افتتح وزير السياحة فادي عبود مهرجانات نهر ابراهيم السياحية الثقافية، في حضور العميد ميشال عواد ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، النائب وليد خوري، العقيد الركن ادوار ابراهيم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس بلدية نهر ابراهيم طوني مطر، فاعليات المنطقة السياسية، الثقافية والدينية.
بعد كلمة لرئيس لجنة مهرجان نهر ابراهيم السياحية سامي صليبا، ألقى رئيس البلدية طوني مطر كلمة رحب فيها بالحضور "على البقعة الاكثر ارتباطا بالتاريخ، على ضفة نهر ادونيس". واعتبر "ان هذه المهرجانات التي تؤدي الى تشابك الايدي لتشكل حلقة في سلسلة المهرجانات المتتالية، بخاصة ان هذا المهرجان تتلاقى فيه جمال الطبيعة مع الشعوب التي حولت الصخور الى عالم واسع من الفن والعمران، وقد عمد بعض المصانع الى تخريب جمال الطبيعة بتلويث النهر". وطالب وزارة السياحة ب"الدعم من أجل الاستمرارية، ووضع خطة شاملة للتوعية البيئية ولاصدار مرسوم الالتزام البيئي وتشجيع اقامة المهرجانات في كل المناطق".
ثم، تحدث الوزير عبود فقال: "هذه المهرجانات التي تعم مختلف المناطق اللبنانية هي مهرجانات الفرح والتلاقي، فكيف اذا كانت في منطقة نهر ابراهيم التي يمر بها النهر العظيم، وبالتالي فمن الصعوبة ان أتحدث عن أدونيس وعشتروت والتاريخ والحضارات التي مرت على هذه الارض والتي تعتبر من أهم الحضارات في العالم. ماأريد قوله اليوم في هذه الكلمة ان هذه المهرجانات كانت المميزة في سياحة العالم 2011، وبالتالي فان السياحة تؤمن اليوم 22 في المئة من الدخل القومي وبالتالي قد يكون القطاع الاهم في لبنان ويضم موظفين ينتسبون الى الضمان الاجتماعي أكثر من القطاع الصناعي".
وتابع: "قلبي قسمته الى قسمين:قسم صناعي والقسم الآخر سياحي، وردا على ما قاله رئيس البلدية، فانا اؤكد انه لا يوجد صناعة ملوثة بل صناعي ملوث لا يحترم القوانين بخاصة القوانين البيئية، لكن هناك صناعيين يحترمون القوانين والبيئة وبالتالي من المفروض التعاون على هذه الارض، هذا النهر الذي ورثناه لا يمكن ان نلوثه لان الصناعة لا يمكن ان تكون سبب الويلات والتلوث، لان الصناعة تؤمن فرص العمل وهي الخلق والابداع والانتاج المميز".
وتحدث عن الواقع السياحي، فقال: "في العام 2010 دخل الى لبنان مليونان و162 الف سائح منهم 600 الف سائح دخلوا عبر البر عن طريق سوريا، في تموز الماضي تراجعت السياحة البرية بنسبة 83 في المئة، وبعدما كان يدخل برا حوالى ال 100 الف سائح دخل 20 الف في شهر تموز الماضي، وبعدما كان عدد السائحين الاردنيين 34 الفا دخل في الشهر المذكور 3 آلاف فقط ".
وتساءل: "ماذا فعلنا للتعويض عن هذه الخسارة، لا شيء. ولكن هل تعلمون ان أغلى سعر تذكرة سفر من اوروبا الى الدول العربية هي في لبنان، لم نتمكن من تخفيض سعر تذكرة السفر من عمان الى بيروت لتأمين النقص الحاصل، كذلك لم نتمكن من تأمين استراحة على الحدود البرية، لم نتمكن من تخفيف الضغط على المسافر عبر المطار لان اكثر من 7 أشخاص يدققون في جوازه، لم نتمكن من معالجة قضية تاكسي المطار على الرغم من عشرات النداءات التي توجه الى الوزارة لمعالجة ما يتعرض له السائح".
وقال: "لماذا لم نتمكن من ذلك، لان وزارة السياحة ليس لها اي دور في سياسة النقل لا من قريب او من بعيد، لان وزارة السياحة ليس لها سلطة في المطار.التراجع في عدد السياح قد يصل هذه السنة الى نسبة 25 في المئة، لكن الانفاق السياحي زاد عن السنة الماضية بخاصة ان هناك زيادة في عدد السياح من اوروبا واميركا وافريقيا، لكن التراجع كان من الدول العربية لاسباب معروفة".
وتابع: "لبنان ليس سياحة السوليدير والملاهي الليلية. لبنان هو السياحة المتنوعة وبخاصة السياحة الدينية وقد يكون لبنان هو البلد الوحيد الي يضم على ساحة لا تتعدى ال 5 كيلومترا 4 قديسين، بينما نلاحظ ان في ضواحي مدينة لورد في فرنسا هناك 106 آلاف غرفة فندقية بينما لبنان كله لا يضم اكثر من 10 آلاف غرفة، وهذا دليل على تعاظم دور السياحة الدينية التي ينعم بها لبنان من أقصى شماله الى أقصى جنوبه مرورا بالجبل والبقاع".
وقال عبود: "كيف لوزارة السياحة ان تعمل، لقد قمنا بسياسة ترويجية من لا شيء، كل الاعلانات التي ترونها او تشاهدونها في الصحف وعلى شاشات التلفزة مقدمة من بعض الغيارى على هذا القطاع، بينما نرى ان ميزانية سوريا الترويجية تتعدى ال 35 مليون دولار، في مصر 120 مليون دولار حتى العدو الاسرائيلي يضع الملايين على سياسته الترويجية، قبرص 15 مليون دولار. كيف لوزارة السياحة ان تعمل بوجود 40 شرطيا سياحيا، والملاك يلحظ وجود 256 شرطيا، لم نتمكن من تأمين المزيد بحجة عدم وجود العناصر، بينما هناك 2200 مرافق عسكري للشخصيات السياسية".
وتابع: "لقد قدمت الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاسبوع الماضي كتابا يتضمن طلبا بعقد جلسة خاصة للسياحة لمناقشة محاور اساسية مؤثرة على القطاع السياحي ومنها لا يقع حصرا تحت سلطة وزارة السياحة مثل سياسة النقل والتأشيرات والسياحة المتنوعة، واحب ان اؤكد ان الموضوع السياحي لن يبقى على هذه الحال، لانني لا أريد ان أكون شاهد زور، وان الشعار الذي رفعته الحكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل" يجب ان يطبق بخاصة ان هذه الحكومة هي حكومة تضامن، وان السياحة هي لكل لبنان وبالتالي يجب ان نصل خلال السنتين المقبلتين الى 3 ملايين سائح".
وأكد عبود عزمه على تفريع كازينو لبنان وعدم السماح للبنانيين بدخوله. وختم: "السياحة في لبنان يجب ان تتنوع وان الشعب الذي يعمل من أجل وطنه لن يموت وسيقى لبنان منارة للعالم". اشارة الى ان الليلة الاولى من المهرجان كانت للاوركسترا الوطنية التابعة لقوى الامن الداخلي بقيادة الرائد زياد مراد.