أبو ظبى/ المسلة
تواصل السلطات الاماراتية توجهاتها نحو دعم القطاع السياحي في البلاد بهدف تعزيز المكانة السياحية للامارات على المستوى الاقليمي والعالمي ، وتسخر الامارات كافة الجهود وتركز على مختلف القطاعات الداعمة لهذه التوجهات السياحية ، وابرزها قطاع الطيران المدني الذي حقق اعلى معدل نمو في الاداء في منطقة الشرق الاوسط خلال العشرة الاشهر الاولى من العام الحالي حيث بلغت حركة الطيران ذروتها في مطارات دولة الامارات ليصل عدد رحلاتها الى 475.7 الف رحلة بمتوسط يومي يبلغ 1554 رحلة.
وبهذا الاداء الايجابي استطاع قطاع الطيران الاماراتي التفوق على منافسيه في مناطق الشرق الاوسط واوروبا والولايات المتحدة الامريكية. وقد تركز تفوق قطاع الطيران المدني الاماراتي على منافسية حول العالم خلال شهر اكتوبر الماضي حيث حققت مطارات الامارات افضل اداء لها على الاطلاق سواء على مستوى العدد الاجمالي للرحلات او على مستوى المتوسط اليومي للرحلات فقد بلغ العدد الاجمالي للرحلات نحو 51.2 الف رحلة بزيادة تقدر بنحو 13.3 بالمائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2008 وكذلك قد بلغ المتوسط اليومي للرحلات نحو 1652 رحلة بنمو 13. 4 بالمائة عن الشهر نفسه من عام 2008 .
ويمثل هذا النمو الكبير في اداء قطاع الطيران المدني الاماراتي مؤشرا على ارتفاع مستوى اقبال السواح على الامارات كوجهة سياحية مفضلة على مستوى العالم ، ويتضح هذا الاقبال الكبير من ارتفاع نسبة الرحلات التي تقصد الامارات كوجهة نهائية لها من اجمالي حركة الطيران في الدولة، حيث بلغت هذه النسبة نحو 72.7 بالمائة باجمالي 346.5 الف رحلة منذ بداية العام 2009 بينما سجلت الرحلات العابرة ( الترانزيت ) نحو 21 بالمائة واستحوذت رحلات الطيران الداخلي على نحو 6.3 بالمائة منها .
ويعد استمرار نمو قطاع الطيران المدني الإماراتي بل ونموه بمعدلات أعلى في الوقت الذي يتراجع فيه قطاع الطيران العالمي في ظل الازمة المالية العالمية دليلا على أن الامارات قد تميزت عن غيرها من الدول منذ بداية الازمة،في انها ظلت تحافظ على جاذبيتها التي جعلتها وجهة عالمية مفضلة، سواء لقاصديها من السائحين او الباحثين عن عمل أو حتى رجال الاعمال وكل من الافراد والمؤسسات المشاركة في المؤتمرات او المعارض والفعاليات التي تستضيفها الدولة، حيث حافظت الامارات بالرغم من الازمة على استضافة الفعاليات الدولية التي اعتادت عليها في السنوات الماضية ، بل نجحت في استضافة فعاليات جديدة لم تستضيفها من قبل وعلى رأسها سباق الـ ( فورميلا 1 العام 2009 ، والذي شهد اقبالا سياحيا عالميا غير مسبوقا ، مما ادى الى ارتفاع نسبة اشغال الفنادق القريبة من منطقة الحدث خصوصا في ابوظبي الى 100 بالمائة بعد تراجعها الى 84 بالمائة عام 2008 بسبب الازمة المالية العالمية.
واستثمرت دولة الامارات نحو 858 مليار درهم ( 223.8 مليار دولار ) كاعلى استثمار سياحي في منطقة الشرق الاوسط عام 2008 ، وبنسبة تبلغ 85 بالمائة من اجمالي الاستثمار السياحي في دول الخليج العربية ، وفقا لبيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في إمارة دبي .
وأقدمت الامارات على عدد من المبادرات السياحية النادرة عالميا، وعلى رأسها مشروع جزيرة السعديات ومشروع مدينة مصدر ومحطة الفضاء السياحية غير المسبوقة في باقي الامارات ، خصوصا في إمارتي دبي وراس الخيمة .وقد استطاعت هذه المبادرات المتميزة أن تجعل من الامارات وجهة اكثر إشراقا على المستوى العالمي .