عاشت تونس حدثا وطنيا وتاريخيا بارزا بتولي الرئيس زين العابدين بن علي افتتاح الجسر الضخم الرابط بين حلق الوادي ورادس والضاحيتين الشمالية والجنوبية للعاصمة والذي يعد من أكبر المشاريع وأفخمها في مجال البنية الأساسية ، الجسر يتميز بموقعه البارز وبعلوه 20 مترا فوق سطح الماء.
وفي مشهد امتزج فيه الإبداع الفني بجمال المحيط الطبيعي ومظاهر الزينة قام الرئيس زين العابدين بإزاحة الستار على الرخامة التذكارية لهذا الانجاز الرائع إيذانا بافتتاحه لحركة المرور وعبور الأشخاص بين الضفتين الشمالية والجنوبية لقنال حلق الوادي تونس التي كانت تؤمنها على امتداد عشرات العقود زوارق ثم بطاحات لم تعد قادرة على استيعاب الآلاف من الراجلين والسيارات والشاحنات التي تقطع يوميا هذا المسلك المائي.
ويرمز هذا الجسر الكبير إلى الطور المتقدم للتنمية والحركة النشيطة اللذين تشهدهما تونس منذ التغيير بما جعل منها بلدا صاعدا قادرا على كسب الرهانات والتغلب على كافة الصعاب.
ويكتسى هذا المكسب الرئاسي الضخم الذى اشرفت علي انجازه مقاولات تونسية ويابانية ومصرية وسخرت له كافة التمويلات الضرورية والمهارات الفنية والمعمارية بعدا جماليا لما يتميز به من حداثة فى التصميم واتقان في الانجاز. وهو الاول من نوعه فى تونس وفى افريقيا حيث يبلغ علوه 20 مترا فوق سطح الماء وهو مشدود بكوابل مثبتة فى برجين علوهما حوالي 45 مترا فوق سطح الماء.
ويهدف هذا المشروع الذى قدرت تكاليفه ب141 مليون دينار الى احداث ربط مباشر بين الضاحيتين الشمالية والجنوبية لتونس العاصمة عبر قنال تونس للملاحة واستكمال الطريق الحزامية للضاحية الشمالية مع الطريق السريعة المرسى قمرت على مستوى مدينتي الكرم وحلق الوادى اضافة الى ربط ميناءى رادس /حلق الوادى ببعضهما وبالطرقات المهيكلة تفعيلا لدورهما فى دعم الانشطة الاقتصادية والصناعية بمحيط تونس الكبرى.