Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

من اجل المسجد الاقصى …دعوة الامة لوقفة رجل واحد

تنباْ الكثيرون بقضية الحفريات اسفل المسجد الاقصي وتمركزت القضية حول رفض مبدأ الحفر لخطورته ونحن بدورنا نستكمل الحملة ونتناول اصل حكاية هيكل سليمان المزعوم في التاريخ, تاريخ بناء المسجد الاقصي, من بناه , لماذا سمى بهذا الاسم وما هو حائط البراق…

الهيكل عند اليهود هو مكان العبادة المقدس، وطوال الفترة بين عهد النبي موسى إلى عهد النبي سليمان عليهما السلام لم يكن لليهود مكان عبادة مقدس ثابت،وكانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت أطلق عليه اسم “تابوت العهد” وخصصت له خيمة عرفت بـ “خيمة الاجتماع” ترحل مع اليهود أينما رحلوا. وبنى نبى الله سليمان بناء أطلق عليه اسم “الهيكل” لوضع التابوت الذى يحتوى على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلى نبوخذ نصر أثناء غزوه لأورشليم (القدس) عام 586 ق.م.

وحاولت الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر استخراج قصة الهيكل من طيات التاريخ القديم واستغلالها كزريعة لاحتلال فلسطين، في حين أن الحقائق التاريخية تثبت أن اليهود لم يكن لهم كيان سياسى إلا لمدة 70 عاما وهى المدة التى تولى فيها نبيا الله داود وسليمان عليهما السلام الملك في الفترة من سنة 1000 ق.م حتى سنة 928 ق.م، في حين بقيت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامى لها في القرن السابع الميلادي حتى الآن، والفترة القصيرة التى كون فيها اليهود مملكتهم لا تخول لهم سندا تاريخا للمطالبة بفلسطين ، ويؤكد المتطرفون من الحركة الصهيونية على زعمهم بأن مكان الهيكل هو نفسه المكان الذى بنى فيه المسجد الأقصى.
ورغم أن العديد من الأثريين اكدوا أن المسجد الأقصى بنى قبل ظهور نبى الله سليمان بأكثر من ألف عام وبقى منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، كما ورد في المصادر المختلفة إشارات إلى بناء الهيكل وهدمه عدة مرات‏,‏ لكن لم ترد إشارة واحدة إلي هدم المسجد الأقصى ‏ مما يؤكد أن مكان الهيكل ليس محل المسجد الأقصى ،
وعلى الرغم من ذلك‏,‏ فإن اليهود لايزالون يصرون على أن الهيكل جزء من الحائط الغربى للحرم القدسى الشريف، وظهرت فكرة اقتسام الحرم القدسى الشريف ولاقت هذه الفكرة تأييدا كبيرا من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلى حتى من غير المتدينين منهم. ولذا قال ديفيد بن جوريون قولته المشهورة “لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل “،ولذا تسعى أغلب الجماعات يهودية والطوائف اليهودية وخاصة الصهيونية منها لبناء الهيكل.
و اذا اتينا الي بناء المسجد الأقصى سنجد أن معنى ) الأقصى ( الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أى أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح ،وعلى عكس ما يعتقد البعض أن المسجد الأقصى بناه عبد الملك بن مروان – وهو اعتقاد خاطئ حيث أن عبد الملك بن مروان بنى ( قبة الصخرة) فقط ، أما المسجد الأقصى فهو قديم, فهو أولى القبلتين, وثاني مسجد وضع في الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، حيث اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.

وللمسجد الأقصى أربع مآذن وأربع عشرة بابا منها عشرة أبواب مازالت مفتوحة ،اما مسجد قبة الصخرة فهو المبنى المثمن ذو القبة الذهبية و سمى بهذا الإسم نسبة إلى الصخرة المشرفة التى تقع داخل المبنى والتى عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء على أرجح الأقوال لأن الصخرة هي أعلى بقعة في المسجد الأقصى.
وارتبطت قدسية المسجد الأقصى بالعقيدة الإسلامية منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين، فهو أولى القبلتين حيث صلى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهرا قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم وقد سمي أيضا مسجد القبلتين نسبة إلى ذلك ،وتوثقت إسلامية المسجد الأقصى بحادثة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة العقائدية التي اختصت برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ولنا أن نعلم أن مؤتمر الصهيونية الأول في مدينة بال بسويسرا عام 1897 قد تمخض عن مشروع «تيودور هرتزل» العقل المؤثر في تاريخ الحركة الصهيونية، وهذا المشروع يتلخص في إقامة دولة “إسرائيل” من النيل على الفرات خلال مدة زمنية قدرها مائة عام تنتهي في عام 1997.
ويستند هذا المشروع على أوهام توراتية، لكنه استطاع بالفعل أن يرى النور من خلال خطوات “عشرية” أى تتم كل عشر سنوات من أبرزها 1907 بعد عشر سنوات من المؤتمر حيث بدأت عملية تنفيذ مخطط منظم لزيادة الهجرة من دول أوروبا الشرقية إلى أراضى فلسطين, في 1917م صدر وعد «بلفور» الشهير بمنح وطن قومى لليهود في فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني, وحتى عام 1967 حيث بسطت “إسرائيل” سيطرتها على القدس وسيناء والجولان.
واذا اتينا الي الاعتداءات الصهيونية علي المسجد الاقصي سنجد ان الكنيست الصهيونى بدا باصدار قرارا بجعل المسجد الأقصى ملكا عاما لدولة الكيان الصهيونى واستولوا على الجدار الغربي للمسجد الأقصى «حائط البراق» وأطلقوا عليه تسمية حائط المبكى ،كما شرعوا منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا في إجراء حفريات تحت المسجد الأقصى وساحاته مما ادى إلى تصدع بعض الأساسات وتشقق بعض الأبنية والمرافق.
وحتى الآن تم لليهود الانتهاء من عشر مراحل تمهد لهدم الأقصى وإزالته نهائيا في غفلة من زعماء الأمة العربية والإسلامية ولامبالاة من الهيئات الدولية وتتلخص المراحل العشر كما يلي : المرحلة الأولى بدأت بنهاية عام 1967وحتى نهاية عام 1968 وتم خلالها حفر 70 مترا أسفل الحائط الجنوبى للمسجد الأقصى خلف المئذنة، المرحلة الثانية منذ عام 1969 حتى 1970 وتم خلالها حفر 80 مترا من سور المسجد الأقصى, المرحلة الثالثة منذ عام 1970 و حتى 1973 وصلت الحفريات الصهيونية خلالها إلى أسفل المحكمة الشرعية وخمسة أبواب ، إضافة إلى أربعة مساجد ومئذنة قايتباى وسوق القطانين .
وأدت الحفريات وأعمال التهويد إلى تحويل قسم من المحكمة الإسلامية إلى كنيس، وتصدعت المعالم التاريخية لرباط الكرد والمدرسة الجوهرية. المرحلتان الرابعة والخامسة امتدتا منذ عام 1973 حتى أواخر 1975 وشملتا المنطقة الواقعة خلف الحائط الجنوبي الممتد أسفل القسم الشرقي للمسجد، وسور المسجد الأقصى الشرقى بطول 80 مترا، كما شملتا الأروقة السفلية للمسجد الأقصى ،المرحلة السادسة, بدأت منذ عام 1975 واستهدفت إزالة قبور الصحابة وإقامة جزء من المتنـزه الوطني الصهيوني عليها ، المرحلة السابعة جاءت

تطبيقا لمشروع اللجنة الوزارية الصهيونية لعام 1975 القاضى بضم الممتلكات الإسلامية نهائيا إلى حائط البراق (المبكى) واستمرار الحفريات تحت المحكمة الشرعية والمكتبة الخالدية وزاوية أبو مدين الغوث، وقد انهارت كلها إضافة إلى 35 بيتا. اما المرحلة الثامنة فتعتبر المرحلة التي انطلقت مع بدايات الثمانينيات تحت شعار كشف مدافن ملوك «إسرائيل» من أخطر الحفريات التي طالت المسجد الأقصى ، ثم كانت المرحلة التاسعة التى بدأ تنفيذها عام 1981 وفيها بدأ الحفر باتجاه المسجد الأقصى الشريف في الجانب الأسفل في منطقة المطهرة بين بابى السلسلة والقطانين مخترقا باب المغاربة .
واخيرا المرحلة العاشرة والتى تم تتويجها بافتتاح جزء من نفق الحشمونائيم عشية عيد الغفران اليهودي عام 1996 و بطول 250 مترا.
وبالنسبة لحائط البراق فلقد عرف بهذا الاسم لان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ربط دابته البراق فيه على الأرجح يوم إسرائه إلى المسجد الأقصى المبارك ،واعتبارا من النصف الأول من القرن التاسع عشر، بدأ اليهود يزعمون أن حائط البراق، هو البناء المتبقى من معبدهم الخرافى, وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى حيث يبكون حزنا على هيكلهم المزعوم.
وأكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بعض جولة ميدانية وثقتها بالصور الفوتوغرافية للمنطقة الوسطى للجدار الجنوبي للمسجد وجود تشققات خطيرة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى ، وعليه فإننا إذ نعلن ونردد مكررين صرختنا أن المسجد الأقصى في خطر ، فإننا نوجه نداءنا لكل الأمة الإسلامية والعالم العربي ، شعوبا ، حكاما ومؤسسات للسعي الحثيث والتدخل السريع لإجراء الترميم المطلوب للمسجد الأقصى في هذه المنطقة وحيثما يجب .
ونقولها بصراحة إننا لا نستبعد أن ما تسعى اليه المؤسسة الإسرائيلية هو خلخلة بناء المسجد الأقصى وإضعاف قوته في مضمار سيناريوهات طرحت أكثر من مرة بإمكانية وقوع إنهيارات في المسجد الأقصى أو أجزاء منه في مضمار الخطوات المتدرجة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.
أن عزم اليهود على تدمير المسجد الأقصى لن يتوقف أبدا فثمة جماعة يهودية أنجزت تصميم هيكل سليمان وهو موجود الآن في إحدى مناطق البحر الميت بانتظار نقله إلى القدس، كما انه ليس مستبعدا أن يأتى يوم نسمع فيه أحد “المختلين” اليهود نسف المسجد الأقصى وسوف تستنكر حكومة “إسرائيل” بالطبع هذا العمل لكنها ستشرع فورا في جرف الركام وتتركنا نذرف الدمع و تدمي قلوبنا من الحسرة, فهل لنا ان نقف وقفة رجل واحد و لو لمرة حتى نتدارك الامر قبل فوات الاوان؟.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله