دعت دراسة جيوفيزيائية محافظة حمص لترميم واحدة من أهم المغارات السياحية في سورية من خلال تسويقها وتخديمها وتسهيل وصول السياح إليها. .وتعد مغارة زيتا المكتشفة في عام 2005 بمنطقة القصير بحمص معلماً سياحياً مجهولاً للكثير من الناس ومفتقراً للكثير من الخدمات السياحية والخدمية.
وقال الدكتور نضال سطوف رئيس وحدة العمارة والهندسة بجامعة البعث المكلفة بدراسة واقع المغارة من قبل محافظة حمص لوكالة الاخبار السورية سانا “إنه تم اكتشاف المغارة عن طريق الصدفة في عام 2005 نتيجة أعمال الحفريات التي كانت تقوم بها إحدى الشركات الإنشائية في المنطقة للحصول على الحجارة والصخور اللازمة لبناء جسم سد زيتا مضيفاً أن المغارة مشابهة تماماً لمغارة جعيتا في لبنان من حيث شكل الصواعد والنوازل وهي تمتد نحو الداخل لمسافة 150 م بمناظر رائعة من الصواعد والنوازل والأحجار ذات الأشكال الفريدة وتعود للفترة التاريخية 80 مليون سنة قبل الميلاد بينما مغارة “جعيتا” في لبنان تعود لفترة 20 مليون سنة وذلك حسب تقرير الدراسة الجيوفيزيائية وتقرير مدى حالة الأمان اللذين قامت بوضعهما الهيئة العامة للاستشعار عن بعد.
وأوضح سطوف أنه بعد اكتشاف المغارة بالصدفة طلبت محافظة حمص من جامعة البعث تشكيل لجنة لدراسة وضع المغارة وإعداد دراسة حول إمكانية استثمارها وتأمين المسارات الآمنة داخلها وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد ومديرية سياحة حمص قامت بعدها الجامعة بتكليف وحدة العمارة والإنشاء بكلية الهندسة المعمارية بمتابعة الموضوع كما تم تشكيل لجنة فنية من قبل محافظة حمص تضم ممثلا عن مديرية السياحة والآثار والمكتب الفني في المحافظة مهمته التعاون مع الوحدة للكشف على مغارة زيتا وبيان إمكانية ترميمها وتأهيلها سياحيا والإجراءات الفنية والإدارية الواجب اتخاذها.
وأضاف أنه بعد القيام بالكشف الميداني تبين أن المغارة مؤلفة من ثلاثة أقسام الأول مهدم تماماً والقسم الثاني نصف مهدم ويحوي على دلالات واضحة للصواعد والنوازل أما القسم الثالث فهو القسم السفلي ويحتوي على بركة في الأسفل وهو بوضع جيد ولايزال يحتفظ بكافة معالمه من الصواعد والنوازل.
وتوصلت اللجنة المكلفة بدراسة واقع المغارة إلى أنها تعرضت لعبث وإهمال واقترحت على محافظة حمص ترميم المغارة ووضعها في الخدمة نظراً لأهميتها التاريخية والعلمية والسياحية وتكليف وحدة العمارة في جامعة البعث بإجراء الدراسات السابقة مع وضع كشف تقديري للكلفة المالية لترميم المغارة ونظراً لعدم وجود اعتماد في المحافظة لمشروع الترميم تم تحويل المشروع إلى وزارة السياحة لكن الملف طوي من عام 2006 من قبل الوزارة.
وأوضح سطوف أن المغارة تحتاج إلى تقييم ودراسة الفراغات الداخلية لها من حيث الحجم وتوضع التكوينات الطبيعية كالصواعد والنوازل كما يجب دراسة خط سير الحركة الداخلية بما يحقق الاستعراض الكامل لجميع النقاط الجمالية للمغارة والقيام بدراسة تدعيمية للمسارات والجدران والسقف بما يتناسب مع الطبيعة السياحية للمغارة ووضع دراسة للإضاءة الداخلية أحدث الطرق من حيث نوعها وتوضعها بما يتناسب مع مكامن الجمال في المغارة اضافة الى حاجة المغارة إلى تسويقها سياحياً وتخديمها طرقياً لتسهيل وصول السياح إليها.