بينهم أساتذة جامعيون ومثقفون
الاقصر "المسلة" – محمد الصغير…في وقت يبحث فيه المواطن السوي على حقوقه المهدرة ووطن يحتويه تجد مرضى نفسيون هائمون ومشردون في الشوارع والميادين ولا يسألون الناس إلحافا يعيشون على الأرصفة وفى محطات القطارات وأسفل الكباري ليكونوا عرضة لضعاف النفوس لا سقف يحميهم من الأمطار يلبسون ملابس الشتاء فى الصيف وملابس الصيف فى الشتاء وبعضهم يهيم على وجهه في الشوارع والأزقة ليلتقط أكله من حاويات القمامة.
فى مدينة الاقصر التاريخية التى نالت حظها من تطوير الحجر مازال فيها بنو البشر من هؤلاء المرضى النفسيون كما كانوا فى السابق لا مكان يؤويهم لا احد يخفف من الامهم ويستمع لشكوهم بل ان الغالبية يتعامل معهم بسخرية وبطريقة غير أدمية تزيد من الامهم وتدمى قلوب أهليهم على ما وصلوا اليه بسبب مرضهم النفسى وبسبب عدم مقدرتهم فى السيطرة عليهم.
يقول ناصر رضوان – موظف ان هؤلاء المرضى النفسيون ليسو مسؤولية المؤسسات الحكومية فقط المتمثلة فى وزارة الصحة او الشئون الاجتماعية بل مسؤولية المجتمع باكملة لانه لا توجد حكومة فى العالم يمكن ان تحتوى جميع هؤلاء المرضى الذين يحتاجون لرعاية من قِبل الآخرين.
ويؤكد الشيخ حسن عبد الحكيم ان غياب الوازع الدينى للمحيطين والمتعاملين مع هؤلاء المرضى يكون سببا رئيسيا فى تأخر حالاتهم لأنهم يجهلون ما أمرنا به ديننا الحنيف من كيفية معاملة هؤلاء المرضى وهناك أحاديث تقول فى ما معناها انه ليس على المريض حرج وانه يرفع القلم عن المجنون حتى يعقل او يفيق ولكن للأسف تعامل الغالبية مع المرضى النفسيون غير أدمى وهذا خطا وذنب يقترفوه فى حق المرضى لأنهم لا يستطيعون رعاية أنفسهم لعدم وجود مستشفى للإمراض النفسية فى الاقصر وغياب ثقافة التعامل مع هؤلاء المرضى.
محمد نور – يعمل بالسياحة يقول ان اعداد المرضى النفسيون تتزايد فى الاقصر بصورة ملفتة للانتباه فإثناء سيرى اليومي فى شوارع المدينة اصادف عشرات من المرضى يتحدثون بطريقة غير مفهومة والبعض الأخر يطلب سجائر وطعام والعض يرتدى ملابس مزركشة وغريبة للغايه ولكن من الصعب ان تجدهم يطلبون او يهتمون بتحصيل النقود.
ويؤكد حمادة فؤاد – مدير قصر ثقافة الاقصر برغم ان غياب الوازع الدينى لدى المحيطين بالمريض النفسى والذي تسبب فى لجوءه للشارع الا ان العادات والتقاليد تمنع خروج المريضة النفسية الى الشوارع فمن المستحيل ان تجد مريضة نفسية تسير فى الاقصر.
ويؤكد ابو الحجاج عطيتو – مدرس انه ليس من الضروري ان يكون المريض النفسى جاهل او غير متعلم بالعكس فالكثير مما شاهدتهم فى الاقصر يكونون فى مستوى اجتماعي وعلمي مرموق وأهل الاقصر جميعا يعرفون الدكتور م . أ وهو أستاذ دكتور فى جامعة جنوب الوادي سابقا وتسبب ارتباطه الشديد بوالدته وعدم مقدرته على علاجها فى الخارج الى إصابته بمرض نفسى جعله يترك التدريس فى الجامعة ويهيم فى شوارع المدينة وبرغم مرور اكثر من عشر سنوات على مرضه الا انه مازال يحفظ مئات القصائد والأبيات من الشعر الاندلسى والجاهلي والذي يلقيه بطلاقة وتحكم فى مخارج الألفاظ وإحكام اللغة على مسامع رواد المقاهي مقابل قليل من المال ليشترى الدوريات والمطبوعات الأدبية ويضيف عطيتو ان هناك حالة مشابهه للحالة السابقة وهى حالة ع .م 46 عام ينتمي الى إحدى قرى جنوب الاقصر وأصيب بمرض نفسى فى السنة الرابعة بكلية الحقوق وارجع أهله إصابته بالمرض الى الحسد وهو ما يؤمن به الكثير من أبناء الصعيد ويعتبرونه من الأشياء الرئيسية التى تسبب المرض النفسى إضافة الى المس الشيطاني او الجني والأخير يكون فيه الشفاء ممكنا.
وأخيرا يطالب سعدي راغب – والد احد المرضى المسئولين بإقامة مستشفى للإمراض النفسية وكذلك وحدات للرعاية المعاقين فى الاقصر وذلك لبعد المسافة بين الاقصر ومستشفى الامراض النفسية بأسوان ويضيف راغب ان هؤلاء المرضى ان وجدوا رعاية من المجتمع المحيط به ستتحسن حالاتهم المرضية الى حد كبير وان مثل هذه المستشفيات التى نطالب بها ستوقيهم شر استغلال ضعاف النفوس لهم كما يحدث الان.
يذكر ان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد أقامت دعوى خلال الشهر الماضي أمام محكمة القضاء الإداري (رقم 39119 لسنة 65قضائية) ضد قرار وزير الصحة والسكان بتعديل اللائحة التنفيذية لقانون رعاية المريض النفسى.
وطالبت المبادرة المصرية فى دعواها بوقف تنفيذ وإلغاء القرار (رقم 210 لسنة 2011) لمخالفته للقانون، ولما يتضمنه من تهديد لحقوق المريض النفسى وإهدار للضمانات التى كفلها له القانون.