Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مختصون يطالبون بتهيئة المتاحف لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة

الرياض "المسلة" ….. طالب عدد من الخبراء والمختصين بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة بتهيئة المتاحف وتطويرها لمواءمة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك عبر توافر كل السبل والوسائل التي تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من الاطلاع على محتويات المتاحف والتعرف عليها دون عناء، مؤكدين أهمية المتحف ودوره في تجسيد حضارات الأمم والشعوب كونه يمثل جسراً للتواصل بين الماضي  والحاضر مما يسهم في بناء مستقبل أفضل  في المجالات كافة.

 

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتزامن مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، بعنوان خدمات المتاحف لذوي الاحتياجات الخاصة ( الواقع والمأمول) وذلك يوم الثلاثاء 29 صفر 1438هـ الموافق 29 نوفمبر بالمتحف الوطني بالرياض.

 

وتحدث في الندوة التي قدمها الإعلامي يحيى حسن الزهراني، المختص في حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة، كلٌ من الأستاذ أنور بن حسين نصار، مشرف عوق بصري بوزارة التربية ومدرب في تأهيل المكفوفين، والدكتورة أروى بنت على أخضر، مشرفة عموم الإدارة العامة للتربية الخاصة، والمتخصصة في التربية الخاصة ( الصم ) والمناهج العامة.

 

ناقشت الندوة خدمات المتاحف تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر  محورين رئيسيين، تناول المحورالأول تشخيص خدمات المتاحف في المملكة العربية السعودية. بينما تطرق المحور الثاني إلى تجارب المتاحف العالمية في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

 واستعرض الأستاذ أنور بن حسين نصار تشخيص الواقع في المتاحف الوطنية في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة متسائلا عن قدرة المتاحف الوطنية عل تلبية احتياجات هذه الفئة؟ مبيناً أن المملكة تزخر بعدد كبير من هذه المتاحف، وذكر منها على سبيل المثال، المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي ومتحف المصمك التاريخي ومتحف العلوم والتقنية في الإسلام ومتحف سايتك، ومتحف جامعة الملك عبدالله للعلوم وغير ذلك من المتاحف السعودية العامة، منوهاً بجهود الدولة واهتمامها  بالمتاحف وبهذه الفئة الغالية من المجتمع.

 

وقدم عرضاً لنماذج من مواقع ومتاحف أجنبية لذوي الاحتياجات الخاصة لافتاً إلى  قدرتها على تلبية احتياجات هذه ا لشريحة من المجتمعات، مستعرضاً واقع متاحف المملكة  وما تحتاجه من تطوير لتواكب احتياجات فئات ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة، من مكفوفين وضعاف بصر وذوي الاعاقات السمعية وغيرهم.

 

وقسم المتاحف العامة إلى متاحف تاريخية وسياسية وتعليمية، وقال هناك متاحف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأخرى عامة تحتوي على أقسام وملاحق متخصصة لهذه الفئات وقدم عرضاً لمتاحف عالمية،  شهيرة  مثل متحف دار الطباعة الأمريكية – أمريكا، ومتحف متحف بيركنز – أمريكا، ومتحف باري ومتحف نيويورك  للفنون بأمريكا، متحف مدام توسوفي  لندن ومتحف بانورام في  إسطنبول .

 

كما تطرق إلى ترقية المتاحف وتهيئتها وتعديلها  لتلائم متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، في جميع النواحي البيئية والبشرية والتقنية. وقدم ارشادات عامة للمتاحف شملت اللوحات الإرشادية واللوحات التقنية، والأدلة اللمسية، والقاءات التعليمية، والتجول.

 

كما تحدثت الدكتورة أروى بنت على أخضر عن أهمية المتاحف كونها معالم تحتضن تراث الأمم والشعوب، لتطلع عليه الأجيال المختلفة، وذكرت أن وظيفة المتحف تتمثل في ربط الأجيال بتراثهم لربط الماضي باالحاضرومواكبة  المستقبل، مما يجعل للثقافة المتحفية أهمية قصوى،  وحثت  دكتورة أروى كل فئات المجتمع على زيارة المتاحف لا سيما النشء وطلاب المدارس والجامعات، وقالت إن  الدول المتقدمة تولي اهتماماً كبيراً بالمتاحف وتحظى المتاحف في هذه الدول بأعداد كبيرة  من الزوار ، فمثلا في المدارس الأوربية نجد زيارات المدارس للمتاحف  تمثل أنشطة أساسية يقوم بها الطلاب  وضربت مثلاً بألمانيا وبينت أن  عدد زوار المتاحف في هذه الدولة  يفوق عدد  جماهير مباريات كرة القدم فيها، لافتة إلا أن ألمانيا تحتضن 6500 متحفاً  مهيئة وقادرة على مخاطبة كافة شرائح الزوار من خلال توفير احتياجاتهم المعرفية والثقافية، وقالت إن الثقافة هي الأقدر على ربط وتمازج الأمم والشعوب بغض النظر عن الاختلافات في الرؤى  السياسية والاقتصادرية.

 

المتاحف عنصر رئيس في دعم  وتنمية السياحة

 

وأكدت أن المتاحف تمثل عنصرا رئيساً في دعم وتنمية السياحة وتطويرها بوصفها معالم جاذبة للجمهور لما تحتويه من كنوز حضارية وثقافية وتاريخية تستهوي الزوار والسياح،  لذا يجب تطويرها وتعزيز  ثقافتها والاهتمام بها.

 

وقدمت الدكتورة أروى عرضاً  مرئياً لعدد من المواقع السياحية في المملكة قامت بتصويره مجموعة من المصورات الفوتوغرافيات من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم) اللاتي رصدن بالصورة زيارات مختلفة لمعالم تارخية شملت  قصر الملك عبدالعزيز بالبديعة، وسوق الزل، وحصن المصمك، وقالت إن الفتيات ممن قمن بالتصوير من هذه الفئة أشرن إلى أنهن لم يتعرفن من قبل على ما  تحتويه هذه المعالم من ثراء حضاري وثقافي متراكم  عبر الحقب المختلفة، الأمر الذي يؤكد ضعف الثقافة المتحفية لدينا وعدم قدرة المتاحف على الجذب المطلوب الذي يجعل من المواطنين بكافة شرائحهم خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة يتعهدها بالزيارة للتعرف على كنوزها الحضارية.

 

واشارت الدكتورة  أروى إلى مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاهتمام بالسياحة وتطويرها، وقالت رغم هذه الجهود إلا أن معظم العاملين في مجال السياحة وبما فيهم المرشدين السياحيين غير مؤهلين للتعامل مع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لعدم قدرتهم على استخدام لغة الإشارة وغياب كثير من الوسائل التي تعين ذوي الاحتياجات الخاصة على الاطلاع والتعرف والاستمتاع برحلتهم السياحية في الموقع المعين.

 

وأثنت على جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، خصوصاً أن الهيئة رفعت شعار السياحة للجميع، لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى توجه الهيئة في تبني تطوير الإرشادات في معايير التصنيف في مرافق الإيواء السياحي تحت مسمى متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب تنفيذ  سلسلة من البرامج التفاعلية للهيئة التي تهدف إلى التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوقيع مذكرات تعاون تهتم بهذه الفئات مثل مذكرة التعاون التي وقعتها الهيئة مع الجمعية السعودية للاعاقة السمعية، وإعداد القاموس الإرشادي للمصطلحات في القطاع السياحي، وإعداد قائمة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجال السياحي، وجهود الهيئة في تأهيل مرشدين سياحيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد قائمة بيانات وأرقام مترجمي لغة الإشارة وتعميمها على كافة  ا لمنشآت السياحية.

 

ولفتت الدكتورة أروى إلى المسح الديمغرافي الذي أجرته الهيئة  خلال هذا العام 2016م بخصوص احصائية ذوي الاحتياجات الخاصة بالمملكة وقالت، إنه وبناءً على ذلك المسح فإن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة   تمثل  ( %3.3)  من جملة سكان المملكة، أي إنه يوجد (33 ) ألف من ذوي الاحتياجات الخاصة من بين كل (1000)  من السكان السعوديين، وأن نسبة الذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة (3.8 %) أعلى من نسبة الإناث ( 2.8 %). 


 
وتحدثت عن دور المتاحف والتنمية المستدامة، مستعرضة  رؤية المملكة 2030 وقالت إنها ترتكز على ثلاثة محاور هي  المجتمع  الحيوي ، والاقتصاد المزدهر ، والوطن الطموح وفي كل محور نجد أن هناك اهتمام بمبادرات السياحة وتطويرها والاهتمام بالإرث الحضاري الثقافي.
 
تجدر الإشارة إلى أن الندوة حظيت بترجمة مصاحبة في لغة  الإشارة قدمها الخبير والمختص في  لغة الإشارة الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفهيد، وخرجت الندوة بعدد من التوصيات التي تنادي بالإهتمام بالسياحة من خلال المتاحف التي تلبي تطلعات ذوي الاحتياجات الخاصة المعرفية والثقافية والترفيهية وغيرها، كما تخلل الندوة عدداً من المدخلات والاستفسارات التي أسهمت في بلوغ أهدافها المنشودة.

 

 و يشار إلى أن الأمم المتحدة درجت على الاحتفال سنوياً ومنذ  عام 1992م  باليوم العالمي لذوي الاحتياجات في الثالث من كانون الأول/ديسمبر في جميع أنحاء العالم والذي يصادف يوم الثلاثاء القادم في هذا العام والذي يركز موضوعه  على " تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودورها في بناء عالم أكثر شمولاً وإنصافا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله