Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة تغيّر المعلومات التاريخية المكتوبة عن قلعة الكرك

عمان "المسلة"…. غيّرت وزارة السياحة والاثار المعلومات التاريخية المتعارف عليها عالميا المتعلقة بقلعة الكرك الاثرية, على نحو خاطئ بحسب وصف مختص في علم الآثار.

وكانت وزيرة السياحة والآثار طالبت مديرية سياحة محافظة الكرك العمل على تغيير المعلومات المكتوبة باللوحات المعلوماتية داخل قلعة الكرك التي تخص عبارة القلاع الصليبية في الأردن لتصبح القلاع الاسلامية خلال الفترة الصليبية, وهو ما تم بالفعل وأكده مصدر مطلع في مديرية آثار الكرك.

وبحسب الكتاب الصادر عن وزارة السياحة والاثار وحصلت العرب اليوم على نسخة منه فقد طالب مدير سياحة محافظة الكرك بناء على تعليمات من وزيرة السياحة والاثار الدكتورة هيفاء أبو غزالة مدير آثار الكرك العمل على تغيير المعلومة المكتوبة.

وفي الوقت الذي تم فيه تغيير المعلومات التاريخية المتعارف عليها حول القلعة, أكد خبير في علم الاثار ان هذا التغيير خاطئ, مشيرا ان قلعة الكرك تعتبر من أبرز المواقع التي تعاقبت عليها الحضارات الاستيطانية, كما انها آخر القلاع التي تم تحريرها على يد القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي.

وقال ان الموقع تراكمت عليه فترات استيطانية عميقة كونه يعتبر موقعا استراتيجيا بالغ الاهمية في العصور القديمة, لذلك فان الصليبيين قاموا بالاستيطان في الموقع وفي القلعة لفترات طويلة, وعملوا على بناء اجزائها الرئيسية, كما حصل للعديد من الحضارات الاخرى التي استوطنت الموقع ابرزها الحضارة الاسلامية.

واضاف: نتيجة تعاقب الحضارات التي استوطنتها فان اجزاء كبيرة منها تم بناؤها في تلك الحضارات منها الصليبيون واخرى تعود للحضارة الاسلامية, اهمها الابراج التي تعود لفترة دولة المماليك ومنها برج الظاهر بيبرز.
 

تقع مدينة الكرك على هضبة مثلثة ترتفع 900 م عن مستوى البحر, يحيط بها أسوار اثرية تشكل المدينة القديمة, وتشكل قلعتها التي تعتبر من اهم القلاع التي يقصدها السياح الاجانب خلال زيارتهم للمملكة, القمة الجنوبية الطبقية لهذه المدينة, وقد بناها الصليبيون بعد ان سيطروا على هذه المدينة في القرن الثاني عشر للميلاد.

يبلغ طول القلعة 220م وعرضها 125م من الجهة الشمالية و(40)م من الجهة الجنوبية حيث تطل على واد ضيق زادته قناة المياه عمقاً. وجعلته اكثر ارتفاعاً, وشهدت المدينة وقلعتها الحصينة احداثاً تاريخية هامة وتحولات حضارية وملوكاً وممالك وأمماً سادت وظلت هذه المدينة محافظة على عراقتها وهي مدينة اردنية متميزة, اذ تمتاز بوجود عدد من المباني العثمانية التي تم ترميمها وبنيت بدقة من حجر جيري أملس, في حين أن القلعة التي نراها الآن شهدت تقلبات ومعارك عسكرية فاصلة.

فبعد أن كانت الكرك مركز المملكة الصليبية خاصة في عهد الأمير رينالد دو شانيون الذي كان مشهورا بتهوره ووحشيته من خلال خرقه لكل المواثيق والمعاهدات التي كانت توقع معه الا أنه يتصرف بوحشية ويتعرض لقوافل التجار والحجاج في طريقهم الى مكة المكرمة.

وشن حملات على عديد من الموانئ العربية على شواطئ البحر الأحمر وبلغت فيه الوقاحة والغطرسة أنه حاول تهديد موطن الاسلام الأول مكة المكرمة, الأمر الذي دفع صلاح الدين الى استجماع قواه العسكرية وقام بحملة قوية على هذه المدينة ونجح في طرد الصليبيين منها وأصبحت هذه القلعة فيما بعد حصنا عربيا أيوبيا استخدمه صلاح الدين موقعا لاطلاق أسلحته ومنجنيقاته على قوات الصليبيين حتى أخرجهم من المنطقة.

حين تعرض القائد الصليبي (رينالد) لقافلة كبيرة عام 1177م كان رد صلاح الدين الأيوبي سريعا وقاسيا. فقرر صلاح الدين مهاجمة حصون الصليبيين وألتقى الجمعان في سهل طبرية قرب حطين في معركة انتصرت فيها القوات الاسلامية نصرا قويا مهد لتحرير القدس فيما بعد. وقد كان صلاح الدين كالعادة متسامحا فقد أطلق سراح الأسرى الا واحدا هو (رينالد) الذي حرص على اعدامه بنفسه.

وتحقق هذا النصر الساحق بعد حصار امتد أكثر من ثمانية أشهر, وهكذا عادت الكرك ثانية لايدي الدولة الإسلامية واصبحت مركزاً إدارياً لمقاطعة تضم مناطق واسعة في الأردن بل غدت عاصمة دولة المماليك وشهدت الصراع على السلطة بين أولئك السلاطين, الأمر الذي عرضها خاصة قلعتها لقصف المدفعية التي كانت تستخدم البارود. فقد احتدم الصراع بين السلطان الناصر احمد مع اخيه وخليفته السلطان صالح اسماعيل حيث استطاع الأمير أن يسيطر على القلعة ثانية.

في عهد السلاطين الايوبيين والمماليك تم بناء تحصينات وابراج وبوابات للمدينة والقلعة على حد سواء أما في العصر الحديث فقد استولت الإدارة التركية التي كانت تسيطر على بلاد الشام على الكرك وقلعتها وحولت بلاط المماليك داخل القلعة الى سجن وظلت كذلك الى أن سددّت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي ضربة قاضية للحكم التركي الذي سقط نهائياً عام 1918م.
 

 

المصدر: زاد الاردن الاخباري

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله