غزة " المسلة " … دعا مشاركون في يوم علمي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى في جامعة الأقصى بغزة المجلس التشريعي الفلسطيني للعمل على صياغة وسن قوانين تشريعية لحماية الآثار والمعالم الحضارية والمشروع السياحي الفلسطيني.
جاء ذلك يوم امس في ختام أعمال فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمته كلية الآداب بالجامعة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بالمقالة تحت عنوان: " السياحة في قطاع غزة: الواقع والمعوقات"، بمشاركةً بحثية واسعة حيث قدم ثلاث وعشرون بحثاً وورقة عمل ، وسط حضور واسع.
وتمحورت جلسات المؤتمر الثلاث، حول واقع القطاع السياحي في قطاع غزة، ومعوقات التنمية السياحية في قطاع غزة، إضافة إلى دور المؤسسات الحكومية والأهلية في تعزيز صناعة السياحة في قطاع غزة، وتأهيل الآثار ودورها في تنمية السياحة في قطاع غزة.
وحث المشاركون في اليوم الدراسي على اعتماد خطة وطنية شاملة حسب دراسات عملية وعلمية من قبل الكفاءات المتخصصة في المجال السياحي ومجالات من شأنها تنمية وتطوير القطاع السياحي، ووضع إستراتيجية شاملة لتسويق قطاع غزة سياحياً في الخارج ضمن خطة شاملة لتسويق فلسطين، مع التركيز على الجانب الإعلامي في هذا المضمار، بشكل يبرز الأهمية الدينية والتاريخية والسياحية لفلسطين عامة، ومنطقة قطاع غزة على وجه الخصوص.
ودعا المشاركون في جلسات اليوم الدراسي إلى إقامة مركز متخصص الدراسات والإحصاءات السياحية والفندقية، مع توفير المراجع والكتب والدوريات المتخصصة، والنشرات الصادرة عن المراكز والكليات المتخصصة في المجال السياحي من مختلف دول العالم.
وحثوا المؤسسات المعنية في السلطة الوطنية الفلسطينية وخصوصا (وزارة الاقتصاد الوطني، هيئة تشجيع الاستثمار، صندوق التنمية الفلسطيني، سلطة النقد الفلسطينية، ووزارة المالية) على العمل لوضع البرامج الخاصة لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي ووضع كافة الامتيازات التي ستساعد على جلب المستثمرين إما محليا وإما دوليا، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة.
وشدد المشاركون على ضرورة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للجامعات للعمل على تضمين المناهج موضوعات عن أهمية السياحة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا والحفاظ على الموارد السياحية الثقافية والبيئية وكيفية التعامل مع السياحة وكذا العمل على إدراج التربية السياحية أو مادة السياحة ضمن المقررات الدراسية وبالذات على مستوى المدارس الثانوية والجامعات.
وتضمنت التوصيات كذلك، وضع برامج تدريبية، يمتزج بها الجانبان التطبيقي والنظري، لرفع كفاءة العاملين في المجال السياحي، من خلال التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية ذات الاختصاص، واستقطاب الخبرات الوطنية والعربية لتدريب الكوادر المحلية وفق خطة شاملة تساهم في الارتقاء بالقطاع السياحي الفلسطيني.
وقال الدكتور عبد القادر إبراهيم حماد رئيس اللجنة التحضيرية أنه تم توجيه الدعوة إلى توحيد المؤسسات العاملة في المجال السياحي وذلك من خلال تشكيل جسم نقابي موحد يشمل جميع القطاعات السياحية على مستوى محافظات الوطن، و تفعيل دور هيئة التنشيط السياحي والتي تتكون من القطاعين العام والخاص بما يضمن تنمية القطاع السياحي الفلسطيني بكافة مكوناته.
وأضاف أنه تمت التوصية بإعادة تشكيل الشرطة السياحية في كافة المرافق والمنشآت السياحية، وذلك لتوفير الأمن والسلامة للمشروع السياحي الفلسطيني بكافة مفرداته، ووضع خطة طوارئ لإعادة تأهيل المناطق القديمة سياحيا في قطاع غزة مع الحفاظ على المنشآت التاريخية والأثرية والمعالم الحضارية المختلفة.
وكشف حماد أن المشاركين في الورشة أوصوا بالعمل على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للآثار والمواقع لإرسال المذكرات للهيئات الدولية العمل على دراسة الأبعاد الثقافية والجمالية والاجتماعية لمشروعات التنمية السياحية في قطاع غزة، وإعادة الثقة إلى المواطنين بحرية التنقل العمل والاستثمار بعيدا عن الحزبية والشللية والخوف، مع العمل على تنظيم آليات تطوير الإقراض طويل الأجل من قبل المصارف، وتطوير آليات لتمويل المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم.
وذكر حماد أنه أتفق على اعتبار السياحة قيمة عليا لدى أفراد الشعب مما يترتب عليه تشجيع الطلاب على تنمية مهاراتهم وقدراتهم في المجال السياحي، مما يلقي بظلاله على باقي أفراد المجتمع، مع التركيز على تطوير مصادر المعلومات السياحية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
وأكد المشاركون في اليوم الدراسي على ضرورة تخصيص مساحات أراضي في مواقع إستراتيجية تكون خاصة بإنشاء مشاريع سياحية مختلفة وذلك بما يضمن إبراز فلسطين على جدول أعمال المناطق السياحية العالمية ذات التنوع والألوان السياحية المختلفة، والعمل على إدخال مناطق وأنواع جديدة من السياحة إلى المناطق المقصودة حاليًا والتركيز على سياحة الاستجمام والغوص على الشواطئ، وتطوير وتوسيع المتاحف المقامة في قطاع غزة، وتزويدها بمختلف التحف والآثار والمصنوعات التراثية والفلكلورية، والعمل على إقامة متاحف مركزية في مختلف محافظات القطاع تعكس حضارة الشعب الفلسطيني وأصالته ومساهمته في الحضارة الإنسانية، وتؤكد على الأهمية السياحية للأراضي الفلسطينية.
وتمحورت الجلسة الأولى التي ترأسها أكرم الحلاق أستاذ مساعد في جامعة الأقصى حول واقع السياحة ومعوقاتها في قطاع غزة، حيث تحدث رزق الحلو حول أثر حرب الفرقان وحصار غزة على قطاع السياحة، كما تحدثت ختام ناجي كذلك حول تأثير حرب "الفرقان" على صناعة السياحة في قطاع غزة، بينما قدم كل من عودة الفليت من جامعة القدس المفتوحة و نافز شلدان من كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية ورقتين حول السياحة في قطاع غزة المعوقات والحلول،واستعرض كلا من الأستاذ معين أبو الخير عضو الاتحاد الأورومتوسطي للسياحة وسماح الأغا في ورقتين منفصلتين معوقات السياحة في غزة.
وركزت الجلسة الثانية التي ترأسها محمد خلة على تأهيل المواقع الأثرية ودورها في التنمية السياحية، حيث استعرض أحمد عابد من جامعة الأقصى المعالم الحضارية في قطاع غزة.وتطرق حسن أبو حلبية حول دور وزارة السياحة والآثار في تأهيل المواقع الأثرية، بينما تطرقت كلا من أ. هيام البيطار ونبيلة مليحة إلى متحف قصر الباشا وموقع دير القديس هيلاريون كمعالم أثرية في غزة.
وتضمنت الجلسة الثالثة التي ترأسها عبد القادر حماد العديد من المواضيع، حيث تحدث زهير عابد من جامعة الأقصى حول دور القائم بالاتصال في تطوير السياحة في فلسطين، بينما تحدث صلاح حماد حول دور الجامعات الفلسطينية في التنمية السياحية.
كما تطرق خليل حماد إلى دور المؤسسات الحكومية في صناعة السياحة، كما تحدثت كريمة المقيد عن دور وزارة التربية والتعليم في تنمية السياحة من خلال المنهاج الفلسطيني، بينما كان عنوان الدراسة التي قدمها إسماعيل حسونة : " قراءة في مشهد سياحي قرآني".وأثنى عبد القادر حماد رئيس اللجنة التحضيرية على الجهود التي بذلت ، مثمناً الجهود التي قامت بها جميع اللجان القائمة على المؤتمر الدراسي.