قال عدد من اصحاب مكاتب الحج والعمرة فى الاردن ان اعداد المعتمرين المسجلين لاداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك للعام الحالي تراجعت بنسب ملحوظة مقارنة مع الشهر الفضيل العام الماضي وبين مدير احد مكاتب الحج والعمرة ان عدد المعتمرين لدى المكتب وصل الى نحو اربعة الاف معتمر خلال شهر رمضان العام الماضي بينما لم يتجاوز عدد المسجلين لدى المكتب خلال الشهر الفضيل لهذا العام ستمئة معتمر .
وتتزايد في شهر رمضان اعداد المعتمرين وخاصة في الايام العشرة الاخيرة منه وتعد العمرة سنّة اتفق عليها المذهب الحنفي والحنبلي والمالكي بينما يعدها الامام الشافعي واجبا بحسب استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عباس الباز .
واوضح مسؤول في احد مكاتب الحج والعمرة ان الخشية من انتشار مرض انفلونزا الخنازير كانت السبب المباشر وراء انخفاض اعداد المعتمرين بشكل ملحوظ .
وقال ان بعض اصحاب المكاتب اضطر الى تخفيض اسعار رحلات العمرة بنحو اربعين دينارا لكل معتمر .
وقال مسؤول آخر ان عددا من الذين سجلوا لاداء العمرة انسحبوا قبل اسبوع من موعد الرحلة المقررة بسبب تخوفهم من هذا المرض مبينا انه يتم في هذه الحالة اعادة المبالغ الى اصحابها مع اقتطاع مبلغ لا يتجاوز ثلاثين دينارا اجور الموافقة الالكترونية .
واضاف ان ذلك اثر على عملنا بشكل كبير وعلى سوق السياحة الدينية بشكل عام , ولتجنب المزيد من الخسارة قمنا بتبديل مستوى الخدمات لمستوى افضل بالاسعار ذاتها .
وقال ” لم نبلّغ حتى الان بأي اجراء استثنائي يتعلق بمرض انفلونزا الخنازير وباستثناء نشرات التوعية التي توزعها وزارة الصحة فلم يتم تزويدنا باي نشرات خاصة توزع على الراغبين باداء مناسك العمرة” .
وكاسلوب ترويجي لتسويق خدماتها قام بعض المكاتب باستخدام الرسائل القصيرة عبر الهواتف الخلوية للاعلان عن برامجها .
مدير مديرية الحج والعمرة في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عبد الآله الدحيات قال انه لا يمكننا في الوزارة ان ننفي او نؤكد اي معلومات تتعلق بتناقص اعداد المعتمرين هذا العام , فنحن جهة تنظيمية تضبط العلاقة بين المواطن ومكتب الحج والعمرة .
واضاف ان موضوع اداء مناسك العمرة مسألة محكومة برغبات الناس وبظروف العرض والطلب وظروف البلد المستضيف وكل عام تختلف ظروفه عن العام الذي يسبقه او يليه .
واشار الى ان مسؤولية الوزارة تنحصر بالتأكد من ان يكون العقد المبرم بين المواطن وصاحب المكتب عقدا ملزما في تقديم الخدمة .
ويتراوح عدد المعتمرين الأردنيين سنويا بين 80 ألفا و100 ألف معتمر فيما يصل عدد مكاتب الحج والعمرة الى نحو 130 مكتبا .
واختار عدد من الذين كانوا ينوون اداء مناسك العمرة هذا العام تأجيلها الى العام المقبل وفي ذلك قال استاذ الشريعة الدكتور الباز ان للمسلم الذي لا يأمن على نفسه الوصول الى العمرة صحيحا وسليما ان يؤجل ذلك لموسم آخر .
وقال ان على كل مسلم ان يتأكد من خلوه من الامراض قبل ادائه لمناسك العمرة او الحج وخاصة من تلك الاوبئة التي تنتشر سريعا وتضر امة المسلمين ولا يجوز للمسلم ان يذهب الى العمرة وهو يعلم انه مريض بل يؤثم اذا فعل ذلك , فالقاعدة الكبرى في الاسلام (لا ضرر ولا ضرار) .
واضاف لقد ارشد الرسول عليه الصلاة والسلام الى ما يسمى اليوم الحجر الصحي لمنع انتشار المرض في غير البقعة التي ظهر فيها حيث قال عليه الصلاة والسلام اذا ظهر الطاعون في ارض فلا تدخلوا اليها واذا كنتم فيها فلا تخرجوا منها .
وقال ان مكة والمدينة المنورة محكمة وفقا للاحاديث النبوية الشريفة من فتنة المسيح الدجال ولكن ليس لهاتين المدينتين الكريمتين اي خصوصية لمنع دخول المرض اليهما.
