الفيـوم محافظة السياحة البيئية : –
هذة المحافظة و التى تبعد عن العاصمة بمسافة 90 كيلومتر و عن محافظة بنى سويف 45 كيلومتر ثرية بالتاريخ و الآثار من العصر الفرعونى و الرومانى و القبطى و الإسلامى و التنوع البيئى والحيوى الغنى للغاية و بها أول محمية تراث طبيعى عالمى بمصر و هى محمية وادى الحيتان و التى أدرجت ضمن قائمة التراث الطبيعى العالمى يوم 2005/7/15 بمؤتمر اليونيسكو بمدنية ديربن – بجنوب إفريقيا.
كانت تلقب بحديقة مصر و جنة الصحراء لخصوبة أرضها و لكونها أكبر واحات مصر و اكثرها إنخفاضاً بالصحراء الغربية .
مساحتها 6068 كيلو متر مربع منها 1437 كيلومتر مربع زراعات و يقطنها حوالى إثنين مليون و ثلاثمائه ألف مواطن و هى فى منخفض مثل باق واحات مصر ( سطح مياة بحيرة قارون 45 متراً تحت مستوى سطح البحر) و مصدر مياة البحيرة هو نهر النيل مساحة البحيرة 215 كيلومتر مربع و هى أكبر بحيرة مالحة فى مصر . و قد شهدت هذة الواحة أولى المجتمعات الزراعية فى مصر بل فى التاريخ و العالم و مازالت الفيوم من المصادر الرئيسية للمنتجات الزراعية بمصر و على رأسها الفاكهة .
كما أنة بهذة الواحة ظهر فن البورترية لأول مرة فى تاريخ العالم و هو فن رسم الوجة بالألوان و ذلك خلال فترة التواجد الإغريقى فقد تم رسم هذة الوجوة على المومياوات توضيحاً لشكل صاحبها و كانت تطابق الواقع بشكل مدهش .
و بالفيوم تم تشييد أول طريق ممهد صلب فى تاريخ العالم منذ 4500 سنة و هو ما يعتبر أثر هندسى بمستوى برج إيفل و تمثال الحرية . كما أنة تم لأول مرة فى التاريخ بناء أول قناطر وسد ( للتحكم فى سريان مياة النيل للبحيرة )
تتميز الفيوم بنقاء الجو و الهدوء و هى من العناصر التى تجذب السياحة العالمية كما يحب المقيمين ( مواطنين و أجانب ) بعاصمة مصر قضاء أيام راحة بهذة الواحة حيث يمكن مزاولة هوايات مراقبة الطيور و التى تتعدى المائتان نوع منها المهاجره و منها المقيمه و صيد السمك و رياضة الشراع ( الإنزلاق على الماء ) و بالطبع صيد البط فهى أشهر مكان فى مصر فى هذا المجال . لهذا كلة تعتبر الفيوم محافظة السياحة البيئية بحق و من الطراز الأول فإذا تم الإهتمام بها بعقلية سياحية بيئية فستكون المقصد الأول لهذا النشاط فى مصر بالكامل .
و قد لقبت الفيوم بالعديد من الألقاب و المسميات فمنها ( برسين ) أى بيت التمساح و الذى كان يعتبرة الفراعنة إلاه يعبد – ثم لقبت ( بايوم ) أى البحيرة – و فى عهد القبط لقبت ( فيوم ) وفى العربية ( الفيوم )
مناطق الجذب السياحى بالفيوم آثار الفيوم :-
يوجد بالفيوم عدد ثلاثون موقع أثرى موزعه على خمسه مراكز كالأتى بعد :-
* عدد تسعه مواقع بمركز إبشواى و الذى يغطى القطاع الشمالى الغربى لمحافظه الفيوم و معظمها بالصحراء و هذة المواقع هى : –
قوته – قصر البنات – بطن هريت – قليون – وطفه – قصر قارون – قصر الصاغه – ديميه السباع – الحامولى .
* عدد سته مواقع أثريه بمركز طامية شمال شرق المحافظه و معظمها داخل الأراضى الزراعيه و هذة المواقع هى :-
كوم أوشيم – كوم الأثل – هوجمين – كوم الحمام – جرزاً – فج الجاموس
* عدد موقعين أثريين فقط بمركز سنورس شمال وسط المحافظه و هذة المواقع هى :- قاره الرصاص – بيهمو
* عدد سته مواقع أثريه بمركز الفيوم شرق و وسط المحافظه و هى :-
– كيمان فارس – اللاهون – هرام سيلا – هواره – غراب – البسيونيه .
* عدد سبعه مواقع أثريه بمركز أطسا جنوب المحافظه و هى : –
– الخمسين – الخلوه – جعران – مدينه ماضى الغربى – مدينه النحاس – أم البريجات – ماضى الشرقى .
– مع الإشاره إلى الإكتشاف الأثرى الهام نهايه شهر يناير من العام الحالى و الخاص بالمدينه الأثريه الكامله و التى تعود للعصر الحجرى الحديث خمسه آلاف سنه قبل الميلاد و المكتشفه بمنطقه كوم أوشيم و التى تضم جدران لبعض المنازل من الطوب اللبن و الحجر الجيرى المزخرف و العديد من الأوانى الفخاريه المغطاه بطبقه من كربونات الكالسيوم دليل على أن الموقع كان مغطى بالمياه فى حقبه من الزمن . و قد تأكد عن طريق إستخدام أجهزه علمية حديثه أن هناك أسفل الرمال شوارع و جدران لمدينه متكامله تشابه ما تم تشييده خلال الحقبه اليونانية و الرومانية .
محمية وادى الريان : –
يبلغ مساحتها 1759 كيلومتر مربع و تقع بمنخفض يبلغ ستون متراً أسفل مستوى البحر – أعلنت محمية طبيعيه عام 1989 تبعد عن القاهرة مسافه مائه و خمسون كيلومترا ً جنوب غرب و بها مركز زوار و هى بيئة صحراوية متكاملة فبها الكثبان الرملية و العيون الطبيعية و مسطحات مائية واسعة عباره عن بحيرتين الشمالية مساحتها خمسه و خمسون كيلومتر مربع و الجنوبيه مساحتها ثمانية و خمسون كيلومتر مربع و عمقها حوالى الثلاثون متراً . و حياة نباتية متنوعة و حيوانات برية و حفريات بحرية هامه جداً – و بها منطقة الشلالات – و منطقة عيون الريان و هى عبارة عن أربعة عيون كبريتية طبيعية – و يوجد بها 16 نوعاً من النباتات الصحراوية و حوالى 15 نوعا ًمن الحيوانات البرية الثديية أهمها الغزال الأبيض و الغزال المصرى و ثعلب الفنك و الثعلب الأحمر و القط البرى و غيرها كما يوجد بها 16 من الزواحف و ما يزيد عن 200 نوع من الطيور المقيمة و المهاجرة منها صقر شاهين – صقر الغزال و الصقر الحر و العقاب النسارى و واجب شرح ظاهرة الطيور المهاجرة :-
فمصر إحدى أهم محطات الطيور المهاجرة فى العالم و هى مشتى دولى هام للطيور المائية و التى تأتى لقضاء الشتاء بالمناطق الرطبة بمصر و من ضمن المناطق الهامة ( فى هذة الهجرة ) بمصر بحيرة قارون و وادى الريان و قد أبدت شركات السياحة البريطانية ( و ذلك بناء على الطلبات المتزايدة بشكل ملحوظ من جمعيات مراقبة الطيور و اللذين يبلغوا الملايين و يعتبرون الفيوم مقصد رئيسى لسياحة هذة الهواية فى مصر ) الرغبة الصادقة فى إدراج الفيوم ضمن المقاصد السياحية الرئيسية للسياحة البريطانية و الجدير بالذكر أن صيد الطيور بمصر مقنن و مقيد بقائمة سنوية تعلنها وزارة البيئة لا تسمح فيها إلا بصيد حوالى 14 نوعاً فقط من مئات الأنواع المهاجرة أليها أو العابرة عليها – كما أنة محظور الصيد داخل نطاق المحميات الطبيعية مثل الريان و قارون .
إستكمالاً لتفاصيل محمية وادى الريان .. توجد بها أيضاً منطقة جبل الريان و جبل المشجبيجة و التى بها أخاديد عميقة و تعرف بالصخرة المفلوقة وهى من المناطق المفضلة لدى السياح لمزاولة رياضة السير و الرحلات الخلوية .
و أخيراً وادى الحيتان أول محمية تراث طبيعى عالمى بمصر فقد أعلنت منظمة اليونيسكو يوم 2005/7/15 إعتبار وادى الحيتان و الذى يقع فى نطاق محمية وادى الريان جنوب غرب محافظة الفيوم محمية تراث طبيعى عالمى لتكون بذلك أول موقع بمصر يدرج فى هذة القائمة العالمية البالغة الأهمية و هو بالتالى ما سيحقق دعاية دولية و جذب سياحى أكبر خلال السنوات القادمة بإذن الله و وادى الحيتان و الذى يعتبر متحفاً مفتوحاً يقع بمنطقة جارة جهنم بالطرف الشمالى الغربى لمحمية وادى الريان مسافه حوالى 44 كيلومتر رملى و لبلوغ الوادى يجب الإعتماد على سيارات الدفع الرباعى والوادى يضم حوالى ربعمائة و ستة من الهياكل العظمية لأنواع من الحيتان الأولية كلها منتشره على سطحه و ظاهره للعين المجرده و يتوقع العلماء إكتشاف مئات الهياكل الأخرى أسفل سطح رمال المحمية و قد تم أوائل عام ( 2005 ) إكتشاف هيكل ضخم لأحد هذة الحيتان و يلقب بالسحلية الملك حيث كان له أرجل و يبلغ طول هذا الهيكل بدون الرأس ستة عشرة متر .
علماً بأنة رغم إكتساب هذا الوادى لقب وادى الحيتان إلا أنة ثرى أيضاً بتنوع ضخم من حفريات أسماك القروش و أسنانها الحادة و الأصداف و الحيوانات البحرية و الأعشاب و نبات الشورة ( المانجروف ) المتحجر – كما يضم الوادى عدد كبير من الحيوانات المهددة بالإنقراض .و محمية وادى الريان أعلنت محمية طبيعية عام 1989 بقرار من رئيس مجلس الوزراء ( رقم 943 ) و الذى تم تعديلة عام 1997 ( رقم 2954 ) – و مساحة المحمية تبلغ 1759 كيلو متر مربع و المحمية تقع بمنخفض عميق من الحجر الجيرى من العصر الأيوسينى ( 60 مليون سنة ) و قد كانت مغطاة بمياة البحر المتوسط .
محمية بركة قارون :-
و مساحتها 1385 كيلو متر مربع – و هى محمية أراضى رطبة و تبعد عن القاهرة جنوباً 90 كيلو متر – و هى من أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم و هى البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة و التى إشتهرت عالمياً بتوافر رواسب حفرية بحرية و نهرية وقارية يرجع عمرها الى حوالى 40 مليون عاماً منها حيوان الفيوم الضخم و الذى يشبة الخرتيت و أسلاف الفيل و أسلاف فرس النهر و الدرافيل و أسماك القرش و أسلاف الطيور و حفريات أقدم قرد فى العالم و أشجار متحجرة . و بهذة المحمية تنوع كبير من أنواع الزواحف و البرمائيات و الثدييات . كما يوجد شمالاً بهذة المحمية الكثير من الآثار التاريخية الهامة من العصر الفرعونى والرومانى – و بها منطقة قارة الرصاص فى الشمال الشرقى للبحيرة و منطقة الكنائس و دير أبوليفة .
الأثار الفرعونية : –
تضم عدد كبير من أثار الأسرة الثانية عشرة و ملوكها و منهم أمنمحات الثالث و الرابع – و سنوسرت الأول و الثانى و هذة الأثار هى : –
• هرم هوارة و الذى يقع بقرية هوارة على بعد 9 كيلو جنوب شرق مدينة الفيوم و يبلغ إرتفاع الهرم 58 متراً و تم تشييدة فى عهد الملك أمنمحات الثالث
• مسلة سنوسرت الأول و هى تقع على مدخل الفيوم و قد نحتت من الجرانيت الوردى و يبلغ إرتفاعها 13 متراً و تتميز بأنها تختلف فى شكلها عن جميع المسلات الأخرى فقمتها ليست هرمية الشكل .
قصر اللابرنت : –
و هو معبد إمنمحات الثالث و يوجد بمنطقة هوارة و كان يضم 12 بهواً كلها مسقوفة 6 فى إتجاة الشمال و 6 فى إتجاة الجنوب – ولها بوابات تقابل الواحدة الأخرى تماماً و يحيط البناء كلة جدار واحد كما كان بة 300 حجرة نصفها تحت الأرض و النصف الأخر فوق الأرض – و الحجرات السفلية بها ضريح الملك و أحزمة التماسيح المقدسة – و ما تبقى من هذا القصر هو آثار أعمدة بالطابق العلوى – أما الطابق السفلى فلم يتم الكشف عنة حتى اليوم .
* هرم اللاهون : – بنى فى عهد الملك سنوسرت الثانى و عثر بداخلة على كنوز الأميرة سات حاتحور و كذلك على الصل الذهبى الوحيد الذى كان يوضع فوق التاج الملكى و هو معروض حاليا ً بالمتحف المصرى .
* هرم سبلا : – يقع على الحافة الشرقية لمنخفض الفيوم مواجهاً لقرية الروبات شرق الفيوم .
* الريف وسواقى الهدير : – تدرج أراضى الفيوم و وقوعها تحت مستوى سطح البحر أدى إلى ظهور الهدارات على مجرى بحر يوسف فكانت ذات منظر أخاذ و ذات فائدة زراعية حيث دارت عليها السواقى و الطواحين بدفع المياة و ولدت منها الكهرباء عند هدارات العرب و عند أبراج الحمام ببنى صالح . و تنفرد الفيوم بوجود سواقى الهدير التى لا توجد إلا فى مصر و فى الفيوم بالتحديد و هى آلة رى قديمة تدور بقوة إندفاع المياة من الهدارات و تصنع من الخشب المحلى – و يوجد بالفيوم حوالى 200 ساقية من هذا النوع منتشرة فى الحقول على المجارى المائية .
السياحة الفطرية و الريفية بالفيوم :-
* قرية النزلة و التى تشتهر بصناعة الخزف و الفخار بالأساليب المصرية القديمة و تضم معرض لمنتجاتها و التى تستخدم فى تخزين المياة و مستلزمات الطهى … و قرية تونس والتى تقع أعلى تل يشرف على شمال بحيرة قارون و هى مشهورة بالحرف الفنية و يوجد بها خمس ورش فخار و تجلب مستلزمات إنتاجها من الطمى من اسوان و تتميز منتجاتها بالفن الفطرى الجذاب
* كما يقبل السياح على رحلات المزارع على ظهور الجمال و التى تحقق نزهة طبيعية هادئة رائعة الجمال .
* جبل المدورة حيث توجد بحيرتان ملحيتين غنيتين بأعواد الغاب و هما مأوى للأسماك والطيور المهاجرة خصوصاً فصل الشتاء – و يمكن السباحة فى هذة البحيرات
* كما أن الفيوم من أهم مواقع مراقبة الطيور المهاجرة و المقيمة بمصر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيراً جارى الإعداد المحلى و الدولى لإعلان محمية جبل العوينات بالركن الجنوبى الغربى لمصر و هو القطاع الذى إكتشفه الرحاله المصرى العظيم أحمد باشا حسنين أوائل عام ألف تسعمائه ثلاثه و عشرون محمية تراث إنسانى عالمى لما يضمه هذا القطاع من كهوف غنية جداً برسومات و حفريات الإنسان المصرى الأولى – و محمية العوينات ستكون أول محمية دولية للتراث الإنسانى بشمال أفريقيا حيث تشارك فيها مصر و السودان و ليبيا.
محمود عبدالمنعم القيسـونى
مستشار الوزير لشئون البيئة
و رئيس لجنه السياحه البيئية
بالمجالس القومية المتخصصه