بقلم :د.مأمون حسين علان
كلية الآثار والسياحة – الجامعة الأردنية
ساهمت التطورات المتسارعة للتكنولوجيا في خلق مدن وفضاءات ومنظمات وبيئات أعمال ذكية. كما ارتفع نسق الذكاء الصناعي وزادت قدرة آلأجهزة والأدوات والمستشعرات على الترابط والاتصال وتبادل المعلومات من خلال أنترنت آلأشياء. وتشير معظم التقديرات آلى وصول أجهرة أنترنت آلأشياء آلى اكثر من 35 مليار جهاز في عام 2020م بدخل يزيد عن 600 مليار دولار. هذه التطورات الجذرية الهائلة زادت من قدرة آلآنسان على التحكم عن قرب وعن بعد بمختلف آلأشياء وسهلت ترابط واتصال آلأشياء أيضآ فيما بينها. في ظل بيئة متغيرة شعارها الوحيد الثابت هو المتغير كيف يمكن آن يساهم خلق المدن الذكية وانتشار أنترنت آلأشياء في تطور صناعة السياحة والسفر؟
من الواضح أن المدن الذكية وتطور ظاهرة أنترنت آلأشياء هي عامل حاسم في تطور الوجهات السياحية وتسهيل مهمة آلإدارات السياحية والسياح. فالمدن السياحية الذكية التي تحتوي على بنى تحتية وفوقية ومراكز معلومات وعمليات ذكية تسهل من مهمة آلإدارات السياحية بالوصول بسرعات قصوى وجهود بسيطة ألى السياح المستهدفين وتوفر فرصا ذهبية لتسويق وترويج المنتجات والوجهات السياحية المختلفة.
علاوة على ذلك، فأن المدن السياحية الذكية وتطبيقات أنترنت آلأشياء تلعب دورا حيويا في رفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح وزيادة نسبة الرضى لدى السياح والمساهمة في قدرة الوجهة السياحية على منافسة آلآجرين ورفع مستوى الذاتية في الحصول على مختلف أنواع الخدمات.
ومن الأهمية بمكان آلإشارة ألى قدرة التطبيقات الذكية على أثراء مختلف التجارب السياحية للزوار من خلال توفير البيانات قبل وأتناء الرحلة واستخدام آلأجهزة المحمولة الذكية كأجهزة تحديد المواقع والخرائط الذكية ومقاييس الحرارة وأجهره قياس النبض والساعات الذكية وغيرها. كما أن التقنيات آلإلكترونية الذكية توفر أمكانيات هائلة للمسوقين في القطاع السياحي من خلال توفير وسائل تسويقإلكترونية واسعة المدى والإمكانيات وقليلة التكاليف.
في السياق العربي السياحي، ما زال هناك بون شاسع يفصل السياحة العربية عن السوق السياحي آلإلكتروني وحجمآلأعمال والإيرادات السياحية العربية المتعلقة بالسياحة آلإلكترونية ما زالت ضئيلة جدا.
أسباب ضعف السياحة آلإلكترونية العربية عديدة تعود ألى عدم توفر البنى التحتية آلإلكترونية الملائمة وعدم وجود مدن عربية ذكية وضعف المحتوى العربي آلإلكتروني وعدم أنتشار ثقافة البيع والشراء آلإلكتروني بشكل واسع بين السياح في الوطن العربي. هذا الضعف الواضح بمستوى السياحة آلإلكترونية في الدول العربية يضعف القدرات التنافسية للسياحة العربية ويحرمها من أيردات سياحية هائلة ويصعب من مهمة السياح الوافدين للدول العربية بالحصول على المعلومات والخدمات السياحية. لذلك لا بد من تشجيع وتسهيل الاستثمار في بناء المدن الذكية ونشر تطبيقات أنترنت الأشياء في الدول العربية المؤهلة لتلك التطورات.
وقد سعت مدينة دبي لمثل تلك التطورات وهناك بعض تجارب السياحة آلإلكترونية المميزة فيها. كما لا بد من تشجيع ألدراسات والبحث العلمي في مجال ألسياحة آلإلكترونيةوتطوير البنى التحتية اللازمة لها. ومن المستحسن استغلال تطبيقات التسويق آلإلكتروني في مجال صناعة السياحة لنشر مواقع السياحة العربية المختلفة إلكترونيا وجذب أكبر عدد ممكن من السياح الدوليين. فالعصر القادم لصناعة السياحة العالمية سيعتمد تماما على التطبيقات آلإلكترونية المخالفة والدول التي سوغ تتخلف عن الركب آلإلكتروني لن يكون لها أي مكان في السوق السياحي العالمي وستفقد ميزاتها التنافسية في المجال السياحي مهما كانت تملك من قدرات وعوامل جذب سياحية.