اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الخط الحديدي الحجازي شاهد على العصر ..بمناسبة مرور 100 عام على انشائه

محطة القدم لضواحي دمشق التي تعد أول وأكبر محطة على الخط الحديدي الحجازي أكبر معمل لصيانة القاطرات البخارية وعربات الركاب الذي حولته المؤسسة إلى متحف حي يقدم للزائرين متعة مشاهدة مئة عام ونيف من الإرث المستمر بالعطاء حتى الآن

تمر الذكرى المئوية الأولى لتسيير أول قطار بين دمشق والمدينة المنورة والخط الحديدي الحجازي لا يزال محتفظاً بجميع مقوماته وصفاته وتجهيزاته التي تتميز بقيمة أثرية وتاريخية تمثل بمجموعها العام شاهدا على حقب طويلة من تاريخ سورية منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن. وقد أنشئ الخط الحديدي الحجازي في وقت كانت فيه بلاد الشام تشكل وحدة جغرافية واقتصادية وديموغرافية مع عمقها الجنوبي الطبيعي في شبه الجزيرة العربية ليشكل منذ تأسيسه عام 1908 شرياناً حيوياً ضرورياً يربط شمال البلاد بجنوبها محققاً أكثر من هدف ولاسيما اختصار رحلة الحجاج حيث كانت رحلة الحج قبل إنشائه تستغرق نحو 50 يوماً من دمشق إلى المدينة ومكة ومثلها أثناء العودة في حين كانت رحلة حجاج تركيا وحجاج آسيا الوسطى تستغرق ضعف هذا الزمن.

وتحتوي محطة القدم لضواحي دمشق التي تعد أول وأكبر محطة على الخط الحديدي الحجازي أكبر معمل لصيانة القاطرات البخارية وعربات الركاب الذي حولته المؤسسة إلى متحف حي يقدم للزائرين متعة مشاهدة مئة عام ونيف من الإرث المستمر بالعطاء حتى الآن ولاسيما أن هذا المعمل نموذج مصغر عن معمل كيم نيتس الألماني الذي عرف في بداية القرن العشرين باعتماده أحدث تقنيات العصر العاملة على البخار الأمر الذي يبرز أهميته وتفرده في الشرق الأوسط من حيث العدة والعتاد ورغم مرور مئة عام على تأسيسه فأن بعض أقسام المعمل لاتزال في الخدمة وتعمل بكفاءة عالية حتى وقتنا الحاضر.

ويعد بناء محطة الحجاز طرازاً معمارياً يتميز بطابع محلي ومفردات متميزة حيث ألهمت عظمة إنشاء الخط في زمنه المهندس المعماري العالمي فرناندو دي أراندا ليتشبع بروح عمارة الأندلس ويصمم بناء فريداً من نوعه كما أملت عليه عظمة المناسبة التماثل التام على محور مدخل البناء ولذلك تبدو فيه الصنعة المحلية والتفنن الحرفي المحلي في فضاءات البناء المتعددة. وقد أوجدت المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي التي أنشئت بموجب المرسوم التشريعي رقم 20 لعام 1964 بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الخط الحديدي الحجازي متحفاً للقاطرات البخارية القديمة المتوقفة منها والتي مازالت على رأس عملها إضافة إلى قاطرات الديزل والعربات حيث نالت العربات المتوقفة شرف الخدمة يوماً في القرن الماضي اذ كانت آنذاك من أكثر الوسائط حداثة وسرعة في نقل الركاب والبضائع كما أنها واكبت الكثير من المراحل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي مرت بها المنطقة عبر تلك الحقبة.

وتحكي كل قاطرة عن نفسها من خلال لوحة التعريف المسندة إلى جانبها وبمجرد أن ينظر الزائر إلى هيكلها الزاخر بالإرث التاريخي العريق فكأنما يرى فيلماً وثائقياً عن مسيرة حياتها وقد أثبتت هذه القاطرات دورها حتى في المرحلة الراهنة من خلال استمرارها في الخدمة جنباً إلى جنب مع القطارات الحديثة.

 وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في سورية تمتلك أقدم قطار بخاري لايزال قيد الاستخدام في العالم إضافة إلى أن عدد القاطرات التي عملت على الخط الحديدي الحجازي منذ تأسيسه وحتى ستينيات القرن الماضي 132 قاطرة بخارية متنوعة الصنع وقد استعانت المؤسسة بخبرات العاملين القدامى لصيانة وإعادة تعمير العربات والقاطرات البخارية المعروضة لمتابعة مسيرة العمل في المستقبل.

كما أقامت المؤسسة متحفاً للمقتنيات تعرض فيه الكثير من المواد التي تخص القاطرات والعربات والمعمل والمحطات من عدد وأدوات أصبح بعضها أثرياً وذا قيمة تاريخية أما البعض الآخر فقد أثبت جدارته بالاحتفاظ بعمله اذ استمر حتى اليوم بتسهيل مهام موظفي المؤسسة.

 وتمتلك المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي 31 قاطرة بخارية نادرة منها ثماني قاطرات ما زالت تعمل حتى الوقت الحاضر ومن هذه القاطرات الأثرية القاطرة البخارية يونغ 61 والقاطرة البخارية يونغ 66 الموجودة في محطة درعا والقاطرة البخارية يونغ 62 الموجودة امام مبنى المؤسسة العامة.


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled