السويداء – عمر الطويل … تمتلك محافظة السويداء مجموعة من المغر الطبيعية والمدهشة التي لعبت دور البطولة في العديد من الحكايات الشعبية وشكلت نقطة جذب سياحية حيث يقصدها الناس للاستمتاع بأجوائها الغامضة المستوحاة من أشكال الحجارة والينابيع الأثرية التي تتخللها والقصص المحكية عنها.
وقال جهاد أبو زكي مدير السياحة بالسويداء إن المديرية تعمل على إبراز المغر بغية إغناء المنتج السياحي السوري بعناصر جذب جديدة لافتا إلى أن أهم المغر التي تم استثمارها في السويداء مغارة عريقة الواقعة على بعد نحو 100 كيلو متر من دمشق في منطقة شهيرة بكثرة آثارها تشكلت قبل 450 ألف سنة بحسب الباحثين .
وتمتد مغارة عريقة في أقصى اتساع لمسافة 1460 متراً ولها فوهة سماوية بمساحة 600 متر مربع تقع تحتها المغارة وهي عبارة عن ثلاثة كهوف طبيعة متتالية بطول كيلو متر واحد موزعة على 3 أجزاء متصلة ببعضها وهي ذات منشأ بازلتي طبيعي مقطعها بشكل نصف دائرة وارتفاعها وسطيا 6 أمتار و تفصل بينها سراديب وتشكيلات صخرية نحتتها الطبيعة بإتقان لتنساب منها المياه بين الصخور وتتميز بحرارة ثابتة على مدار السنة عند درجة 17 مئوية حيث تم مؤخراً الانتهاء من بناء مطعم سياحي بطراز جميل ومنسجم مع طبيعة المغارة يتوقع بدء استثماره قريبا.
ويعتبر التجول في الكهوف والمغر اليوم سياحة مثيرة تصحبها رغبة بالاكتشاف وتعتمد في مضمونها على روح المغامرة والاستطلاع وتستحوذ على جمهور كبير يعرف بجمهور المغامرات مع إمكانية الاستفادة منها للأغراض الطبية حيث أثبتت التجارب العلمية أن نقاء الهواء داخل الكهوف والمغر ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها بيئة مناسبة لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل الربو والتحسس وأمراض الجهاز التنفسي وكذلك علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر.
وتبرز جنوب بلدة قنوات بنحو 5ر1 كم ضمن منطقة القصقيصة الحراجية مغارة قنوات الواسعة بطول يصل حتى 3 كم تقريبا وارتفاع 5 أمتار وعرض بين 5/9 أمتار وهي مغارة رائعة الجمال غير معروفة لعدم وجود مدخل نظامي وسهل لها وتعتبر الأوسع والأجمل بين المغاور المعروفة بالسويداء وتملك نقاط قوة أهمها قربها من مدينة قنوات الأثرية وموقع سيع الأثري وتل مفعلاني ومركز المحافظة والقرى المميزة بطبيعتها الخلابة وهوائها العليل مثل قنوات وسليم وعتيل و كذلك موقعها الرائع والجميل ضمن محور السويداء ظهر الجبل المقترح للتوظيف السياحي والمجاور للعديد من المشاريع السياحية المنفذة وقيد التنفيذ والمحاط بالمنطقة الحراجية (محمية الضمنة) وبموقع تل جنجله ذي الإطلالة الساحرة.
وأوضح أبو زكي أنه يجري العمل حالياً على تأهيل هذه المغارة وتوظيفها لتقوم بدور هام في إشباع روح المغامرة وحب الاستكشاف لدى السياح متوقعاً أن تشكل نقطة جذب سياحية مميزة لما تمتلكه من ميزات فريدة لسياحة المغامرات وخاصة مع جمال تلك العروق الصخرية الملونة في جدرانها الداخلية والبروزات الغريبة الممتدة عرضياً في جسمها والصواعد والنوازل المتكررة حيث تشبه في تكوينها الداخلي مغارة الضوايات في (مشتى الحلو).
كما تتصف هذه المغارة بوجود ركامات صخرية على امتدادها تشكل مصدر تهوية طبيعي لها و كذلك مجرى مائي ترك آثاره الرائعة بشكل مصاطب بالإضافة إلى الكثير من النتوءات ذات المظهر الرائع والأخاديد التي تمتد من أسفل المغارة إلى سقفها وهناك أيضاً العديد من النوازل الرائعة والمتميزة بإمكانية رؤية تشكلها حيث يمكن رؤية قطرات الماء المتجمعة في أسفلها وهي تعطي انعكاسات ضوئية خلابة عند توجيه الضوء إليها.
وإلى الشمال من قرية أم الرمان بالقرب من الحدود الأردنية نجد مغارة الهوة التي تكونت قبل نحو مليوني عام وهي عبارة عن تكوين طبيعي ومعلم سياحي قل نظيره يتألف من تشكيل بركاني كلسي التحما معا التحاماً دهرياً بشكل نادر ليصنعا لوحات تشكيلية ساحرة في تجويف ممتد داخل الأرض.
والمغارة غير معروفة البداية أو النهاية والمدخل الحالي لها هو عبارة عن هبوط في سطح الأرض على شكل فوهة (هوة) بمساحة 200 متر مربع وبعمق 7 أمتار ويظهر ممر ضيق جداً يقود نزولاً إلى جسمها وقد قام الدفاع المدني بالمسير لمسافة 1500 متر دون أن يصل إلى نهايتها.
وأشار مدير سياحة السويداء إلى أن هذه المغارة التي اكتشفت بداية القرن العشرين تتميز عن غيرها من المغاور البركانية في العالم بأنها مركبة أي أنها تتألف من مغارتين معاً تشكلت إحداهما فوق الأخرى في زمنين متباعدين لافتاً إلى توفر المساحة المناسبة ضمنها للاستثمار السياحي.
كما توجد في محافظة السويداء مغارة الدلافة الواقعة شمال شرقي بلدة الرشيدة على ضفة واد عميق يدعى وادي الشام بابها بعرض نحو5ر2 متر وارتفاع 2م وعمقها للداخل 20 مترا و بجانبها نبع ماء عذب ويزورها سكان المحافظة والمنطقة عموماً وتستحوذ على اهتمام كبير من قبل المعنيين بالبيئة.
وبين مدير السياحة أنه يوجد في هذه المغارة حوض من الماء العذب المتجمع من العين قربه شجرة تين كبيرة جداً تعد أسطورة ولا سيما أنها برزت من قلب الصخر وظلت شاهدة على المراحل الزمنية الطويلة التي مرت عليها لافتاً إلى الروعة والجمالية التي يضفيها تناغم الصخر والشجر في المغارة.