دمشق " ميساء الشمالي " … يعد التنوع في القطاع السياحي وتحقيق التكامل بين قطاعيه الخارجي والداخلي صمام أمان لهذا القطاع الذي شكل أحد أهم مصادر الدخل القومي في سورية نظرا لما تمتلكه من مقومات سياحية طبيعية وتاريخية وحضارية.
وفي هذا الإطار تبرز ضرورة العمل على الارتقاء بالواقع السياحي سواء بشقه الداخلي ورفع نسب مساهمته في العائد الذي تحققه السياحة بشكل عام أو بالتوجه إلى أسواق واعدة جديدة تركز بشكل خاص على الشرق الآسيوي والقارة الأميركية الجنوبية.
وقال مدير إدارة التطوير والتسويق في وزارة السياحة بسام بارسيك إن الوزارة تعمل حاليا على طرح المناطق المفتوحة التي يدخل إليها المواطن مجانا حيث يقدم له المستثمر مستلزمات التنزه والخدمات العامة مقابل السماح للمستثمر بفتح أكشاك ومطاعم وفعاليات ترفيهية يعود ريعها له كما أن هناك توجها نحو التنوع في المنتجات السياحية عبر تشجيع المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر ولاسيما في المناطق الريفية بهدف تشجيع السياحة الداخلية.
وأضاف بارسيك أن الوزارة شرعت ببرنامج التعريف بالتراث الوطني الذي يسهم بالتعريف بتراث سورية مع التركيز في المرحلة الاولى من البرنامج على شريحة الطلاب وستتحمل الدولة جزءا كبيرا من تكاليفه بالاضافة لتطوير معارض السياحة الداخلية.
وبين بارسيك أن الوزارة تعمل بشكل جاد وبتشارك مع القطاع الخاص على التوجه إلى أسواق خارجية جديدة وأخرى واعدة سياحيا مثل الصين والهند وماليزيا واندونيسيا وهونغ كونغ وامريكا الجنوبية عبر الترويج واقامة فعاليات ومكاتب سياحية تقدم منتجات وبرامج تلقى استحسانا وقبولا لدى الناس في هذه الاسواق موضحا أن التنوع في الاسواق الخارجية والداخلية يعد صمام أمان للقطاع السياحي تجاه أي أزمات قد يتعرض لها.
وأكد بارسيك أن خلق بيئة جاذبة للسياحة والاستثمار يتطلب عملا متشابكا مع عمل الوزارات الاخرى ولاسيما النقل والبناء والخدمات في المرافق العامة بالاضافة لاجراء دراسات علمية حديثة من قبل اقتصاديين سوريين ودوليين فيما يتعلق باثر القطاع السياحي على القطاعات الاخرى ودراسات حول العمالة السياحية وأخرى حول إمكانية زيادة الانفاق السياحي بزيادة فاعلية المقومات السياحية التي تمتاز بها سوريا.
وأضاف أن مشاريع عدة قيد الانشاء تتضمن 57 ألف سرير فندقي ما يؤدي إلى تضاعف الطاقة الفندقية ومن المتوقع أيضا أن توفر تلك المشاريع عند التشغيل بحدود 60 ألف فرصة عمل في القطاع السياحي.
وبخصوص الأنماط السياحية في سورية قال بارسيك إن سياحة الاستجمام والاصطياف هي الأكثر رواجا وغالبية السياح من العرب وهناك السياحة الثقافية وغالبية السياح من أوروبا والسياحة الدينية التي تستقطب سياحا قادمين من الدول العربية والاسلامية وخاصة من تركيا وإيران ومن أوروبا ودول الجوار إضافة إلى سياحة الاعمال التي تبين أن السياحة تؤثر وتتاثر بباقي القطاعات والحياة المعيشية للمواطن وهذا النمط من السياحة ناتج عن الكم الكبير من الملتقيات والمؤتمرات والمعارض على اختلاف أنواعها وتخصصاتها المقامة في سورية على مدار العام.
وأضاف أن السياحة الداخلية ذات اهمية كبيرة كونها توفر دخلا جيدا للمواطن والمستثمر على السواء وتشكل 22 بالمئة من مجمل عدد السياح والانفاق والعائد من السياحة العامة وذلك وفقا لبيانات مسوحات المكتب المركزي للاحصاء لصالح وزارة السياحة وسجلات الفنادق وتقارير المجلس الدولي للسياحة والسفر وهو مجلس يضم القطاع السياحي الخاص فقط.
وأكد أن القطاع السياحي الداخلي معافى ولم يتأثر بالأزمات ويجب أن يشكل فوق 30 بالمئة من المكون السياحي العام ما دفع بالوزارة إلى التشارك مع المستثمرين لإيلاء اهمية كبيرة للسياحة الداخلية والتعريف بالمناطق السياحية لاسيما في المنطقة الشرقية والجنوبية.
وقال رئيس مجلس غرفة سياحة دمشق محمد سعيد العماد إن دمشق تزخر بمواقع ومنتجات سياحية جعلتها قبلة للسياح والزوار مؤكدا أهمية اعتماد سياسة علمية عادلة وواقعية في التسعير تأخذ بعين الاعتبار التكلفة الاستثمارية والنفقات ونسبة الربح والجودة وتذليل المعوقات والصعوبات المتعلقة بالضرائب والرسوم ومنح التراخيص وتطوير القوانين ولاسيما القانون رقم 2 لعام 2009 عبر منح مؤسسات تنظيم الرحلات اعفاءات ضريبية للعام السياحي في حال استقدمت خلاله عددا معينا من السياح أو من الليالي السياحية.
بدوره قال رئيس مجلس ادارة غرفة سياحة المنطقة الساحلية سمير علي إن السياحة الشاطئية والجبلية والتاريخية في المنطقة توفر مصدر دخل جيدا للمستثمرين واصحاب المنشات والعاملين لغناها بمواقع الاصطياف والاشتاء نظرا لاعتدال مناخها وتنوع المناظر الطبيعية الخلابة وقرب الجبال من البحر بالاضافة للمناطق الاثرية مثل قلعة المرقب وقلعة صلاح الدين واثار رأس شمرا والمصايف الجبلية صلنفا مشقيته على مدار العام لاسيما خلال الموسم والاعياد والمناسبات .
وأضاف علي.. في الساحل العديد من المشاريع السياحية الضخمة والمتوسطة وصغيرة الحجم من فنادق ومطاعم وشاليهات ومنتجعات ومنتزهات لمستثمرين محليين ومغتربين وأجانب وبعروض وأسعار مخفضة وتشجيعية تتناسب مع الدخول المختلفة لاستقطاب السياح والزوار المحليين بشكل خاص ومن دول الجوار والخارج ك الاردن ولبنان ودول الخليج وتركيا وبلجيكا والمانيا ويجري حاليا العمل لاستقطاب سياح من اسواق جديدة مثل المغرب العربي وايران والصين ودول شرق أوروبا.
من جهته قال رئيس غرفة سياحة المنطقة الشرقية اسحق جوزيف كيكولوف إن المنطقة يرتادها سياح من ألمانيا والصين وإيطاليا وأقارب لسكان المنطقة من دول الخليج ومغتربون للتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة وزيارة المناطق الاثرية حيث تشتهر منطقة البو كمال باثار الصالحية وماري كما تشتهر منطقة الرقة بقلعة جعبر وسد الفرات وبحيرة الاسد وديرالزور التي يمر بها نهرا دجلة والفرات والجسر المعلق بالإضافة للصناعة اليدوية السياحية التي تحظى بإعجاب السياح لاقتنائها كتذكار جميل أو تقديمها كهدايا مثل دلال القهوة واللباس الفلكلوري التقليدي والاقمشة المطرزة والمعجنات التي تشتهر بها المنطقة الكليجة.
وأضاف كيكولوف أن الواقع السياحي في المنطقة الشرقية أسهم في إحداث 300 شركة نقل بين المنطقة وكافة انحاء البلاد مشيرا إلى قيام مؤسسة الطيران السورية باجراء تخفيض على سعر التذكرة للمناطق الشرقية من 2000 ليرة سورية إلى 1200 ليرة كتشجيع للسياحة الداخلية.
وبينت سعاد المتزوجة في بلد عربي مجاور أنها تأتي سنويا مع عائلتها لزيارة اهلها والاصطياف في غوطة دمشق وجبال الساحل والتسوق من الاسواق الدمشقية القديمة بما تحتاج اليه من ملابس وحلي وتحف ومطرزات تعكس عراقة وجودة الصناعة السورية حاملة معها اجمل الهدايا والصور والذكريات عن سورية كبلد جميل وآمن.
يشار إلى أن عدد السياح في عام 2010 وصل إلى 545ر8 ملايين منهم 654ر4 ملايين سائح عربي و 378ر2 مليون سائح اجنبي و 500ر1 مليون مغترب وذلك وفقا لتعريف السياحة حسب المنظمة العالمية للسياحة حيث أن السائح يقيم في احد الفنادق أو الشاليهات أو الشقق المفروشة لأيام عدة مع التنقل والتنزه وزيارة الأماكن التاريخية والتراثية والحضارية والتسوق في البلد الذي يزوره وقد وصل الانفاق السياحي لتلك الشرائح إلى 386 مليار ليرة.