اكد “كيفين رايت” مدير الهيئة العالمية للسياحة الدينية والخبير السياحى أهمية الدور الذي يلعبه قطاع السياحة الدينية في الشرق الأوسط والذي يقدر حجمه بنحو 18 مليار دولار سنوياً في تعزيز إيرادات ومصادر دخل قطاع السياحة والخدمات الفندقية خلال السنوات القليلة المقبلة في الوقت الذي تلقي تداعيات الأزمة المالية العالمية بظلالها على قطاع السياحة والسفر في أسواق المنطقة والعالم.
واضاف الخبير الدولى الذي يعتزم المشاركة في ندوة تحت عنوان ” عهد جديد للسياحة الدينية ” التي ستقام بالتزامن مع فعاليات معرض سوق السفر العربي 2009 الذي يقام مطلع شهر مايو المقبل في مركز دبي التجاري العالمي ..ان الشرق الأوسط يتربع قائمة أشهر المناطق التي يتوافد إليها الزوار بغرض زيارة الأماكن المقدسة ..مشيرا إلى أن دور السياحة الدينية في دفع معدل النمو الذي يشهده قطاع السياحة في المنطقة حالياً والذي يقدر بنحو 11 بالمائة سنويا .
ودعا رايت العاملين في صناعة السياحة في المنطقة إلى توفير وتطوير أفضل الخدمات والمفاهيم السياحية لتوسيع مصادر دخل القطاع مستفيدين من قدرة المنطقة على اجتذاب نحو 3 مليار سائح حول العالم ممن تستهويهم فكرة زيارة الأماكن المقدسة والوقوف عند الرموز والأضرحة الدينية الكثيرة التي تزخر بها دول الشرق الأوسط.
وقال رايت ان السياحة الدينية تعتبر احدى أبرز القطاعات العصية على التأثر بالتقلبات الاقتصادية إذ تستقطب دول المنطقة أكثر من 300 مليون زائر سنويا ولم تعد السياحة الدينية مرتبطة فقط بالحجاج المتوافدين إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج إذ يشهد القطاع تزايداً مطرداً في أعداد الزوار المتحدرين من مختلف الملل والطوائف الدينية .
وأكد على ضرورة استفادة منظمي الحملات السياحية الدينية وكذلك مزودي الخدمات ووكلاء السياحة والسفر من الفرص الكبيرة التي يوفرها هذا القطاع بشكل خاص والتي تضمن لهم توسيع شبكة عملائهم وإيجاد قنوات جديدة للعمل والاستثمار.
وأضاف رايت ان السعودية تحظى بمكانة بارزة في قطاع السياحة الدينية ففيها مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين تحتضنان أهم الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية لفجر الدعوة الاسلامية ويصل عدد زوار المملكة من الحجاج والمعتمرين سنوياً إلى أكثر من 6 ملايين زائز .
وأوضح انه في السعودية وحدها يقدر الدخل الذي يدره قطاع السياحة الدينية بحوالي 7 مليار دولار سنوياً ومن المتوقع أن يشهد القطاع معدلات نمو تصل إلى 20 بالمائة خلال السنوات القليلة المقبلة ما دفع بمنظمي الرحلات ومديري الفنادق ومشغلي الخطوط الجوية إلى تعديل وإعادة طرح خدماتهم ومنتجاتهم لتلبية احتياجات سوق السياحة الدينية المزدهر.
من جهة أخرى نوه رايت بالدور الذي يلعبه سوقا الأردن وفلسطين في القطاع حيث يصل إلى أن نحو 95 بالمائة من الزوار الذين يتوافدون إلى فلسطين يقصدونها بهدف رؤية الأضرحة الدينية ..
مشيرا الى الخطط الطموحة التي تعكف عليها الأردن حالياً حيث تعمل المملكة على تنويع مصادر دخلها التي تعتمد على السياحة في الوقت الذي تتطلع فيه لتحقيق ايراديات تصل إلى 4ر2 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2010 بزيادة تبلغ 60 بالمائة عن الدخل الذي وفره القطاع في العام 2007 ..
كما أن العراق يساهم مساهمة مباشرة في قطاع السياحة الدينية وتتمتع الأماكن المقدسة في النجف على سبيل المثال بمكانة كبيرة لدى المسلمين إذ تضم المدينة مرقد الإمام علي ويتوافد إليها زهاء 8 ملايين زائر سنوياً ويتوقع المراقبون بأن يصل هذا العدد إلى 20 مليون مع افتتاح مطار النجف الجديد في العام المنصرم.
من جهته قال مارك ولش مدير معارض المجموعة في شركة ريد ترافيل اكزيبيشنز الشركة المنظمة لسوق السفر العربي الملتقى 2009 انه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية نحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لدراسة الفرص المتاحة للخروج بطرق جديدة تضمن تعزيز مصادر دخل القطاع .
وأضاف ان قطاع السياحة والسفر يشهد تغيراً ملحوظاً ويتعين على اللاعبين الأساسيين فيه من شركات سياحة وسفر ومنظمي رحلات أن تبحث عن قنوات جديدة وفعالة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز هامش الأرباح خلال هذه الأوقات الصعبة وسوق السياحة الدينية يمثل أحد أبرز هذه القنوات التي يمكن طرحها وتباحثها مع أقطاب الصناعة في برنامج الندوات الخاص بالملتقى .
المصدر : وام