Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سياحة اليمن تتكبد خسائر قيمتها 560 مليون دولار منذ بداية الاحتجاجات بها

صنعاء "المسلة"…. وصل حجم الخسائر التي تكبدتها شركات يمنية جراء انهيار القطاع السياحي، منذ بدء موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ فبراير الماضي ، الى ما يتراوح بين 400 و560 مليون دولار امريكي ،حسبما قدر رجال أعمال ووكلاء للقطاع السياحي في اليمن.

واشارت تقارير لشركات سياحية إلى انه تم اغلاق 40 بالمائة من المنشآت السياحية، فيما تم تسريح 30 بالمائة ومنح اجازات اجبارية بدون راتب لما نسبته 35 بالمائة من حجم العمالة في هذا القطاع .

وأشار رجال الاعمال والوكلاء للقطاع السياحي اليمني في تصريحات منفصلة لوكالة (شينخوا) إلى أن خسائر المنشآت العاملة تشمل مختلف مجالات مثل طعام وشراب وايواء وسفر ونقل، وقد غادر ما يقرب من 250 الف سائح أجنبي وعربي ومحلي، لتصل الخسارة الى ما يقرب من 5 ملايين دولار اضافة الى الغاء حجوزات لنحو نصف مليون سائح من مختلف البلدان الاجنبية بخسارة ما يقرب من 878 الف دولار، وبالتالي تراجع معدل الاشغال في المجالات وتراجع اسعار الاقامة بنسبة حوالي 50 بالمائة.
 

وحسب رجال الاعمال، فأن الخسائر تشمل ايضا زيادة معدل النفقات التشغيلية واستمرارها بنسبة 55 بالمائة، ويرجع سببه الى إنهيار القطاع السياحي وتوقف الحركة السياحية والغاء الطلب على اليمن في السوق السياحية الدولية ومساهمة الاحساس بانعدام الامن في مضاعفه حجم ووطأة التحذيرات الصادرة من قبل سفارات بعض البلدان الاجنبية في اليمن والقاضية بمنع رعاياها من السفر لليمن واعتباره من المناطق الخطرة بالاضافة إلى تبعات أزاله اليمن من قوائم التسويق الدولية التابعة للشركات السياحية المصدرة للسياحة، وزيادة نسبة الديون على المنشآت السياحية بنسبة تتراوح ما بين 33- 44 بالمائة وتسريح العاملين واغلاق المنشآت وتلف الكثير من المعدات والتجهيزية واعطابها.

وأوضح رئيس شركة بازرعة للسفريات والسياحة زغلول بازرعة أن الخسائر التي تكبدتها المنشآت السياحية العاملة في قطاع السياحة المختلفة كبيرة جدا خلال الثمانية الاشهر الماضية منذ بداية الازمة السياسية وتتراوح ما بين 50- 70 مليون دولار شهريا .

فيما بين المدير التنفيذي في شركة ابو طالب للسفريات والسياحة محمد أبو طالب إلى أن العديد من المنشات أيواء وطعام وشراب ونقل اغلقت وهناك بعض المنشآت" تحملت ديون اضافيه بنسبة 33 بالمائة" وأخرى تم تسريح موظفيها واعطاء الاخرين اجازات بدون راتب .

من جهته أشار رئيس شركة العامري للسفريات والسياحة طه العامري أن أبرز الخسائر التي تحملتها الشركات الغاء حجوزات كثيرة لسياح كانوا قادمين إلى اليمن خلال الموسم السياحي لهذا العام جراء الازمة السياسية أدت إلى خسارة البلد أكثر من مليون دولار من العملة الاجنبية كانت هي عائدات اليمن من السياحة وستضاف إلى الدخل القومي، هذا بالاضافة إلى خسارة السمعة التي خلفتها هجمات تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية واثرها على كامل اليمن.
 

فيما قال مدير فندق الشميري بلازا بمدينة صنعاء عبد الله الشميري، أن السياحة "تدهورت بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمسلحة في اغلبها والأوضاع الأمنية المتوترة في اليمن عموما"، لافتا إلى أن السياح الاجانب "عزفوا" عن زيارة اليمن بسبب "الوضع الامني المتدهور واصدار التحذيرات التي تمنع السفر إلى اليمن" .

وأضاف أن انتشار الاخبار عن تواجد تنظيم القاعدة في بعض المدن وتأثيراته وعدم تأمين شبكة المواصلات التي تربط بين المحافظات اليمنية"، موكدا أن ذلك أدى إلى "تدني ايرادات الفندق ودفعنا لتسريح عدد من العمال" ،بالاضافة إلى" تقشفنا في النفقات ما أدى إلى تدني مستوى الخدمات "، و"تخفيض" اسعار الغرف بما يمكن من إرضاء الزائر المحلي ".

لكن الشميري أشار إلى أن مسعى "جذب الزائر المحلي لتغطية وتسديد فواتير خدمات المياه والكهرباء أفضى بدوره في تعطيل الكثير من التجهيزات الخاصة بالفندق واتلافها بسبب غياب الوعي لدى الزبون المحلي " ومع ذلك لم نستطع تغطية النفقات التشغيلية واصبحنا مديونين".

في هذا السياق كشفت تقارير خاصة بشركات سياحية حصلت عليها (شينخوا) أنه تم اغلاق عدد من الفنادق والمطاعم من الدرجة الثالثة والرابعة في كل من محافظة مأرب وأبين وعدن وصنعاء والمحويت ولحج وحضرموت، واشارت إلى انه تم اغلاق 40 بالمائة من المنشآت السياحية، فيما تم تسريح 30 بالمائة ومنح اجازات اجبارية بدون راتب لما نسبته 35 بالمائة من حجم العمالة في هذا القطاع.

وبينت التقارير أن المنشأة الفندقية الواحدة من هذه المنشآت كانت تكبد الشركة المشغلة مبلغ ثلاثة ملايين ريال شهريا في ظل اغلاق الكثير من المحافظات اليمنية في وجه السياح الاجانب في مقدمتها ما يعرف في لغة السياحة اليمنية "بمثلث الشر" محافظات الجوف وشبوة ومأرب المغلقة منذ اكثر من سبع سنوات مضت والتي شهدت مقتل سبعة سياح اسبان في هجوم ارهابي في 2 يوليو 2007م.

وكان وزير الصناعة والتجارة اليمني في حكومة تصريف الاعمال الحالية هشام شرف أشار في وقت سابق إلى أن الأزمة السياسية أضاعت على اليمن موسماً سياحياً واعداً في ظروف مناخية جيدة، مشيراً إلى أن عائدات السياحة كانت العام الماضي 1.1 بليون دولار، لكنها خلال العام الجاري لن تقترب حتى من 50 مليون دولار، والسبب المخاوف والتهويل في الخارج في شأن الأمن في اليمن.

وتوقع مسؤولون حكوميون ومراقبون محليون انخفاض عوائد السياحة لعده أعوام قادمة بسبب "عزوف" السياح الأجانب عن زيارة اليمن "وتعاظم المخاوف" من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة في ظل الحرب المفتوحة المستمرة بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم في أكثر من منطقة والتي افضت حتى الان عن قتل أكثر من" 30 عنصرا من اعضاء التنظيم" حسب اعلان مسئولين حكوميين.

وفي هذا الصدد، اشار وكيل وزارة السياحة اليمنية عبد الجبار سعيد إلى ان حجم الخسائر التي تكبدها اليمن جراء الازمة السياحية يمكن معرفتها بالنظر إلى عائدات اليمن من السياحة للعام الماضي، موكدا أن "عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن، أدى إلى اغلاق الكثير من المنشآت السياحية وتدهور اوضاع السياحة بشكل كبير وتوقف الحركة السياحية تماما"وتزايد نسبة التحذيرات الصادرة بشأن اليمن من البلدان المصدرة و"الاستغناء عن بعض العمالة في هذا القطاع والمقدرة بمليون ونصف عماله مباشرة".
 

واكد بأن الاحتجاجات الحالية ضد نظام الحكم والاحتجاجات التي شهدتها مدن الجنوب من قبل والحرب ضد القاعدة والتمرد المسلح لجماعة الحوثي في الشمال من قبل جميعها " سلسلة أحداث متواليه أضرت بالسياحة وحركتها، وأدت إلى توقف عملية الاستثمارات والتنمية في البلاد بمختلف المجالات بما فيها القطاع السياحي".

ومعروف بأن الاقتصاد اليمني المتعثر يظل بحاجة ماسه لعوائد السياحة التي تمثل ثلاثة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. وسجلت عائدات السياحية اليمنية في العام عام 2010 ارتفاعا طفيفا بنحو 347 مليون دولار عن العام 2009 لتصل إلى مليار و161 مليون دولار، وبنسبة زيادة بلغت 28% حسب تقارير رسمية.

وأشار التقارير إلى زيادة عدد السياح الأجانب الوافدين إلى اليمن من مختلف دول العالم خلال نفس الفترة بنحو 102 آلف سائح، وبنسبة زيادة بلغت 24%، فيما انخفض عدد السياح اليمنيين الوافدين (المقيمون في الخارج) في هذه الفترة بنحو 105 آلاف سائح بنسبة تراجع بلغت 18%.

وبلغ السواح الوافدين إلى اليمن في عام 2010 مليون و247 ألفا و62 سائحاً مقارنة بـ948 ألفاً و118 سائحاً في عام 2007 .
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله