.jpg)
تحول الإعلان عن تاريخ بناء الأهرامات لأول مرة فى مصر، إلى معركة شرسة بين محافظ الجيزة ورئيس المجلس الأعلى للآثار وعلماء الآثار والفلك بالجامعات المصرية، انتهت بتأجيل الاحتفال بالتاريخ كعيد قومى للجيزة لحين الانتهاء من دراسة تتحرى عن دقة التاريخ، تفاصيل وكواليس المعركة السرية على تاريخ بناء الأهرامات.
بدأت المعركة منذ إعلان المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة، فى مؤتمر صحفى منذ أسابيع، عن اكتشاف تاريخ بناء الأهرامات، الذى يوافق يوم 23 أغسطس من كل عام بعد أن استعان بفريق من علماء الآثار والفلك برئاسة الدكتور عبد الحليم نور الدين الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، ثم قرر المحافظ أن يتخذ من هذا التاريخ عيداً قومياً لمحافظة الجيزة فى كل عام، إلا أن الدكتور زاهى حواس شن هجوماً شرساً على المحافظ بسبب إعلانه للتاريخ، ووجه اتهامات حادة له وفريق الاكتشاف بعدم تحريهم للدقة. إلا أن المحافظ تمسك وسار فى خطوات للإعداد للاحتفال بالعيد القومى للجيزة فى نفس التاريخ.
فطلب حواس لقاء فريق الاكتشاف وتوصلوا إلى اتفاق بإجراء دراسة تتحرى عن صحة التاريخ، إلا أن الدكتور عبد الحليم نور الدين تمسك برأيه بصحة التاريخ وقرر خوض المعركة إلى نهايتها ومسانداً له جميع علماء اللجنة المشاركة فى تحديد التاريخ، بالإضافة إلى الشعبيين والتنفيذيين بالجيزة وفى مقدمتهم الدكتور مصطفى الخطيب رئيس المجلس المحلى الذى أكد أن تشكيك حواس فى التاريخ هدفه الظهور الإعلامى فقط ووضع اسمه ضمن الفريق الذى توصل للتاريخ وليس اكتشاف أى شىء آخر.
وعلم أن جهات عليا فى الدولة تتدخل فى الأزمة وطلبت من محافظ الجيزة التراجع عن إعلانه لتاريخ بناء الأهرامات بناءً على طلب من وزير الثقافة وزاهى حواس.
وكشف مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للآثار عن أن فاروق حسنى وزير الثقافة وراء الحملة الشرسة التى يشنها زاهى حواس على محافظ الجيزة لإعلانه تاريخ بناء الإهرامات، لافتاً إلى أن وزير الثقافة طلب من حواس سرعة إغلاق هذا الملف ليضمن دعم اليهود له فى الانتخابات على منصب رئاسة منظمة اليونسكو، خاصة وأن إعلان تاريخ بناء الأهرامات يبطل أكاذيب اليهود بأنهم بناة الأهرامات.
وأشار المصدر إلى أن زاهى حواس اجتمع بأعضاء المجلس فور إعلان المحافظ لتاريخ بناء الأهرامات وكان منفعلاً للغاية، وقال لهم بالنص، “لما محافظ الجيزة يعلن تاريخ بناء الأهرامات يبقى أنا لازمتى إيه”، وأضاف المصدر أن حواس ظل منفعلاً للحظة الأخيرة وقرر بعدها شن حملة واسعة فى عدد من الصحف ووسائل الإعلام ضد المحافظ لتكذيب إعلانه، وإبطال نيته بالاحتفال بالتاريخ كعيد قومى للمحافظة.
وأضاف أن حواس اتصل برؤساء تحرير صحف كبيرة وطلب منهم عدم نشر أى تغطية صحفية تتفق مع الإعلان عن تاريخ بناء الأهرامات أو تصريحات لمحافظ الجيزة فى هذا الشأن، ولفت المصدر إلى أن حواس عقد اجتماعاً يوم الجمعة الماضى مع الدكتور عبد الحليم نور الدين وخبراء المجلس الأعلى للآثار وعدد من علماء الآثار بجامعة القاهرة وتحدث معهم عن تاريخ بناء الأهرامات وبعد مشادات طويلة واعتراضات من فريق اكتشاف التاريخ الذين تمسكوا باكتشافهم، قال حواس “أنا عاوزكم تنسوا تاريخ بناء الأهرامات خالص، ونغلق الملف ده نهائى” وأوضح المصدر أن الدراسة التى اتفق عليها الحاضرون فى الاجتماع هى دراسة شكلية حتى ينتهى الأمر بشكل لائق، وبالفعل تم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم 15 عضواً من بينهم زاهى حواس وعبد الحليم نور الدين وأساتذة من كلية الآثار جامعة القاهرة وخبراء من المجلس الأعلى للآثار، على أن تتم دراسة اكتشاف تاريخ بناء الأهرامات بكل دقة وعلى منهج علمى، على أن تعرض نتائج الدراسة خلال أسبوع.
وفى السياق نفسه أثار إعلان تاريخ بناء الأهرامات ردود أفعال واسعة محلية وعالمية، حيث أكد المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة أنه تلقى إشادة من جهات بحثية عالمية بإعلان تاريخ بناء الأهرامات، نظراً لأنه اكتشاف تاريخى وعالمى، كما عرضت جهات دولية معنية بشئون السياحة والآثار تنظيم محاضرات وندوات لمناقشة الاكتشاف وسيحاضر فيها فريق الاكتشاف من أساتذة الآثار المصريين.
وأكد دكتور أيمن وزيرى أستاذ قياس الزمن بكلية الآثار جامعة الفيوم ومكتشف تاريخ بناء الأهرامات أنه بدأ فى دراسة تاريخ بناء الأهرامات منذ 6 سنوات من خلال دراسة الماجستير الخاصة به فى قياس الزمن عند مصر القديمة وقارنه بالعلم الحديث، حتى استعان به الدكتور عبد الحليم نور الدين الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للآثار ضمن فريق البحث عن تاريخ بناء الأهرامات.
وأضاف أيمن بالفعل تم إعداد دراسة كاملة عن الأهرامات فى سرية كاملة حتى تم التوصل للتاريخ الحقيقى، مشيراً إلى أن هناك جهات بحثية وعالمية اهتمت بالاكتشاف أبرزها دورية jbes الأمريكية فى شيكاغو وثلاثة جهات بحثية ألمانية هى “الميدايت” وجامعة كولين ودورية kmt المتخصصة فى نشر الأبحاث الأثرية، فضلاً عن إشادة العديد من أساتذة الآثار أبرزهم الدكتور عادل فريد عميد آثار الفيوم، الذى وصف الاكتشاف بأنه طفرة وكذلك الدكتور منصور النوبى عميد السياحة والفنادق بالأقصر الذى قال إنه إنجاز تاريخى.
وكشف أيمن عن إعلانه قريباً عن معرفة قدماء المصريين للفيمتو ثانية، وهى وحدة الزمن التى اكتشفها العالم المصرى الدكتور أحمد زويل من قبل وحصل من خلالها على جائزة نوبل.
