الخرطوم ….. على نحو مفاجئ أوقفت دائرة النقل الجوي بسلطة الطيران المدني رحلات سودانير للولايات ومنعتها من التحليق في سماء مدن وولايات البلاد اعتباراً من أول الأمس، على خلفية مجموعة مخالفات صاغتها سلطة الطيران المدني وأجملتها في تقليل سعر التذاكر لمدينتي الفاشر والجنينة، فضلاً عن عدم إيداع القوائم المالية الحقيقية لاستكمال إصدار الرخصة، وقالت سلطة الطيران المدني في خطاب صادر من دائرة النقل الجوي معنون لمدير عام شركة سودانير، إن السلطة حددت في سبتمبر الماضي أسعار تذاكر داخلية، إلا أن الشركة خالفت ذلك بإصدار منشور بتخفيض تذاكر السفر للفاشر والجنينة دون أي مسوق، مبيناً أن مخالفة المنشور يترتب عليه سحب الرخصة الممنوحة للشركة وإيقاف التشغيل، وأردف أن منشور الأسعار الذي صدر يمثل حماية للشركات الوطنية في ظل الظروف التشغيلية بالغة التعقيد التي تعانيها، قاطعاً بأن إدارته قررت وقف جميع رحلات سودانير للولايات لحين إكمال نواقص الرخصة وفقاً لما يعمل به عالمياً.
*خطر تشغيل
وبحسب ما أوردته الزميلة (الصيحة) أول أمس، أن مصادر بسلطة الطيران المدني قالت إن سعر التذكرة تم تحديدها وفقاً لحسابات دقيقة وليس من حق أي شركة أن تعمل على تخفيضها أو رفعها دون مسوغات قانونية، متخوفاً من أن تلجأ الشركة لزيادة حمولة الشحن لسد تغطية الفاقد، الأمر الذي يترتب عليه خطر على التشغيل، ولم يستبعد أن يكون الغرض الذي جعل سودانير تلجأ لذلك إخراج المنافسين من السوق.
احترام وإشادة
وعلى الرغم من تحفظ عدد من العاملين والمسؤولين بسودانير للتعليق على قرار إيقاف تحليق شركتهم في أجواء الغرب السوداني، إلا أن حصيلة ما خرجت به (آخر لحظة) من حديثهم، أنهم كانوا سعيدين بالخطوة التي أقدم عليها الممسكون بزمام إدارة الشركة للخطوة الإنسانية الكبيرة والمقدرة التي أعلنتها بتخفيض (20%) من أسعار تذاكر الطيران لصالح المرضى والطلاب باعتبارها من أكثر الشرائح التي تستحق الوقوف معها، وأنهم سعيدون بما قامت به مؤسستهم، وقد وجد القرار إشادة وقبولاً عند مواطني دارفور لوقوف الشركة مع هاتين الشريحتين حسبما ذكرت صحيفة آخر لحظة.
*تنافس
بيد أن مواطنين رفعوا حاجب الدهشة عقب قرار إيقاف سودانير من التحليق فوق سماء الولايات عقب تخفيض سعر تذكرتها المتجهة نحو فاشر السلطان، وقال المواطن محمد صالح رابح من سكان مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، إن ما أقدمت عليه الناقل الوطني قرار موفق وكان يمكن أن يفتح الباب أمام الشركات الأخرى لتقديم مزيد من التنازلات التي تصب في صالح المواطن كما حدث في التنافس بين شركات الاتصالات الثلاث العاملة في مجال الاتصال بالبلاد، خصوصاً وأن ما قامت به يأتي في هذا السياق، مستغرباً من تمسك سلطة الطيران المدني بأن تظل القيمة مرتفعة، وكأنما الغرض حماية للشركات دون مراعاة للمواطن الذي ينكوي بنيران الغلاء ليل نهار، ولم يكن حديث المواطن الطيّب عبد الله ببعيد عما ذهب إليه رابح عندما طالب مسؤولي الطيران بمراعاة مصلحة المواطن قبل الرأسمالية، خصوصاً وأن سودانير خفضت (20%) من سعر تذاكرها لشريحتي المرضى والطلاب في مدن الكل يعرف الظروف التي تمر بها، واستهجن الخطوة التي أقدمت عليها سلطة الطيران المدني بحق سودانير.