طهران / المسله
أعلنت وزارة النقل الإيرانية العثور على الصندوقين الأسودين لطائرة “توبوليف-154” التابعة لشركة “كاسبيان ايرلاينز” التي تحطمت الأربعاء الماضى في شمال إيران مسفرةعن مقتل ركابها الـ168 وقال احمد مجيدي مسؤول خلية الازمة في وزارة النقل التي تم تشكيلها اثر الحادث “عثر على انظمة التسجيل وقيادة الطائرة .. ويدرس خبراؤنا حاليا سبل الافادة من هذين الصندوقين الاسودين لتوضيح اسباب تحطم الطائرة”.
واضاف انه اذا دعت الحاجة “سيتم ارسال الصندوقين الاسودين الى البلد التي تم بناء الطائرة فيه لاستخراج المعلومات التي يحتويان عليها”، بدون اضافة اي تفاصيل اخرى.
وكانت الطائرة الروسية الصنع تقوم برحلة بين طهران ويريفان عاصمة ارمينيا حين تحطمت في حقل بمنطقة قزوين ما ادى الى مقتل 168 شخصا هم 153 راكبا وطاقما من 15 فردا.
على صعيد آخر اوضحت السلطات ان الطائرة وهي من نوع توبوليف، اشتعلت في الجو قبل ان تسقط على الارض وتنفجر، في حين بثت محطات التلفزة صورا لحفرة عملاقة في الارض بعمق امتار عدة وطول يزيد عن 60 مترا وقد غمرها حطام الطائرة وتناثرت على جانبيها بقايا احذية وملابس.
وقال رضا جعفر زادة المتحدث باسم هيئة الطيران المدني ان “الطائرة اقلعت عند الساعة 11,33 بالتوقيت المحلي (7,03 ت غ) من مطار الامام الخميني الدولي في طهران وتحطمت بعد مرور 16 دقيقة على اقلاعها” عند الساعة 11,49 (07,19 تغ)، قرب بلدة جنات اباد في محافظة قزوين.
ولم يوضح المتحدث اسباب الحادث ولكن مساعد قائد شرطة قزوين الكولونيل خباز اكد ان “الطائرة اشتعلت في الجو قبل ان تتحطم وتنفجر”، مشيرا الى انها قبل سقوطها “اجرت دورات عدة في الجو في محاولة لايجاد ارض صالحة للهبوط”.
وبحسب رئيس مطارات البلاد محمد مؤمني فان كل شيء بدا طبيعيا في المحادثات بين الطيار وبرج المراقبة، ولم تكن هناك اشارة الى وجود اي مشاكل، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.
وقال الكولونيل مسعود جعفري ان “الطائرة تحطمت بالكامل وتناثرت قطعا صغيرة”، مؤكدا ان “جثث من كانوا على متنها احترقت بالكامل”.
واوردت وكالة الانباء الطالبية ان منتخب الجودو الوطني للناشئين كان على متن الطائرة.
عن احمد موسوي مسؤول الهلال الاحمر الايراني قوله “للاسف، بسبب شدة الانفجار ومستوى حروق الضحايا، لا يمكننا فعل شيء. يمكننا فقط نقل بقايا الجثث”.
وشهدت ايران خلال العقد الفائت العديد من الكوارث الجوية.
ويعاني الاسطول الجوي الايراني بشدة بسبب تقادمه من جهة والنقص في الصيانة من جهة اخرى، جراء العقوبات الاميركية المفروضة على الجمهورية الاسلامية منذ الثمانينات اثر ازمة الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.
وفي سبتمبر 2006 قتل 29 شخصا جراء خروج طائرة ركاب عن المدرج لدى هبوطها في مطار مشهد (شرق) واشتعال النيران فيها.
ونهاية 2006 تحطمت طائرة عسكرية ايرانية لدى اقلاعها من طهران ما اسفر عن 39 قتيلا بينهم 30 من الحرس الثوري.
وفي كانون ديسمبر 2005 تحطمت طائرة لوكهيد سي-130 في منطقة مأهولة بعيد اقلاعها من مطار مهر اباد في طهران ما ادى الى مقتل 108 اشخاص.
ويأتي حادث طائرة توبوليف هذه في الوقت الذي لم يستفق فيه العالم بعد من حادثتي تحطم طائرتي ايرباص خلال الشهر الفائت.
ففي الاول من يونيو تحطمت طائرة ايرباص ايه-330 تابعة للخطوط الجوية الفرنسية “اير فرانس” فوق الاطلسي بينما كانت في رحلة بين ريو دي جانيرو وباريس، ما اسفر عن 228 قتيلا.
وفي 30 يونيو تحطمت طائرة ايرباص ايه-310 تابعة للخطوط الجوية اليمنية قبالة سواحل جزر القمر ما اسفر عن 152 قتيلا.