اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

أوباما وحواس …بقلم الكاتب الصحفى محمد مصطفى

لن أتناول فى هذا المقال زيارة أوباما على النحو الذى تمتلىء به صفحات الصحف وشاشات التليفزيون من تحليلات واجتهــادات سياسية تتنوع وتتصارع بين مختلف الرؤى .. لكنى سأصف مشاعر خاصة انتابتنى أثناء زيارة أوباما للأهرامات ، فقد شعرت بالإطمئنان الشديد عندما وجدت الدكتور زاهى حواس الخبير الأثرى الكبير بصحبة أوباما ومرافقيه ، وكعادته راح يشرح تراث الأجداد وقد تسلح بعلم غزيز وثقة عميقة وشخصية جذابة ، بينما بدت على وجه أوباما سعادة ممزوجة بدهشة لهذه الحضارة العريقة التى يقف وسط آثارها وبهذه المعلـــومات المتدفقة التى يقدمها هذا الفرعون المصرى المثقف زاهى حواس ..



لقد أثارت الصحافة العالمية العديد من التعليقات عن د . زاهى حواس الذى اصطحب الرئيس أوباما الى دهاليز الهرم الأكبر وفى أمــاكن لم يدخل اليها رئيس أمريكى من قبل ، مستفيداً من لياقة أوباما ونهمه لرؤية الآثار الفرعونية التى كثيراً ما قرأ وسمع عنها ، ويروى الدكتور حواس أن الرئيس أوباما عندما خرج من رحلته التفقدية داخل الهرم وجد ثلاثة جمال تقف أمام بابه فتحركت داخلـه دوافع انسانيـة لخوض تجربة اعتلاء أحـد الجمـال وصارح مــرافقه د . حواس بهذه الرغبة ، فأراد حواس أن ينتهز الفرصة لتُلتقــط للـرئيس الأمريكيى صورة نادرة على ظهر جمل مصرى وقال له مشجعاً بأن هذه الصورة سوف تتناقلها كل وكالات الأنباء وبأنها ستكون الصورة الأشهر فى رحلته ، لكن رئيس أكبر دولة فى العالم صمت قليلاً حتى جال بكل واد قلبه وأخذ قراره فى لحظة قائلاً : ” لكنى لن أفعل ذلك ” واشار الى بعض مساعديه بركوب الجمل ان ارادوا ..



أعود وأكرر أننى شعرت بالثقة بل بالفخر بينما كان الدكتور زاهى حواس ابن مصر يشرح فى لباقة وتمكن العالم الخبير بعضًا من أسـرار حضارة مصر العريقة .. والذين لا يعرفون زاهى حواس الإنسان واقتصر اعجابهم به على سمعته وشهرته العالمية ، فقد فاتتهم خصائص هامة يتميز بها هذا الفرعون المصرى الطيب الذى يحمل روحاً شفافة قادرة على اجتذاب كل من يعرفه أو يقترب منه ، فلم يتسرب الى هذا العالم الشهير شيئاً من الغرور والتعالى وهو الذى اختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن قائمة أهم مائة شخصية مؤثرة فى العالم ، وهى واحدة من شهادات التقـــدير العديـــدة التى نالها د . زاهى حواس والتى من بينها حصوله على جائزة ” إيمى ” وهى أرفع جائزة على مستوى العالم تمنحها أكاديمية فنون التليفزيون والإذاعة بالولايات المتحدة لمشاركته فى فيلم عن توت عنخ أمون ووادى الملوك ..


وبالطبع فقد كانت الجوائز والأوسمة التى حصل عليها من مصر هى الأبرز فى قوائم التكريمات التى نالها الفرعون المصرى حواس وفى مقدمتها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى .. ولأن القائمة زاخرة وطويلة فلست هنا بصدد الحديث عن مكانة الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار المصرية ، لكنى أردت التوقف عند شخصية عالم لم يكتف بكل ما حقق من انجازات علمية ، وما حصل عليه من جوائز مصرية ودولية ، وما شهدته فترة توليه المسئولية من انجازات تجلت فى الإكتشافات الأثرية الهامة والترميمات ، إضافة لإستعادة جانباً لا بأس به من أثارنا المنهوبة –


 لم يكتف بذلك كله بل لا يزال يواصل أبحاثه ودراساته وسعيه الدؤوب من أجل أن يرسخ تقافة الإهتمام بالأثار والعناية بها باعتبارها تراثاً إنسانياً لا يمكن تعويضه ، كما أنها مبعث فخار لهذه الأمة وللأجيال المتتالية .



يبقى أن أقول أن الآثار المصرية بكل ما تتمتع به من مكانة عالمية عريقة ، تلك المكانة التى أعربت عنها العبارة التى قالها الرئيس أوباما وهو واقف وسط هذه البقعة من آثارنا العظيمة ” إننـى طالمـا حلمت بزيارة هذا المكان ” .. أقول .. ألا تستحــق هــذه الآثار أن تكــون لهـــا وزارة متخصصة – وهـو أمر لا يقلل من دور وزارة الثقافة – لكنها أمنية ألحت على من جديد وأنا أسمع كلمات الإعجاب التى نطق بها الرئيس أوباما ، وأقرأ علامات الدهشة التـــى ارتسمــــت علـى وجهه هو ورفاقه ، وأيضـــاً وأنا أشاهد هذا الأداء المتميز للدكتور زاهى حواس ..


والله مـن وراء القصـــد ,،,


 للتواصل مع الكاتب مباشرة يرجى الاتصال عبر البريد الالكترونى Egcmedia @ hotmail.com





 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled