جدة "المسلة" فايز الثمالي … حولت الكثير من العوامل توجه الكثير من السياح إلى محافظة الطائف، فالاضطرابات التي تعيشها بعض الدول العربية والأجواء المعتدلة التي تنعم بها المحافظة وقربها من مكة المكرمة، أدت إلى انتعاش السياحة الداخلية في محافظة الطائف (غرب السعودية)، سواء من المواطنين أو من خارج البلاد.
ومنذ أن بدأ صيف هذا العام بدأت الكثير من الفعاليات وتهيئة الأماكن السياحية بين مدن ومحافظات السعودية والتي خلقت تنافسا لجذب المصطاف.
وتشهد محافظة الطائف هذه الأيام الرمضانية نهضة سياحية شهدت خلالها توافد نسبة كبيرة من المصطافين والزوار على المواقع السياحية والمتنزهات العامة المجهزة مسبقا لاستقبال السياح وتقديم الخدمات المختلفة لهم منذ بداية موسم الصيف لهذا العام. وتوقعت مصادر سياحية استقبال محافظة الطائف أكثر من ثلاثة ملايين مصطاف وزائر خلال إجازة الصيف في هذا العام.
القطاع السياحي في المحافظة يؤكد أن كافة القطاعات الخدمية في المحافظة قد تمكنت من استقبال أكثر من 3 ملايين زائر ومصطاف، والتي قد بدأت قوافلهم تتدفق بعد أن شدد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على وجود الدوريات الأمنية والمرورية لتسهيل حركة السير من وإلى المحافظة، إضافة إلى تهيئة الشقق المفروشة والفنادق التي اكتظت بالمصطافين منذ بداية موسم الصيف.
ويقول فيصل بن محمد آل زنان، أحد المستثمرين في قطاع الفنادق، إن الأجواء المعتدلة والبرودة سيطرت على الكثير من المصطافين بشكل لافت هذا العام من تنقل بعض العوائل إلى المحافظات المجاورة ومدينة مكة المكرمة للعمرة ومن ثم الرجوع إلى الطائف للاستقرار به في موسم الصيف.
ويضيف آل زنان أن موسم الصيف منذ سنوات يصادف شهر رمضان، ولكن وجدنا الكثير من المستأجرين في الشقق والفنادق ما زالوا موجودين في هذا الشهر بغير العادة التي جرت خروج المصطافين مبكرا قبل دخول الشهر الكريم.
وأشار المستثمر في قطاع الفنادق إلى أن هناك زيادة في عدد المستأجرين نحو 30 في المائة مقارنة بالعام الماضي. ويقول فهد العنزي أحد السياح من دولة الكويت، إن الأجواء التي تتمتع بها محافظة الطائف جعلتني أحرص على بقائي طول موسم الصيف وخلال شهر رمضان لقربها من مكة المكرمة، وكذلك مدينة جدة لذلك قررنا الاستقرار هنا خلال موسم الإجازة.
وأضاف العنزي، لقد قضيت قبل عامين إجازتي هنا ووجدت أن هذا العام كثافة في كافة المناطق السياحية في الطائف، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشقق بشكل مغاير عن السابق.
من جهته أوضح المدير التنفيذي المكلف لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار محافظ الطائف طارق بن محمود خان أن الإقبال السياحي على الطائف هذا العام يعود إلى تطور الخدمات وتنامي الخيارات أمام السياح، فضلا عن اعتدال الطقس والطبيعة الخلابة، التي تحظى بها المحافظة كالشفا والهدا التي شهده الكثير من الفعاليات والأجواء الباردة التي خيمت على تلك المناطق مما جعل الكثير من المدن والمناطق المجاورة تقضي بعضا من الوقت علاوة إلى وجود مصطافين من دول الخليج والدول العربية المجاورة.
وأضاف خان، لقد عززت الهيئة جهودها التعريفية بالإمكانات السياحية ومواقع الخدمات المختلفة عبر المنافذ، ويقدم مركز المعلومات السياحية في مطار الطائف الكثير من النشرات والمطويات والخرائط تشمل أبرز المواقع السياحية والمدن الترفيهية والمجمعات السكنية التي تسهل على المصطافين والزوار الوصول إلى المواقع التي يريدونها.
عيد السواط عضو اللجنة السياحة في الغرفة التجارية في الطائف أوضح أن الظروف المحيطة بالمملكة من اضطرابات لا شك أنها لعبت دورا هاما في تدفق الزوار والسياح في كافة المدن السعودية بشكل عام، إضافة إلى أن المدة التي قدم فيها السياح تشكل كثافة في وقت محدد وقصير فالعام الماضي قدم السياح في غرة شعبان بينما هذا العام في منتصفه.
وتضم محافظة الطائف مجموعة من المواقع السياحية، فالمصائف التي تحيط بها لا تبعد عنها سوى مسافات قصيرة جدا، ومن هنا فالحديث عن الطائف يشمل عادة ما حولها من المواقع السياحية والمصائف، ومن أهمها الشفا وهي من أجمل مصائف المملكة، وتبعد عن المحافظة مسافة عشرين دقيقة بالمركبة، وقد تم تشجير الاستراحات الواقعة على الطريق، والتي يصل عددها نحو إحدى وعشرين استراحة، بنحو سبع عشرة ألف شجرة، كذلك الهدا فتبعد عن الطائف نحو 19كم، وتشتهر بجمالها الطبيعي، نظرا لوقوعها على شفير وادي «الكرا الكبير» وقد زرعت في الهدا أكثر من ستين ألف شجرة وشتلة، وزودت الجزر الوسطية بأحواض الزهور.
أما داخل حدود النطاق العمراني فهناك متنزه حدائق البلدية ومتنزه الردف، ويعتبر أكثر المتنزهات المفتوحة في الطائف ارتيادا، وكذلك متنزه الحزام الأخضر الذي يقع على طريق الهدا – الشفا في الجهة الشرقية من المحافظة، إضافة إلى متنزه النسيم وحمى سيسد، والذي يعتبر غابة طبيعية جميلة شمال شرقي الطائف، بالإضافة إلى الكثير من المتنزهات جنوب وغرب المحافظة التي قد يزيد عددها على أربع مائة متنزه.
ويضاف إلى ذلك قصر شبرا التاريخي الذي يزوره الكثير من السياح خلال هذا الموسم، كذلك وجود خط العربات المعلقة (التلفريك) يربط منطقة الهدا ومنطقة الكرا بامتداد طولي قدره (4.2 كم وبطاقة استيعابية قدرها 1000 شخص في الساعة للاتجاه الواحد ويقع على مشارف جبال الهدا ويطل على مكة المكرمة.
المصدر : الشرق الاوسط