أكملت المملكة العربية السعودية استعداداتها من كافة النواحي للمشاركة بفاعلية في معرض اكسبو شنغهاي 2010 المقرر انطلاقته في مايو المقبل.
وكشف وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية ، عبد الرحمن حسن الشيخ عن طبيعة مشاركة السعودية ، في هذه التظاهرة العالمية ، بجناحين كبيرين احدهما الجناح الوطني بمساحة 6000م2 تقريبا ، والآخر جناح مدينة الخيام بمنى في مكة المكرمة.
وأوضح الشيخ أن جناح الخيام ، يعد ضمن أفضل الممارسات الحضرية (BUPA)الذي يحكي واحدة من المنجزات الحضارية التي تفخر بها السعودية وتشارك بها بعد فوزها بمسابقة اكسبو 2010 لأفضل المنجزات الحضارية في العالم.
وأشار إلى أن برنامج معرض السعودية في اكسبو 2010 ، يمثل أضخم مشاركة للسعودية ، في معارض الاكسبو الدولية ، وسيكون حافلا بالكثير من النشاطات والفعاليات ، التي تجسد التراث الحضاري والثقافي والاجتماعي والفني السعودي .
وأكد أهمية مثل هذه المناسبات العالمية ، في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية ، بين الدول والأمم ، في العالم وإرساء دعائم التعايش السلمي ، والتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة ، معتبرا المعارض ظاهرة معروفة منذ القدم ، حينما كانت الأسواق الكبيرة المنتشرة بصورة منتظمة في المدن الواقعة عند المفترقات الرئيسة للمواصلات ، تشكل ملتقى للتعبير عن الرؤى والأفكار، والتواصل المعرفي بين الناس، وعرض ما لديهم من مهارات وحرف وإبداعات .
وأضاف أن تلك التجمعات ، كانت تشيع جوا من المودة والصداقة ، والفهم المتبادل بين الناس ، حتى مع وجود تباين وتنازع ، في الثقافات والحضارات ، إلا أن هذه التعاملات التجارية في العهد القديم مهدت الطريق لإقامة معارض اليوم الدولية التي بات من أولوياتها الدور التثقيفي ، وتدعيم التفاهم والتواصل الثقافي لإعطاء فكرة عن بلاد العالم وتقريب وجهات النظر بين بني البشر.
وأشاد وكيل وزارة الشئون البلدية والقروي ، بجهود الوكالة الدولية للمعارض منذ عام 1928 ، للارتقاء بالدور الذي تقوم به المعارض الدولية ، كوسيلة لتعزيز تأييد المجتمع الدولي وثقته، وتقصي حدود وإمكانات التجارب والمعارف الإنسانية.
وأكد أن معرض إكسبو 2010 ، يجسد أهمية التواصل بين شعوب العالم ، وبناء جسور من المحبة والتعايش المتناغم بما يعزز النمو الاقتصادي ، والثقافي بين الشعوب ، وخصوصا الشعب الصيني الصديق ، الذي تربطه بالسعودية ، علاقات تاريخية ، تحرص القيادة الحكيمة للبلدين على تقويتها وترسيخها.
وأعرب عن الأمل ، بان تسهم مشاركة السعودية في معرض اكسبو 2010، في توطيد روابط المودة والصداقة وتعزيز أوجه التعاون الشامل ، مع كافة دول العالم ، مؤكدا أن بلاده حريصة ، على تجسيد رسالة المعرض بابراز التنوع الثقافي ، والتواصل والتفاعل بين البشر، وكمنبر لحوار عالمي حول التحضر والعمران .
وفيما يتعلق بحرص السعودية على المشاركة الواسعة في اكسبو 2010 ، اكد الدكتور عبد الرحمن ، ان المشاركة بهذا الحجم الكبير ، تعكس الرغبة المشتركة لتوثيق العلاقات المتميزة مع الصين ، التي باتت ضمن اكبر اقتصاديات العالم ، وتشهد تطورا مطردا جدير بالثناء والاقتداء.
وقال إن الصين بفضل تطورها الاقتصادي والصناعي أصبحت تحتل المرتبة الثانية ، على قائمة واردات السعودية ، والخامسة على قائمة صادراتها ، في حين تمثل السعودية ، الشريك التجاري الأكبر للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
وحول انطباعاته الشخصية في التعامل مع الشعب الصيني أعرب الدكتور عبد الرحمن عن تقديره البالغ للمعاملة المتميزة التي قوبل بها من جميع المسئولين والمنظمين للمعرض ، خلال زياراته المتتالية للصين منذ عام 2007 في إطار تجهيزات جناح السعودية في معرض اكسبو 2010.
وأكد ان هذه الزيارات أظهرت عمق علاقات الصداقة بين الشعبين السعودي والصيني ، وتجسدت بوضوح في التعامل الكريم من قبل المواطن الصيني ، في الأسواق والأماكن العامة ، لا سيما في مدينة شنغهاي التي تجمع بين الحداثة والمعاصرة وبين التاريخ والتطور الحضاري الكبير .