النظام السابق أو إرتكبها النظام السابق وقام بتجميل وجهه بل وروج لافعاله على أنها نجاحات .

ولاغضاضة أن تتحدث عن عملية الخداع الكبرى التى يقوم بها البعض من المذيعين والمذيعات حيال الشعب حتى يحصل كل منهم على لقب " مذيع الثورة "أو "مذيعة الثورة "، والتأكيد على أنه كان ضد النظام وكان دائم النقد له ولافعاله ولقراراته ، رغم أن الجميع يعلم تماما إن هذا الامر … حق يراد به باطل ، فهو كان ينتقد الموضوعات التى كان النظام يطلب منه نقدها وللحدود التى يتم توجيهه اليها والكل فى الحقل الاعلامى يعلم جيدا الاجتماع الاسبوعى والذى كان غالبا يعقد يوم الاربعاء لوزير الاعلام المتهم بالفساد حاليا آنس الفقى مع المذيعين والمذيعات لتوزيع الادوار والضيوف عليهم سواء من القنوات الرسمية أو الخاصة .

والفساد الاعلامى الذى يجعل الاعلام يصرخ يمتد للمقارنة الواضحة و الصريحة بين الدور الحقيقى للاعلام المصرى حاليا ونظيره العراقى سابقا ، مقارنة مع الفارق حيث كان الاعلام العراقى يعمل فى ظل أجندة أمريكية واضحة أحتلت العراق وكانت تريد أن تنشر فيه الفساد فى كل مكان وتدمر كل شىء فيه ، اما الثورة المصرية فقامت لتطهر مصر من نظام فاسد وتقر العدالة والمساواة ، ولكن المشكلة المصرية إنه لا أحد يعلم من وراء الاعلام الفاسد حاليا هل رجال أعمال يريدون العودة إلى السيطرة على اقوات الشعب المصرى ثانية والتحكم فى مقدراته الحياتية ، كما كانوا أيام النظام السابق أم أياد أجنبية أو عربية تريد الوثوب على الوطن وثرواته وشعبه.

ويلفت نظرك سريعا الهرولة التى قام بها بعض رجال الاعمال لانشاء قنوات فضائية أو السيطرة على صحف مستقلة أو إصدار صحف جديدة وهو الامر الذى يطرح علامة إستفهام كبيرة جدا حول الهدف من هذا الاتجاه ، حتى إن أحدهم يحاول شراء كل القنوات الجديدة لعمل غسيل مخ للشعب المصرى ، ومن المؤكد إن من يلتقى فى اى من المقاهى أو الفنادق التى يلتقى فيها المذيعون المشار اليهم سيرى حواراتهم حول الثورة وكيف أنهم غير مؤيدين لها بل ويؤكد عدد منهم أنها ضد مصلحة مصر !! وهو ماسمعته من بعضهم بالفعل .

وهناك العديد من الدراسات والتقارير التى أكدت إنه بالرغم من البيئة السياسية المشجعة لتطوير أداء الإعلام المصرى الحكومى والمستقل إلا أنه لم يكن عند مستوى طموح الشعب المصرى الذى توقع أن تحدث ثورة فى وسائل الإعلام المصرية الحكومية والمستقلة، فالإعلام في حقيقة الأمر ما يزال منفصلا عن نبض الجماهير .

والمسئولية الان تقع على عاتق الشعب بأكمله فى كشف زيف هذا الاعلام المضلل والعمل على تفويت الفرصة على من يريد قتل احلام هذا الشعب الذى يحلم بإنجاح الثورة التى أصبحت نبراسا لحرية الشعوب فى العالم أجمع .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled