اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة وحدها لا تكفي..

من المؤكد ان ذكاء الحكومات العربية وخصوصا الحكومة المصرية سيسمح لها أن تنظر إلي ما يجري في لبنان كدرس أساسي وهي تبني ما يحقق لها قدرا من التنمية يتيح لها لا الحياة المرفهة ولكن الحياة المقبولة للشعوب ومحاولة تشغيل الاعداد الجسيمة المعطلة عن العمل.
ومن المؤكد ان تجربة ضرب السياحة التي تكررت مرات في مصر، وتكررت أمام عيوننا حاليا في لبنان تلك التجربة المتعددة الاوجه صارت تفرض علينا نموذجا مختلفا في تنويع مصادر التنمية فلم تعد السياحة صناعة آمنة في منطقة شديدة الاضطراب سياسيا وعسكريا وبالتالي أصبح الاعتماد علي السياحة كمصدر اساسي في التنمية او كمدخل أولي لزيادة الدخل القومي هو نوع من المقامرة غير المحسوبة.

أقول ذلك وأنا أرقب علي شاشات التليفزيون أعداد السائحين الذين ظنوا أن لبنان بلد آمن ومستقر ولكنهم فوجئوا بأسر حزب الله لجنديين إسرائيليين ولم يتوقع أحد أن تنزل تلك العملية بالجحيم علي لبنان كله من أوله إلي آخره.
وهكذا تم قتل الموسم السياحي اللبناني وكلنا نري ان وجود جماعات سياسية تلتحف بستار الدين في منطقة الشرق الاوسط هو واحد من العوامل المؤثرة في زراعة الرعب في قلوب الشركات العالمية التي تعمل في تقديم التسهيلات واحضار السياح بل وصارت هذه الشركات تبخس اسعار الرحلات بدعوي ان منطقة لشرق الاوسط غير آمنة فضلا عن ان اغلب العمالة في المناطق السياحية تعاني من رداءة التأمين عليها وتذبذب مستوي اجورها والمثل الحي علي ذلك ما يتعانيه مهنة المرشد السياحي من صعوبات في التعامل مع الشركات السياحية وهي معاملة اقرب الي التعامل بين السادة والعبيد وقد شاهدت بنفسي كيف تحول العديد من المرشدين السياحيين اما إلي مجرد مغتصبين للسائح بمعني فرضهم لنسبة عالية من الاتاوة علي البازارات او المطاعم وإما بممارسة عمليات اقرب الي النصب مما يدفع المجموعات السياحة القادمة من اليابان مثلا الي ان تفضل أن تأتي الافواج ومعها المرشد السياحي الخاص بها.
وعلي ذلك فعلينا نحن في مصر ان نتجه الي مجالات متعددة مثل صناعة البرمجيات وهي صناعة يمكن ان تكون مصدر دخل وفير سواء للافراد او الجماعات فهل ننتبه الي صناعات يمكن ان تحقق مستوي لائقا لأعداد لائقا من المتعطلين من الحائزين علي الثانوية العامة والذين هم علي استعداد لخوض بحار المستحيلات من اجل تعلم مهنة لها مستقبل؟

لعل دروس انكسار صناعة السياحة في لبنان تكون مجال دراسة في هيئة التخطيط الاستراتيجي للدولة المصرية ولعل الخسائر السابقة في مجال السياحة بضرب طابا ودهب تكون ايضا علي نفس المستوي من الدراسة ولعل وجود رئيس وزراء مصري مهتم بالمعلومات ومتخصص في الكمبيوتر والاتصالات يفتح المجال امام انشاء معاهد تستوعب آلاف الشباب للالتحاق بمهن تأتي بالدخل عن طريق الكمبيوتر بدلا من انتظار الفرج الذي تلعب به عواصف السياسة العالمية التي ألقت بقضايا الشرق الأوسط من حالق فسقطت تلك القضايا العادلة في مهب عواصف عاتية لا يظهر لها أفق واضح .
(نقلا من موقع جود نيوز….)

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled