الكويت "المسلة" ….أكد عدد من الخبراء والمتخصصين بقطاع السياحة أهمية تطوير هذا القطاع وتنميته بما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية الحقيقة والمستدامة.
وقال الخبراء خلال مشاركتهم في الجلسة الأولى لمؤتمر (السياحة والتنمية..الواقع والمستقبل) الذي انطلق اليوم الثلاثاء إن تنمية السياحة في البلاد تسهم في تحقيق الرؤية الأميرية بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي.
وقال رئيس الادالاة العامة للطيران المدني فواز الفرح خلال الجلسة المعنونة (السياحة في الكويت..واقع ومرتجى قطاعات الضيافة والخدمات ذات الصلة) لـ كونا إن رؤية الحكومة الكويتية تهدف إلى زيادة الحركة الجوية بمطار الكويت الدولي سعيا إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري.
وأضاف الفرح أن (الطيران المدني) تسعى إلى تحسين البنى التحتية بالمطار وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين إضافة إلى تطبيق سياسة الأراضي المفتوحة وتحرير الخدمات الأرضية في المطار وتقديم التسهيلات الممكنة لشركات الطيران.
وأكد سعي الإدارة الدائم إلى الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية المناطة بها وتعزيز التعاون مع مختلف القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه قال عضو اتحاد الفنادق الكويتية عبدالإله معرفي إن اعتماد الاقتصاد الكويتي بشكل كبير على النفط والتراجع المستمر في أسعاره أثر سلبا في الأسعار العالمية لموارد الطاقة لافتا إلى أن هبوطه الحالي سيؤثر مباشرة على الوضع المالي لدول المنطقة.
وأوضح معرفي أن الكويت تتمتع بالملاءة المالية لمواجهة أي تقلبات قصيرة الأجل في أسعار النفط مبينا أن "المخاطر المحتملة في هذا الشأن ضئيلة".
ولفت إلى أن البلاد شهدت أخيرا إقبالا متزايدا على السوق السياحي من قبل السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي لافتا إلى أن "التحدي الأكبر للسياحة في الكويت هو الإيمان بأن قطاع السياحة صناعة أكثر من كونها أي شي آخر".
من ناحيتها قالت الكاتبة والإعلامية الكويتية إقبال الأحمد إن الخطوة الأولى لإنجاح القطاع السياح في الكويت هي تحديد الهوية السياحة المطلوبة مسبقا موضحة أن الكويت تتمتع بميزة تؤهلها لنجاح هذا القطاع كونها تتمع بالأجواء الديمقراطية المفعمة بالحرية.
وأشارت الأحمد إلى أن أكبر مركزين ثقافيين في منطقة الخليج العربي هما مركزا (عبد الله السالم وجابر الأحمد) اللذان شارفا على الانتهاء لافتة إلى أنهما سيساهمان في تحديد هوية السياحة التي تسعى إليها البلاد وهي السياحة العائلية والثقافية والفنية.
وأكدت ضرورة استثمار الطاقات الكويتية الشابة المبدعة في إدارة هذين المرفقين عن طريق برامج ثقافية وفنية عالية المستوى تقوم على خطط واضحة وترويج إعلامي ناجح.
وأشارت إلى أن موقع البلاد الجغرافي يخلق منها دولة خليجية مؤهلة أكثر من غيرها لنجاح السياحة فيها لامتلاكها شواطئ جميلة متصلة من الشمال إلى الجنوب إضافة إلى قلة ملوحة مياهها وقلة تياراتها وجمالية جون الكويت ومناخها.
ولفتت الأحمد إلى ضرورة تنفيذ خطط سياحية طموحة تسهم في نهضة القطاع السياحي كأحد روافد الاقتصاد الوطني إذ تعتبر السياحة خارطة متشابكة من الخدمات والمعطيات تضم الفنادق والمواصلات والمطار وأماكن الترفيه والثقافة.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة (دانة الصفاة الغذائية) محمد جعفر أن الكويت تتميز بشعبها المثقف المنفتح على مختلف الثقافات داعيا إلى تطوير البلاد سياحيا وتهيئة كل البنى التحتية لتحقيق هذا الهدف.
وأشار جعفر إلى شدة المنافسة بين دول الخليج العربي بهدف جذب السياح لاسيما مع ترسخ قناعة عدم وجوب الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل مشددا على أن الكويت بمواطنيها ومقيميها لديها قوة شرائية أفضل من العديد من دول المنطقة ما يوجب تحفيزهم ودفعهم للانفاق داخل البلاد.
من جهته قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحه في كلمته إن المجلس هو الجهة المعنية بالنشاط الثقافي في البلاد إلى جانب التشجيع والمساهمة في تنشيط السياحة من خلال المعارض المتنوعة مثل الفنون والكتب والسياحة الموسيقية.
وأضاف اليوحه أن عدد الأنشطة والفعاليات الفنية التي نظمها المجلس خلال العام الماضي بلغت نحو 90 نشاطا موسيقيا بواقع 500 كرسي لكل نشاط ما يعني حضور نحو 45 ألف شخص لهذه الأنشطة لافتا إلى أن تطوير (كشك مبارك) جعل منه مقصدا سياحيا مهما في الكويت ومصدر لجذب السياح.
وقال إن المجلس الوطني لديه أكثر من 100 اتفاقية مع دول عديدة "سنقيم من خلالها أياما ثقافية داخل الكويت بما يسهم في جذب السياح وتكريس ثقافة التقارب بين الشعوب والتعريف" مبينا أن للمجلس نحو 1200 نشاط ثقافي لهذا العام ما يتيح الفرصة لإنشاء المشاريع الصغيرة للشباب.
من ناحيته قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكويتية عبدالله الشرهان إن العمل قائم على تسريع وتيرة بناء المبنى الثاني لمطار الكويت الدولي بهدف استيعاب الزيادة الكبيرة في أعداد المسافرين التي ناهزت المليون ونصف المليون راكب سنويا.
وأوضح الشرهان أن الزيادة السنوية في حركة الركاب بين دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى 8 في المئة سنويا فيما تبلغ قيمة الحركة البينية إلى نصف مليار دولار امريكي خلال عام 2014-2015.
وأضاف أن الخطوط الجوية الكويتية تعمل على تحديث أسطولها حيث يتوقع استقبال عدد من الطائرات الحديثة خلال السنوات المقبلة علاوة على تطوير الخدمات الإلكترونية وتسويق محطاتها وتسويق المنتجعات والمرافق السياحية الموجودة في الكويت.
ويتضمن المؤتمر الذي انطلق اليوم بتنظيم من شركة (ليدرز جروب) للاستشارات والتطوير بالتعاون مع قطاع السياحة بوزارة الإعلام على مدى يومين جلسات عمل بمشاركة نواب ومسؤولي الجهات الحكومية المعنية بالطيران والسفر والمشاريع الصغيرة والتشريع والثقافة والفنون واتحاد الفنادق وشركات الضيافة وممثلي القطاع الخاص.
وسيقدم المشاركون في الجلسات أبحاثا وأوراقا نوعية تشمل رؤاهم واقتراحاتهم العملية والتنظيمية والتشريعية والاجرائية لموضوع السياحة والتنمية على ان تكون هذه الطروحات محط نقاش من قبل الخبراء والمتخصصين خلال الجلسات.