الأقصر استعدت لاستقبال شم النسيم
الأقصر – تحقيق يكتبه محمد عبد اللطيف الصغير
أتمت الاجهزه الامنيه والتنفيذية بالأقصر استعداداتها للاحتفال أبناء المحافظة بعيد شم النسيم وتم تشديد الرقابة على الأسواق وتكثيف الحملات التموينية لاكتشاف اى أغذية فاسدة يتم ترويجها فى الاحتفالات وعلى المستوى الطبى تم إلغاء الإجازات والراحات في جميع فروع الإسعاف بمحافظة الأقصر وتركيز سيارات للإسعاف بأماكن المتنزهات والحدائق التي بها تجمعاتومن المتوقع أن تكتظ الحدائق والمنتزهات خاصة القريبة من النيل بعشرات الآلاف من أبناء الأقصر وأبناء المحافظات الأخرى والأجانب الذين يستغلون فترة الأعياد لقضاء الإجازات بالأقصر للاستمتاع بما تزخر به من حدائق ومعالم سياحية للمواطنين والأجانب .
فى نفس الشأن قالت دراسة مصرية حديثة إن المصريين عرفوا الاحتفال بأعياد الربيع وعرفوا كل الفسيخ في يوم شم النسيم قبل آلاف السنين ، كما عرفوا حب الزهور وقدسوها وأعطوا اهتماما كبيرا للاحتفال بقدوم فصل الربيع ، وأوضحت الدراسة الصادرة عن المركز المصري لدراسات وحقوق المرأة في محافظات الصعيد في مناسبة الاحتفال بعيد الربيع أن مدينة إسنا كانت أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ – اى السمك المملح – في التاريخ ، فيما كانت الأقصر أول مدينة تعرف فن الاعتناء بالزهور .
وقالت هدى خليل مديرة المركز المصري لدراسات وحقوق المرأة في محافظات الصعيد إن قدماء المصريين كانوا اجتماعيين للغاية وعرفوا كيف يتمتعون بأوقات فراغهم وجعلوا منها فاصلا للراحة والابتهاج بعد أيام من الكد والعمل وأن قدماء المصريون اعتادوا الاحتفال بالأعياد للخروج من حدود حياتهم الضيقة إلى عالم أكثر بهجة ورحابة. وقد سجلت نقوش ونصوص معابد مدينة هابوا الشهيرة غرب الأقصر طقوس وأحداث 282 عيدا عرفتها مصر القديمة عبر الزمان.
وتشير هدى خليل إلى أن الدراسة أكدت انه رغم أن النصوص التاريخية لاتذكر سوى النذر اليسير عن مدينة إسنا في أيام الفراعنة وعلى الرغم من ذلك " الشح " في المعلومات التاريخية عن تلك المدينة إلا أن النصوص المصرية القديمة تروى لنا أن إسنا كانت أول مدينة تعرف صناعة الفسيخ في التاريخ وأن المصريين عرفوا أكل السمك المجفف "الفسيخ" ضمن طقوس احتفالاتهم بعيد " الشمو " والمعروف اليوم باسم شم النسيم وكانوا يستخدمون سمك قشر البياض في إعداد الفسيخ وكانت مدينة إسنا من المدن الشهيرة في صناعة وتقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد.
حتى صار السمك المجفف رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها "لاثيبولس" أي مدينة سمك قشر البياض . وقد عرف المصريون بحسب عدة أنواع من الأسماك التي رسموها على جدران مقابرهم مثل سمك البوري والشبوط والبلطي والبياض. كما عرف المصريون البطارخ منذ عصر الأهرام وفي أحد الأعياد وتضيف هدى خليل أن جميع أفراد الشعب كانوا يأكلون السمك المقلي أمام أبواب المنازل في وقت واحد.
وكانت مظاهر الاحتفالات بقدوم الربيع تقام دائما على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة وهو الأمر الشائع لدى جموع المصريين حتى اليوم .
وأضافت مديرة المركز المصري لدراسات وحقوق المرأة في محافظات الصعيد ان الدراسة كشفت عن أن سكان مدينة الأقصر عرفوا" تقديس " الزهور منذ آلاف السنين و انه كان للزهور مكانة كبيرة في نفوسهم ونفوس كل الفراعنة إذ كانت زهرة اللوتس هي رمز البلاد.
كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته.. وتزخر مقابر مدينة الأقصر الأثرية الفرعونية بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلالاة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس. وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردي ونباتات أخرى.
كما تشكل باقات الورود اليوم كما ترى أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفة في طراز "لوتسي" يحاكي باقات براعم الزهور. وقد صور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يشمون الأزهار في خشوع يرجع بعضه إلى الفرحة ويوحي بسحر الزهور لديهم.
وقد حظيت زهرة اللوتس بمكانة كبيرة لدى قدماء المصريين فكانوا يطلقون عليها اسم الجميل. وكان المصري يقضي أكثر الأوقات بهجة في فصل الربيع وكانوا في ذلك الفصل يحرصون على ارتداء الملابس الشفافة ويهتمون بتصفيف شعورهم ويزيدون من استخدام العطور والادهنة لإظهار مفاتنهم. وهكذا كانت وستظل عودة الربيع التي تتميز بتفتح الزهور تقابل دائما بفرح وترحاب من عامة المصريين وخاصتهم على مر العصور.