بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
بعد ان ضربت ارقام السياح الروس الرقم القياسي بين السياح الوافدين الي مصر فقد كان من الطبيعي ان ينتاب المهتمين بأمر هذه الصناعة الواعدة القلق تجاه ما يحدث من تطورات سلبية قد تؤثر علي التصاعد المتواصل منذ سنوات في اعداد هؤلاء السياح. في هذا الاطار كان لابد ان يسيل بتأثير الأحداث المتتالية التي يتعرض لها هؤلاء السياح .. لعاب المنافسين في الدول الاخري . لقد دفعهم ذلك إلي استغلال هذه الاوضاع لتكثيف الدعايات التي تشوه صورتنا السياحية، يبرز هذا التحرك بشكل خاص من جانب العاملين في مجال السياحة بدولة مثل تركيا التي استطعنا في السنوات الاخيرة استقطاب اعداد كبيرة من هؤلاء السياح الذين كانوا يذهبون اليها خاصة في فصل الصيف.
>>>
لقد اصبح ضروريا أن ندرك خطورة الموقف وان يدفعنا ذلك إلي التحرك بسرعة لإجهاض تلك الحملات الدعائية السلبية التي بدأت تتصاعد خاصة داخل هذا السوق الروسي. هذا الذي يحدث اثار انتباه اجهزة السياحة المصرية مما دعا زهير جرانة وزير السياحة إلي التحذير من اثارها خاصة بعد ان تعددت حوادث سيارات النقل السياحي التي يروح ضحيتها اعداد من السياح من بينهم نسبة من السياح الروس: ان التعامل مع هذه القضية يتطلب تضافر الجهود من جانب اجهزة السياحة الرسمية والقطاع الخاص السياحي الذي اتسعت دائرة استفادته من عوائد السياحة الروسية. الخبراء يصفون عوائد هذه السياحة بأنها مجزية وتتفوق علي عوائد حركة سياحة العديد من الجنسيات الأخري، كما لابد ان يدخل في الاعتبار ان السياحة في الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم والاقصر أصبحت تستفيد من حركة السياحة الروسية التي تتوزع بين كل هذه المناطق.
>>>
من أجل الحفاظ علي تدفق حركة السياح الروس الذي جاء نتيجة الجهد الذي بذلناه واستثمارا لهذا النجاح الذي تحقق علي مدي سنوات حتي بلغ عدد هؤلاء السياح ٥.٢ مليون سائح تلقيت رسالة التحذير التالية من ممدوح الششتاوي احد خبراء التسويق المصريين في السوق الروسي:
……..جلال دويدار
لقد سبق لكم القيام بعدة حملات صحفية مختلفة لتسليط الضوء علي قضايا مهمة في مختلف المجالات من خلال مقالكم اليومي »خواطر« وكذلك مقالكم الاسبوعي »رحلة«. في هذا المجال يبرز دوركم الكبير والمهم في دعم وتنشيط حركة السياحة من خلال ارائكم البناءة واقتراحاتكم المهمة والفعالة ومشاركتكم كذلك في النجاحات الكبيرة التي حققتها هذه الصناعة المهمة والواعدة لمصر . تناولتم في مقالاتكم الايجابيات والسلبيات التي تشهدها هذه الصناعة من خلال محاربة المضاربة وتدني الاسعار من جانب بعض الشركات التي تمارس العبث بمقدرات »صناعة الامل«.
انني اتذكر انكم أول من اعطي اهتماما كبيرا بالسوق الروسي منذ عدة سنوات بما نشرتم من مقالات تدعو فيها القائمين علي صناعة السياحة الي الاهتمام بالسوق الروسي خاصة وأوروبا الشرقية بوجه عام.
وذكرتم ان هذا السوق سيكون من أهم الاسواق المصدرة للسياحة لمصر وقد كان حيث اصبح السياح الروس يمثلون الدعامة الاساسية للسياحة الوافدة لمصر.
لقد حذرتم من حوادث النقل السياحي كثيرا واشرتم الي أهمية حسن معاملة السائح الروسي وكأنكم كنتم علي علم بما سيحدث.. ان ما يؤكد ما جاء في مقالاتكم هذه الملاحظات التالية:
> هناك حملات دعائية كبيرة في روسيا تحذر السائح الروسي من السفر لمصر بسبب حوادث النقل السياحي التي راح ضحيتها الكثير من السائحين الروس.
> عدم وجود رعاية صحية كافية في المستشفيات خاصة في المناطق السياحية وطرق – الغردقة – الأقصر – القاهرة – شرم الشيخ.
> التكاليف الباهظة التي يدفعها السائح للعلاج في هذه المستشفيات اذا مرض او اصيب في حادث.
> التحرش المستمر بالسائحات الروسيات.
> عدم وجود اسعار معلنة في البازارات والمحلات مما يقود إلي استغلال السائحين.
> التمييز في معاملة السائحين.
> تسليط الضوء علي حادثة اسماك القرش وبكل ما احاط بها من سلبيات.
ممدوح الششتاوي
خبير فنادق وتسويق
تعقيب:
من المؤكد ان هذا التحذير وما تضمنه من سلبيات تواجه حركة السياحة الروسية لمصر.. ما هو الا ناقوس خطر يتطلب منا الانتباه وسرعة التحرك حتي لا يفوت الوقت.