اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

حمد الله على السلامة يا باشا .!

تابعت عن قرب فعاليات القافلة السياحية المصرية إلى الكويت برئاسة زهير جرانة وزير السياحة، حيث كنت أحد أعضاء الوفد، الأمر الذي أتاح لي أن أتابع كل الأحداث ومن بينها لقاء الوفد المصري مع أعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت والمؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير حيث كان للأشقاء من الجانب الكويتي عدة ملاحظات حول مصاعب وعقبات الاستثمار في مصر أجاب عليها الوزير حتى جاءت ملاحظة من أحدهم يقول فيها : إن الفوضى الموجودة في ميناء القاهرة الجوي داخل صالات الركاب وخارجها أمر لا يمكن تجاهله حيث يختلط الحابل بالنابل والموظفون والمتطفلون، ويصعب على القادم أو المغادر اكتشاف المسئولين عن خدمته ومن المخول بهذه الخدمة أو تلك ممن يتطوعون بتقديم خدمات ليسوا مكلفين بها من أجل “البقشيش” الذي غالباً ما يتم طلبه بأسلوب فج وغير حضاري، وضرب مثلاً بالحمالين الذين يجري أحدهم على المسافر ويحمل حقائبه على عربة يسير بها بضعة أمتار ثم يقف لقبض “المقسوم” ثم يسلمها لزميل آخر بحجة أنه غير مسموح له بتجاوز هذا الخط أو ذاك.. وهكذا يجد القادم نفسه وقد تعامل مع ثلاثة أو أربعة حمالين، وما إن يخرج من الباب حتى تتلقفه مجموعة أخرى فيتقاتل عليه سائقو التاكسي والليموزين ويدخلون معه في مساومة ممقوتة، وما إن يستقر الرأي على السيارة التي ستقله تنشق الأرض عن أشخاص آخرين يتصارعون على تحميل الحقائب في السيارة وآخرون لا عمل لهم ولا دور سوى عزف منفرد رديء على نغمة “حمد الله على السلامة يا باشا”..
وكثير من التفاصيل التي سمعناها من الأشقاء في الكويت حول فوضى المطار، وهو ما علمت أنها سبق وأن أثيرت في عدد من محطات القافلة في الأقطار التي زارتها.. واقترح بعض الأشقاء أن يخصص يونيفورم لكل فئة مسموح لها بالتعامل مع السائح حتى يعلم أن هذا حمال وذاك موظف وما إلى ذلك .. وطالب الأشقاء ووافقهم وزير السياحة المصري على ضرورة تشديد الرقابة للحد من هذه الفوضى وهذا العبث الذي يشهده مطار القاهرة.

ومن القضايا التي أثيرت أيضاً أثناء وجود القافلة ما جاء في مقال الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم الذي ينتقد فيه فوضى البائعين المنتشرين في كل مكان والذين يعترضون طريق السائح حتى داخل غرفته في الفندق الذي يقيم فيه، ويقول إن البائعين والبائعات الصينيون استطاعوا النفاذ إلى الأدوار والغرف في الفنادق الكبرى يعرضون أنواعاً مختلفة من التسالي والشيكولاته وغيرها.. (!!).. وبعيداً عن هذا المقال ـ الذي أرى فيه مبالغة كبيرة وتصويراً كاريكاتيرياً ربما أراد كاتبه أن يرسمه اعتراضاً على ظاهرة زيادة المتطفلين في الشارع المصري ـ أقول إن الفوضى في مطارى القاهرة القديم والجديد ـ داخلهما وخارجهما ـ أمر واضح وجلي لا يمكن إنكاره، ويبدو أن السبب يكمن في استمرار بعض القيادات المنوط بها مواجهة هذه السلبيات – استمرارها في مواقعها فترات طويلة جعلت بعضها يحول وجهته ونشاطه وعمله من الصالح العام إلى الصالح الخاص ـ بل إنه يتردد بقوة أن كثيراً من العاملين في مختلف قطاعات المطار قد أتوا بواسطة وآخرين غيرهم لا زالوا يسعون للحصول على مثل هذه الوظائف ذات الامتيازات.

من هنا أطالب بوقفة تقييم ومراجعة لضبط هذا المرفق الحيوي الذي يرتبط بسمعة مصر، وتحديد مسئولية الأجهزة المختلفة التي تعمل فيه، والتي تتضارب فيها الاختصاصات والمصالح.. أما مسألة البقشيش وما وصلت إليه هذه الظاهرة من جنوح وخطورة فهو أمر نراه جميعاً ونستشعره ونستاء منه ويصادفنا كل يوم ليس فقط أمام الفنادق والمنشآت السياحية ولكن في معظم الأحياء والشوارع وبمختلف الأشكال والأساليب، وهي أيضاً قضية تحتاج إلى حملة انضباط وحملة توعية أيضاً.. ومن قبلهما إلى دراسة اجتماعية تحدد الأسباب وتعالجها من جذورها.
والله من وراء القصد.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled