القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. يفتتح الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس المؤتمر العلمى " الحياة اليومية فى مصر القديمة " بدار ضيافة جامعة عين شمس اليوم 29 مارس والذى ينظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بالجامعة فى الفترة من 29 إلى 31 مارس بحضور الدكتور محمد سليمان كشاف مدير المركز والدكتور سيد محمد عمر مقرر المؤتمر والعلماء والباحثين المشاركين بالمؤتمر.
ويناقش المؤتمر الورقة البحثية الذى يعرضها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان وعنوانها " تحقيق الطرق التاريخية الدينية والتجارية والحربية بشبه جزيرة سيناء " حيث يؤكد على وجود عدة طرق حربية – تجارية – دينية تخترق سيناء من الشرق للغرب وما زال بعضها مطروقاً إلى اليوم ولو تم استغلال هذه الطرق الاستغلال الأمثل لكانت سيناء هى المخرج لكل مشاكلنا الإقتصادية والمشروع القومى لمصر الذى يستوعب كل طاقات الشباب وهذه الطرق حسب التسلسل التاريخى طريق سيتى الأول الشهير بطريق حورس وطريق خروج بنى إسرائيل وطريق الأنباط وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ويشمل طريق العائلة المقدسة ودرب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة والطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء (طريق صدر و أيلة).
ويوضح الدكتور ريحان أن طريق خروج بنى إسرائيل يمثل قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرّمة ولهذا الطريق مكانة خاصة فى المسيحية حيث ذكرت الوثائق التاريخية أن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركاً بهذه الأماكن وخصوصاً أشهرها وهو دير سانت كاترين كما بنى المسلمون مسجداً داخل الدير فى العصر الفاطمى تبركاً بهذا المكان المقدس فتلاقت الأديان فى بقعة واحدة وقد قام الدكتور ريحان بتحقيق محطاته بسيناء وتشمل عيون موسى وسرابيت الخادم وطور سيناء والجبل المقدس.
ويشير إلى وجود طريقاً اتخذه المقدّسون المسيحيون فى طريقهم إلى القدس عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادى بطول 575كم عبر طريق شرقى للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) عبر عدة أودية إلى جبل سيناء وطوله 200كم وغربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء بطول 375كم وطريقاً للحجاج إلى مكة المكرمة عبر وسط سيناء وهو درب الحاج المصرى القديم وكان يخدم حجاج مصر فى ذهابهم وعودتهم وحجاج المغرب العربى والأندلس وحجاج غرب أفريقيا وتزايدت أهميته مع قيام دولة سلاطين المماليك وكانت بدايته من بركة الحاج بالقاهرة وحتى عجرود بالسويس بطول 150كم ومن عجرود إلى قلعة نخل بطول 150كم ومن نخل إلى عقبة أيلة بطول 200كم وكانت تقطع كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث فى نحو ثلاثة أيام بسير قوافل الحجيج ومن محطاته الباقية قلعة عجرود و قلعة نخل ونقش الغورى ومنطقة القباب.
ويؤكد د. ريحان أن طريق صدر وأيلة هو الطريق الحربى الذى اتخذه صلاح الدين عبر سيناء لقتال الصليبيين وكان يسلكه فى غزواته بالشام وأنشأ عليه مراكز محصّنة ونقاط حراسة وبنى قلعته برأس سدر (قلعة الجندى أو قلعة الباشا) وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لتأمين هذا الطريق ويبدأ من السويس إلى وادى الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندى (100كم جنوب شرق السويس ) وينحدر إلى وادى العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180كم جنوب شرق السويس ) وعبر عدة أودية وجبال إلى وادى طويبة الذى يؤدى لجزيرة فرعون (260كم شرق السويس ) ثم يستمر شرقاً إلى مفرق العقبة وقلاع الطريق ترشحها وزارة الآثار للتسجيل تراث عالمى باليونسكو وهى قلعة الجندى وقلعة طابا .