عمان / رهام فاخوري
حالة من القلق بدأت تخيم على قطاع السياحة بسبب الانخفاض الملحوظ في عدد السياح الذي شهده خلال الربع الأول من العام الحالي بسبب الأحداث التي تدور في المنطقة. وزاد المشهد إرباكا الضبابية وعدم الوضوح اللذين يغلفان معالم الموسم السياحي المقبل، الذي يشهد ركودا واضحا وعدم وجود حجوزات مسبقة كما كان الوضع في السابق.
وشدد عاملون في القطاع على ضرورة أن تتكاتف الجهود بين القطاعين العام والخاص لإنقاذ السياحة، عبر جملة إجراءات منها تفعيل خطة طوارىء يرصد لها مخصصات لتكثيف التسويق.وقال رئيس جمعية السياحة الوافدة محمد سميح أن الربع الأول من العام شهد الغاءات تجاوزت نسبتها (50%).وهو ما اعتبره سميح «مقلقا» لمختلف الفعاليات السياحية لأنه «لا ينتهي مع ذات الفترة وإنما هناك خوف بسبب الركود خلال الموسم السياحي (الخريف) المقبل».
وقال مدير عام شركة ألفا للنقل السياحي شفيق الحايك أن التراجع الذي شهده الموسم الماضي كبّد الشركات خسائر كبيرة، ولا تقتصر الخسائر على الموسم السابق وإنما يتوقع أن تستمر حتى نهاية العام وهذا سيشكل عبئا اقتصاديا كبيرا. وأوضح أن الموسم السياحي المقبل «غير واضح المعالم»، ما يسبب قلقا شديدا،لأنه «بغياب السياحة الوافدة سينعكس مباشرة على القطاع بمختلف فئاته وبالتالي سينعكس على الاقتصاد الأردني».
وطالب الحكومة باتخاذ جملة إجراءات، منها: تخفيض ضريبة المبيعات ورسوم دخول المواقع الأثرية والسياحية أسوة بالسياحة العربية، لينخفض سعر البرامج السياحية للأردن وبالتالي يمكن تسويق الأردن كمقصد سياحي مستقل غير مرتبط بدول الجوار، وان الأردن دولة سياحية آمنة.
وبين أن القطاع الخاص قدم أسعارا تفضيلية لإنجاح حملة «الأردن أحلى» لتشجيع السياحة الداخلية، وتمنى على الحكومة أن تقدم مزيد من الدعم للقطاع الذي يسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني. وقال نبيه ريال، وهو صاحب شركة سياحة وسفر، أن الوضع الحالي يستدعي الخوف والعمل خصوصا وان بعض الأسواق انخفضت إلى (70%)، كما ألغت بعض الأسواق منطقة الشرق الأوسط مثل السوق الروسي والياباني والإيطالي.
وبين أن القطاع مر بظروف صعبة على مدى السنوات ولكن الوضع الحالي هو الأصعب لأنه لا يوجد بالأفق ما يبشر بانتهاء المرحلة الصعبة التي تمر بها السياحة. وأوضح أن القطاع بدأ يتخوف بسبب أن بعض الشركات السياحية العاملة مع السوق الأردني التفكير بإلغاء المنطقة العربية من برامجهم ومنشوراتهم وهذا سيدمر القطاع الذي عمل الكثير للدخول لتلك البرامج.
ويتفق مع الحايك مع المطالبين بضرورة أن تتضافر جهود القطاعين العام والخاص على إنقاذ الموسم المقبل عبر جملة إجراءات منها الضرائب ودخوليات المواقع الأثرية، وطالب بإنشاء صندوق طوارئ للتسويق في الخارج لنتمكن من البقاء في الأسواق العالمية.وحمل على بعض الفنادق التي بدأت برفع أسعارها للموسم المقبل، وأنها لا تدرك حجم المشكلة التي تمر بها السياحة التي لا تبشر بالخير وليس فقط على الموسم المقبل وإنما قد تمتد للعام المقبل.