رئيس الوزراء البولندي وعد بالسعى لتعزيز دور المؤسسات الاوروبية فى بروكسل
تاسك يؤكد على الدول القوية عدم ممارسة نفوذها
بولندا تتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي وتشترط إيجاد تسوية دائمة لإعتماد اليورو
بروكسل "المسلة" .. تسلمت بولندا الجمعة مقاليد الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي للاشهر الستة المقبلة، مشترطة لاعتماد اليورو ايجاد تسوية دائمة لأزمة الديون مع مطالبتها بالمشاركة في اجتماعات بلدان الاتحاد النقدي وحده.
وعلى رغم انها لم تنضم بعد الى الاتحاد النقدي، تطمح بولندا الى ان تكون فاعلة والا تهمش نفسها في المناقشات الجارية حول مستقبل اليورو، خلافا للمجر التي سبقتها.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك لمجموعة من الصحافيين الاجانب الجمعة، ان الاحداث التي حصلت في منطقة اليورو لم تدفع بولندا الى اعادة النظر في اعتماد العملة المشتركة.
لكنه اشترط لانضمام بلاده الى اليورو، اتخاذ تدابير حازمة بالنسبة الى النظام النقدي المشترك، من اجل استخلاص العبر من الازمة المتفاقمة للديون اليونانية التي تشكل "احدى اللحظات الصعبة" في تاريخ الاتحاد الاوروبي.
واضاف رئيس الوزراء البولندي "سننضم الى (منطقة اليورو) عندما نحترم المعايير" المطلوبة "وعندما يتوافر لدينا نظام يطبق هذه المعايير بصورة دائمة" في منطقة اليورو. واوضح "انها الطريقة الوحيدة التي تحملنا على الاقتناع بأن هذه المعايير جديرة بالثقة".
واعرب تاسك عن الاسف "لأن الدول الاعضاء التي تحترم اليوم ميثاق الاستقرار اقل من الدول التي تنتهكه".
وبصفتها رئيسة للاتحاد الاوروبي، ستقع على بولندا مسؤولية الدعوة الى اجتماعات وزراء المال في مجمل بلدان الاتحاد الاوروبي. ولا يحق لوارسو نظريا المشاركة في اجتماعات مجموعة البلدان السبعة عشر فقط في منطقة اليورو، التي يرأسها جان-كلود جونكر، حيث يتقرر مصير اليونان خصوصا.
لكن بولندا طالبت على رغم كل شيء بأن تكون في عداد البلدان السبعة عشر، وتحدث تاسك عن "اجتماع صاخب الى حد ما" حول هذا الموضوع مع شركائه.
واوضح "ابلغونا ان من حق منطقة اليورو ان تجتمع بطريقة مستقلة". واضاف "لكني سأستمر في القول لشركائي الاوروبيين انه بما اننا نتولى الرئاسة يجب ان نشارك في اجتماعات منطقة اليورو حتى نكون مطلعين" على ما يجري.
وقد اعطت هذه التفسيرات الصاخبة ثمارها. فقد دعا يونكر، وزير المال البولندي جاك روستوفسكي الى "المشاركة في مجموعة اليورو"، كما قال لوكالة فرانس برس المتحدث باسمه غي شولر.
وكان من المقرر ان يخصص الاجتماع المقبل لهذا المنتدى للوضع المالي في اليونان الاحد. وتم قريب موعده الى السبت وتحويله الى مجرد مؤتمر عبر الهاتف.
وتنوي بولندا خلال ترؤسها الاتحاد الاوروبي ترك بصماتها وحمل البلدان الاخرى على الاعتراف بها على انها من البلدان الكبرى في اطار الاتحاد الاوروبي.
ووعد تاسك بالسعي الى ان يتم في اطار الاتحاد الاوروبي تعزيز دور المؤسسات الاوروبية في بروكسل مثل المفوضية التي بات دورها ثانويا في ظل نفوذ المانيا وفرنسا اللتان تحددان طريقة التعاطي مع ازمة الديون.
وليس غريبا في رايه ان تعمل باريس وبرلين معا في الاتحاد الاوروبي، لكن من الضروري التأكد من ان "لا تفرط البلدان القوية في ممارسة نفوذها".
وبعد عشرين عاما بالضبط على حل حلف وارسو، باتت بولندا رابع بلد شيوعي سابق يتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، بعد جمهورية تشيكيا في 2009 وسلوفينيا في 2008 والمجر خلال الفصل المنصرم.