يقوم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى حالياً بدراسة عن ” دور وسائل الاتصال والإعلام في إدارة الحشود أثناء أداء مناسك العمرة في شهر رمضان ” حيث تأتي مشكلة الحشود وما تسببه من زحام واختناقات ومضايقات من أهم الموضوعات البحثية التي يوليها المعهد اهتماماً ملحوظاً إدراكاً منه بانعكاسات هذه المشكلة على سلامة وأمن المعتمرين ومعدل إحساسهم بالخشوع , وهي الأمور التي يتوقف عليها معدل رضا المعتمرين .
وأوضح عثمان قزاز الذي يقوم بإجراء الدراسة أنه مع تزايد معدل الحشود في عمرة رمضان عاماً بعد عام نتيجة للزيادة الطبيعية المضطردة في أعداد المسلمين والتقدم في وسائل النقل والسهولة التي يجدها المعتمر في الوصول للأراضي المقدسة فضلاً عن تمركز الغالبية العظمى من المعتمرين في المنطقة المركزية للحرم واقتصار عباداتهم جميعاً على هذه المنطقة بخلاف الحج .
وأبان أن أزمة الحشود تعتبر مع انعكاساتها السلبية من أهم المشكلات التي تواجه عمرة رمضان رغم الجهود المبذولة باستمرار والإمكانات الكبيرة المتاحة من وسائل الاتصال والإعلام مشيراً إلى أنه نظراً لاستمرار وجود الأزمة نتيجة زيادة المعتمرين وانخفاض وعيهم فإن الجانب الأهم في معالجتها يقع في مربع المعتمرين وعلاقتهم بوسائل الاتصال والإعلام لكونها أدوات توعية في حد ذاتها من جانب وحلقة وصل بين المعتمرين والمصادر المتخصصة في التوعية من جانب آخر وإمكانية مساهمتها في معالجة الأزمة من جانب ثالث .
وأشار قزاز إلى أن الدراسة تسهم في معالجة أهم المشكلات التي تؤثر على حالة المعتمرين الإيمانية ومعدل رضاهم عن رحلة العمرة إجمالاً وعباداتهم داخل الحرم وساحاته بالمنطقة المركزية خاصة كما تمد الدراسة الجهات المعنية بالتعامل مع الأزمة بآراء واتجاهات جمهور المعتمرين ومدى استجابته للإجراءات التنظيمية وإتباعه للإرشادات المختصة بتفادي آثار الحشود والتخفيف منها حتى يمكن لهذه الجهات تطوير وتفعيل جهودها في معالجة الأزمة .
وأفاد أن الدراسة تساعد وسائل الاتصال والإعلام على إتباع أفضل أساليب المعالجة الإعلامية لأزمة الحشود بحيث تترك تأثيراتها الإيجابية على المعتمرين وجميع الأطراف المعنية والمشتركة في الأزمة كما تفتح الدراسة مجالاً بكراً يربط الإعلام بعلم إدارة الأزمات ويوظف وسائل الاتصال والإعلام جنباً إلى جنب الجهات المعنية في إدارة الأزمة بحيث يصبح الإعلام أيضاً أحد الأطراف الأساسية في معالجة كل أزمات الحج والعمرة .
وأكد أن الدراسة تهدف إلى الإسهام في معالجة أزمة الحشود في عمرة رمضان من خلال تطوير وتفعيل حملات التوعية الخاصة بتنظيم الحشود وتنمية وعي المعتمرين وضمان استجابتهم لإرشادات وإجراءات التنظيم باعتبارهم الطرف المعايش للأزمة والمستهدف النهائي من جميع الجهود المبذولة مؤكدا أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تضع خدمة الحجاج والمعتمرين على قائمة أجندة اهتماماته ليتمكنوا من أداء عباداتهم مناسكهم بكل يسر وسهولة.