أعلن الدكتور طارق خليل رئيس جامعة النيل إطلاق الجامعة لأول برنامج لدراسات الماجستير فى النانو تكنولوجى فى الشرق الاوسط وافريقيا وقال ان الدراسة به ستبدا الأسبوع الثاني من ابريل المقبل . جاء الاعلان مع نهاية اعمال المؤتمر الدولى التاسع عشر لادارة التكنولوجيا والذى نظمته النيل بالتعاون مع المؤسسة الدولية لادارة التكنولوجيا (مقرها الولايات المتحدة )
وقال خليل ان النيل ستتبنى الاسس التى يتم تدريس النانو بها فى جامعات اوربا والولايات المتحدة غير اننا جهزنا برنامجا مختلفا عن المعمول به فى هذا النوع من الدراسات فى العالم بحيث يستجيب للظروف المصرية ويلبى اولوياتها مشيرا الى ان الماجستير سيقوم على ركيزتين الاولى تدريس اساسيات لازمة مع تكنولوجيا النانو فى فروع الكيمياء والفيزياء والرياضيات لكل الدارسين بصرف النظر عن تخصصاتهم والثانية ايلاء عناية للتطبيقات فى مجالات صناعية بعينها كالطاقة والزراعة ومواد البناء والاسمدة خلافا للاولويات الغربية التى تنصب على العلوم الطبية والاليكترونيات وان كنا نهتم بالاخيرة ايضا من منطلق ان لمصرفيها ميزة تنافسية تقبل البناء عليها وتطويرها.
واضاف الدكتور خليل ان خريج الماجستير سيكون ملزما بتقديم رسالة تستطيع ان تقدم حلا لمشكلة قائمة او تفتح الباب لاستخدامات جديدة او كامنة فى الصناعة المصرية واكد ان لقاء النيل بالنانو هو تعبير دقيق عن رسالة الجامعة التى تهدف الى خلق ثقافة وتعليم متميزين يساعدان على دفع التطوير والنهضة فى الاقتصاد المصرى والعربى وتحويلهما الى االاقتصاد المعروفى.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد المطلب مؤسس ورئيس برنامج النانو بالنيل ومعه الدكتور وائل عقل، ان الجامعة تستهدف اجتذاب 50 طالبا فقط على اقصى تقدير للبرنامج و ستفاضل بين المتقدمين بعناية وهى تفتح الباب للاخوة العرب بل وللطلبة من جامعات واربا وامريكا ..
واشار الى ان حجم السوق العالمى فى مجال النانو سجل 148 مليار دولار فى 2007 وانه يزيد بقوة ويعنى ذلك ان مصر لو اقتنصت واحد بالمائة فقط من هذا السوق فسيتيح لها موارد اكبر بكثير من دخل السياحة.
معروف ان علوم النانو تعمل على التغيرات الكيمائية والفيزيائية فى خصائص المواد عندما تنزل الى احجام بالغة الصغر وعلى التطبيقات التى تقوم على ذلك فى كل المجالات( طب صناعة صيدلة زراعة الخ ) وان النانو – بالاغريقية – تعنى القزم وهو مقياس يبلغ واحد الى بليون من المتر وقال عبد المطلب ان الطالب الذى سيدرس بالبرنامج المصرى سيكون عملة نادرة فى سوق العمل وسيستطيع ان يخدم نفسه ومجتمعه على نحو فاعل ومختلف ولا مجال يوما لان يقف فى طابور عاطلين .
وقد اكد الدكتور طارق خليل ان زمن الصوامع العلمية قد انتهى اى عزلة كل واحد فى تخصصه موضحا اننا فى جامعة النيل كمثال لا نريد متخصصا فى الكيمياء ولكن فاهما للكيمياء وقس على ذلك و انه بات يتعين على كل متخصص ان يلم بطرف من التخصصات الاخرى التى تتواجد فى المنظومة التى سيعمل بها فى الحياة الفعلية وهذا ما طبقناه فى برنامج النانو ونطبقه فى كل برامجنا مستغربا اننا نمنع بالقانون فى مصر حتى اللحظة التعليم المتعدد والمتداخل حيث طالب الهندسة لا يدرس بزنس مثلا او ادارة وطالب التجارة لا يعرف شيئا عن الهندسة.. وقال ان التجارب العالمية التى طالعناها فى المؤتمر من اليابان والولايات المتحدة واسيا تؤكد بجلاء انه لا مستقبل الا للتعليم التعددى مشيرا الى ان اى بى ام التى تنتج 49000 براءة اختراع فى العام اعترفت بانها لا تستطيع الاستمرار وحدها فى سباق الزمن القادم ولا بد ان تبنى شراكات مع جهات بحثية من مواقع وخلفيات مغايرة وان تتفاعل مع اجيال متعددة وجنسيات متنوعة بل ومع خليط اكثر ذكاء من رجال ونساء حتى تتمكن من مسايرة التطور السريع فى التكنولوجيا الذى تقوده ثورة المعلومات .
الدكتور خليل كشف ان المؤسسة الدولية لادارة التكنولوجيا وافقت على عقد مؤتمرها المقبل ( فى 2012 ) بتايوان بعد ان قدم التايونيين هنا بالقاهرة عرضا شيقا عن تصورهم لشكل ومضمون المؤتمر .معروف ان الدكتور خليل هو مؤسس واول رئيس للمؤسسة الدولية لادارة التكنولجيا وهى مؤسسة قامت فى وقت تبين فيه للولايات المتحدة مدى قوة المنافسة القادمة لها من اليابان والمانيا ( قبل ان يتاكد ايضا صعود الصين ثم الهند) وقد ظهر للامركيين انه لازال لديهم افضل تعليم وافضل بحث علمى وافضل تكنولوجيا لكن المشكلة كانت فى ادرة الموارد التكنولوجية على نحو اكثر كفاءة ومن ثم جاءت تلك المؤسسة واستمرت للان وهى تعقد مؤتمرها السنوى مرة بامريكا ومرة خارجها .